ماري الفرنسية ومنهجها في كتابة التاريخ(محاضرة باتحاد المؤرخين العرب - بغداد)
د/ أحمد حمدي أبوضيف زيد | Dr\ Ahmed Hamdy Abudief Zaid
03/01/2021 القراءات: 1057 الملف المرفق
أثر الغزو النورماندي على مختلف المجالات في إنجلترا، خاصة من حيث تطور الأساليب الأدبية والفنية وطرائق الحياة المختلفة، وقد عزز من أهمية ذلك التطور الغزو الثاني لإنجلترا على يد كونت البلانتجنت الملك هنري الثاني ، الذي شهد عصره تحولاً حضارياً مهماً بسبب انصهار الشعب الانجلو- سكوني والفرنسي في بوتقة الأراضي الإنجليزية. وفي هذا الصدد سخر العديد من الكتاب الفرنسيين أقلامهم لتكون جسرا يعبر من خلاله حكام إنجلترا الجدد إلى الشعوب المنصهرة في الأراضي الإنجليزية ، متخذين من لغة أهل البلاد الأصليين وسيلة للمزج الفكري، خاصة في المجال القصصي الذي برعت فيه السيدة الفرنسية الأصل ماري الفرنسية Marie De France ، التي اختلف كتاب العصر الحديث في تحديد هويتها بعدما سجلت اسمها " للذكرى " في ختام مقدمة أنشودة " القصص Fables"، وذكرت في نفس تلك الأنشودة اسم حاميها الكونت وليم، وأكدت في نفس القصيدة إجادتها للغة الفرنسية بحكم مولدها، وأنها وفدت إلى إنجلترا مع عائلة الملك هنري الثاني .ساهمت العديد من العوامل في تكوين شخصية ماري من فرنسا الأدبية في البلاط الملكي، فوفقا لما تم ذكره من أنها أخت غير شرعية للملك هنري الثاني، فهذا قد ساعدها في أن تكون حلقة وصل بين الأدب الأنجلو- سكسوني والأدب الفرنسي ، وقد تفهمت ماري أهمية الدور الذي تقوم به من ترجمة أعمال الانجلو-سكسون. وتقترح لوري أ. فينك أن ماري رأت نفسها أولا كمترجمة حيث قامت بترجمة حياة القديسة باتريك من اللاتينية إلى الفرنسية، وعكفت أيضا على ترجمة أناشيد حكاية البريتون Briton Tales كما سمعتها من العامة لتعيد تقديمها في البلاط الملكي، وترجمة القصص الشخصية Aesop المنتحلة من حياة الملك ألفريد من الإنجليزية إلى الفرنسية، فرغم أن ماري اشتكت من رداءة الأصل الإنجليزية لقصص أيسوب، إلا أنها لم تلتزم بالجو العام للنص حيث قامت كما أشار هاريت سبيجيل Harriet Spiegel بمزج النص مع بعض الأعراف والخبرات الشخصية . والظاهر أن ماري هدفت إلى فرض موهبتها كمؤلفة إلى جانب الترجمة، على أن ذلك المزج لم يقتصر فقط على قصص أيسوب؛ بل فعلت نفس الأمر في ترجمة حياة القديس باتريك وكذلك في ترجمة حياة القديسة أودري، ومع ذلك كانت دوما تضع نصب أعينها الالتزام بالمضمون والسعي لكونها الوسيط في نقل الحضارة الأنجلوسكسونية إلى الحكام النورماندين. وهذا واضح إلى حد كبير في تصوير الفرق بين المستعمر والاستعمار والمُستعمرين في ترجمة أناشيد حكاية البريتون ، ولعل تعدد القصص والرؤى المطروحة في كتابات ماري الأدبية تدعو إلى التساؤل عن الأهداف التي دفعت ماري إلى الكتابة والترجمة في البلاط الإنجليزي!! الملف المرفق به المحاضرة كاملة
تاريخ الاوروبي الوسيط
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع