مدونة أ.د. علاء هاشم يونس الطائي


ظاهرة المعاومة في الأشجار Alternate fruit bearing

أ.د. علاء هاشم يونس الطائي | Prof-Dr-Alaa Hashim Younis Altaee


17/08/2020 القراءات: 1989  


المعاومة أو تبادل الحمل الثمري alternate fruit bearing في الأشجار المثمرة ، هي تعاقب سنين غزيرة الإنتاج الثمري on year بعد أخرى قليلة off year، أو ينعدم الحمل فيها كلياً.
أسبابها وعلاقتها بالخصائص الحيوية للأشجار :
إن عدداً من أصناف الحمضيات ، وكثيراً من أصناف التفاحيات ، ونخيل البلح والزيتون والمانجا والكاكي والبيكان والزبدية وبعض أصناف اللوزيات والفستق الحلبي، تظهر معاومة واضحة ، ويقل ظهورها أو ينعدم عند بعض أنواع الأشجار المثمرة الأخرى، مثل معظم أصناف الحمضيات والنبق والسدر وبعض أصناف اللوزيات.
يتأثر وضوح هذه المعاومة بالدرجة الأولى بالعوامل البيئية وعمليات الخدمة الزراعية من تقليم وتسميد خاطئين ، أو من إهمالها، إلى جانب كون هذه الظاهرة صفة وراثية تتوارثها أجيال الأنواع والأصناف، وقد تعود إلى الحمل الثمري الزائد ، أو إلى الإصابات الحشرية أو المرضية ، أو إلى أمراض فيزيولوجية تُصاب بها الأوراق والأزهار فتؤدي إلى أضرار جسيمة لها وللثمار العاقدة، فينعدم المحصول أو يقل بدرجة كبيرة.
تعد المعاومة اقتصادياً من الظواهر السلبية التي تواجه مزارعي الأشجار المثمرة، ففي سنة الحمل الغزير، تكون ثماره صغيرة ورديئة المواصفات الاستهلاكية والتصنيعية، مقارنةً بالثمار الناتجة من أشجار مماثلة ذات حمل ثمري طبيعي، هذا إضافة إلى أن غزارة الإثمار تضعف الشجرة وتكسِّر فروعها وأعضاء إثمارها بسبب ثقل الثمار. تختلف تأثيرات هذه الظواهر حسب أنواع الأشجار المثمرة، ولكنها تشترك جميعها في استنفاد المدخرات الغذائية من الأشجار في سنة حملها الغزير وعدم قدرتها على تكوين البراعم الزهرية اللازمة للسنة القادمة.
دورية الحمل الثمري في الأنواع والأصناف :
تتخذ المعاومة مظهرين سلبيين :
الأول: يخص غياب الإزهار أو قلته على نحو كبير .
وثانيهما: إزهار طبيعي لا يليه عقد ثمري مع أن عوامل المحيط الخارجي تكون ملائمة له.
ويختلف هذان المظهران بمؤشراتهما الخارجية، إلاّ أنهما يتماثلان تماماً فيزيولوجياً، إذ إن سببهما الأساسي يعود إلى عدم كفاية التغذية في أثناء سنة الإنتاج الغزير لتكوين براعم زهرية متكاملة البنية والقوة النمائية والخلايا التناسلية في نهاية فصل الشتاء، ومن ثم فإن الأشجار تزهر ولا تثمر، ويكون العامل المحدد لذلك التغذية الآزوتية والكربوهيدراتية وتوازن نسبتهما، وذلك لأن منتجات التمثيل اليخضوري قد استنفدت في تكوين محصول السنة السابقة.
الطرائق المتبعة للتغلب على ظاهرة المعاومة أو تخفيفها :
يمكن تخفيف حدت ظاهرة المعاومة بإتباع الآتي:
1ـ اختيار الأصناف ذات الحمل الثمري المنتظم سنوياً عند إنشاء البستان والملائمة لموقعه
2ـ منع العقد الزائد للثمار في الأصناف الخلطية التلقيح والتي تعتمد على النحل، مثلاً بإبعاد خلايا النحل أو تقليل عددها في السنة التي يُتوقع فيها حمل غزير.
3ـ الخفُّ المبكرِّ للمحصول الغزير، وهو إجراء أكثر ضماناً لتنظيم الحمل الثمري السنوي، إلاّ أن ذلك يستلزم جهداً ووقتاً ومصاريف غير قليلة.
4ـ في حال كون الصنف التجاري ضعيف التوافق الذاتي تلقيحياً ؛ ينصح بإدخال أصناف ملقحة أكثر توافقاً في تجمعاتها الاقتصادية، فمثلاً يدخل صنف الزيتون الصوراني أو القيسي بنسبة 10% مع الصنف الزيتي، أو تطعيمه بأحدهما لضعف نسبة تلقيحه الذاتي ، مما يوفر إخصاباً جيداً ويزيد نسبة الثمار الطبيعية ، وكذلك الأمر فإنه ينبغي اصطفاء صنف النخيل الذكر (الفحل) المناسب لتلقيح أشجار الأصناف المؤنثة، والأصناف الذكرية المناسبة للفستق الحلبي والمتوافقة لتلقيح أشجار أصنافه المؤنثة.
5ـ الخدمات الزراعية التي يمكنها التحكم بظاهرة المعاومة مثل التقليم والتسميد الآزوتي والخف الثمري والتحليق يمكن إيجازها وفق الآتي:
أ ـ التقليم: يفيد في إزالة جزء من البراعم الزهرية في سنة الحمل الغزير مما يقلل من إجهاد الشجرة ويجعل حملها الثمري مقبولاً في السنة المقبلة، أما في سنة الحمل الثمري الخفيف، فإن التقليم الخفيف أو المتوسط السوية يؤدي إلى فتح قلب تاج الشجرة للضوء، ويزيد من نسبة عقد الأزهار فيها، ومن ثم ينظم الحمل الثمري توازنياً في السنة المقبلة ويقلل الحمل الزائد فيها.
ب ـ التسميد الآزوتي: وذلك بتقليل كمية الآزوت في سنة الحمل الثمري الغزير قبل إزهار الأشجار، فيؤدي إلى خفض عدد الثمار العاقدة، ومن ثم إلى زيادة عدد البراعم الزهرية التي تتمايز في العام المقبل، أما في سنة الحمل الثمري الخفيف، فينبغي تقديم كمية كافية من الآزوت في فصل الربيع بغية الحفاظ على قوة نمو الأشجار على نحو جيد وتنشيطها لتلبية حاجات الثمار في السنة الجارية، وزيادة عدد الثمار فيها والحصول على إزهار وإثمار معتدلين في السنة المقبلة.
ج ـ الري .
د ـ خفّ الأزهار والثمار: أثبتت التجارب بأن تمايز البراعم الزهرية (والذي يضمن محصول العام التالي) يحدث مباشرة في أثناء مدة قصيرة لمرحلة إزهار العام الحالي (أي قبله بسنة كاملة تقريباً)، ويختلف موعد هذا التمايز بحسب الأنواع والأصناف وموسم النمو في المنطقة المعينة، ومن ثم فإن خفّ (تقليل) عدد الأزهار والثمار العاقدة على الشجرة المثمرة في العام الجاري سيوفر الغذاء الكافي وتوجيهه نحو تكوين البراعم الزهرية اللازمة لمحصول العام التالي، بدلاً من استنفاده في نمو الحمل الثمري الزائد في العام الجاري.
هـ ـ التحليق: يساعد على تجميع المواد الكربوهيدراتية فوق المنطقة المحلقّة، وعلى مد الأزهار بالغذاء اللازم لإزهارها وعقد ثمارها ونموها على نحو جيد، وتستجيب أشجار المنجا والعنب وغيرها لهذه التقنية وتزيد حملها الثمري .
و ـ تنويع أعضاء الإثمار: من حيث النموذج والعمر بالتربية الشجرية المتخصصة، وبحسب الخصائص الحيوية للأصناف، ولاسيما عند التفاحيات واللوزيات .
agricultural_eng


ظاهرة المعاومة في الأشجار Alternate fruit bearing


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع