مدونة د. محمد سلامة الغنيمي


الحرية والعقل صنوان لا يتقاويان

د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim


29/01/2023 القراءات: 557  


- لا يحاسب الله مكرها، لا إلى جنة ولا إلى نار.
- العقل يتمدد بالحرية وينكمش بالكبت والقهر.
العنف يكون بسبب ضعف العقول، ويعمل على إضعاف العقول.
- تعتمد تربية المبدعين على سحق معوقات التفكير، بينما تعتمد تربية عقول القطيع على وضع الحواجز الفكرية.
- يبدأ الإرهاب من تعليم المتعلم أن الأمور إما خطأ وإما صواب ولا نسبية بينهما.
- غرقت أمتنا في غياهب الجهل يوم أغلقت حرية الاجتهاد.
- الامتحانات التعذيبية (التحريرية) التي تعتمد على الصواب والخطأ والاختيار من متعدد تقزم عقول المتعلمين، وتؤهلهم للاسترهاب.
الإنسان على الأرض تكليفا والتكليف مناطه الحرية؛ لذا جعل الله التطلع إليها غريزة في الإنسان، وجاءت نصوص الشريعة تحافظ على التوجيه الصحيح لهذه الغريزة، بحيث اعتبرها العلماء المقصد السادس من مقاصد التشريع.
ومن هنا لا يقبل الله تعالى أن يعبده أحد مكرها، "لست عليهم بمسيطر"، وأمر بالدعوة إليه بالحكمة والموعظة، وأيد أنبياءه بالمعجزات التي تقنع الناس بوحدانيته وربوبيته، ولم يشرع القتال في الإسلام إلا لتحرير الناس ممن يحجبون عنهم حرية الاختيار.
وما أُكره الناس على شيء إلا كرهوه، ولو كانت الصلاة في المسجد، أو قراءة القرآن. ولا يقبل الله عبادة من مكره، كما لا يحاسب مكره على عبادة أكره على تركها.
فما بال المتطرفين من هنا أو هناك يفسدون في الأرض بتعنيف الناس وسفك دمائهم باسم الأديان!
ومن صور العنف تقييد المباح وتحديد الاختيار من المتاح، ولو كان ذلك في قاعات التعلم ومحاريبه.
إن العقل البشري يتمدد بالحرية وينكمش بالكبت والتقييد، وتعتمد تربية العقول المبدعة على إزالة عوائق التفكير وتفجير إلغام حرية التعبير، بينما تعتمد تربية عقول القطيع على أن الصواب واحد والخطأ واحد ولا نسبية بينهما.
فما تخلفت أمتنا إلا يوم أن أغلقت باب الاجتهاد وأقرت بأن السلف لم يتركوا للخلف باب للاجتهاد.
فإذا ابتغينا نهضة علمية فكرية علينا أن نطلق العنان للعقول والبداية إنما تكون في محاضن التعليم وأروقته.


حرية، عقل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع