مدونة عبدالحكيم الأنيس


سؤال وجواب في الوتس اب (61)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


25/12/2023 القراءات: 491  


السؤال (663):
جاء في «البحر المحيط» (4/ 143) في تفسير {إِنَّما المسِيحُ عيسى ابنُ مَرْيَمَ رسُولُ اللَّه وكلِمَتُهُ ألقاها إلى مَرْيَمَ ورُوحٌ منْهُ}:
"من هنا لابتداء الغاية، وليست للتبعيض كما فهمه بعض النصارى فادعى أن عيسى جزء من الله تعالى، فرد عليه علي بن الحسين بن وافد المروزي حين استدل النصراني بأن في القرآن ما يشهد لمذهبه وهو قوله: وروح منه، فأجابه ابن وافد بقوله: (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه). وقال: إن كان يجب بهذا أن يكون عيسى جزأ منه وجب أن يكون ما في السموات وما في الأرض جزأ منه، فانقطع النصراني وأسلم. وصنّف ابن ‌فايد إذ ذاك كتاب ‌النظائر".
أين نجد كتاب النظائر الذي ذكره أبو حيّان؟
الجواب:
لا أعرفُ لهذا الكتاب وجودًا. والصواب في اسم المؤلف: علي بن الحسين بن واقد المروزي، وكتابُه من مصادر الإمام الثعلبي في "الكشف والبيان عن تفسير القرآن"، فقد جاء في (2/ 147): "كتاب النظائر: أخبرنا الأستاذ الحسن بن محمد بن حبيب رحمه الله، قال: أنا عبدالله بن أحمد بن الصديق، قال: أنا عبدالله بن محمود السعدي، قال: أنا المطهر بن الحكم الكرابيسي، عن علي بن الحسين بن واقد".
وجاء فيه (11/ 96- 98):
"سمعتُ أبا القاسم الحبيبي يقول: كان لهارون الرشيد غلامٌ نصرانيٌّ متطببٌ، وكان أحسن خلق الله وجهًا وأكملهم أدبًا، وأجمعهم للخصال التي يُتوسل بها إلى الملوك، وكان الرشيد مولعًا بأن يُسلم، وهو يمتنع، وكان الرشيد يمنّيه الأماني، فيأبى، فقال له ذات يوم: مالك لا تؤمن؟
قال: لأن في كتابكم حجة على ما أنتحله.
قال: وما هو؟
قال: قوله: {وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} أفغير هذا دين النصارى؟ إن عيسى جزء منه.
فتقسم قلب الرشيد لذلك، ودعا العلماء والفقهاء، فلم يكن منهم مَنْ يزيل تلك الشبهة، حتى قيل له: قدم حجّاجُ خراسان، وفيهم رجلٌ يقال له: علي بن الحسين بن واقد، مِن أهل مرو إمام في علم القرآن، فدعاه وجمع بينه وبين الغلام، فسأل الغلامَ، فأعاد قوله، فاستعجم على علي بن الحسين في الوقت جوابُها، فقال: يا أمير المؤمنين، قد علم الله سبحانه في سابق علمه أن مثل هذا الخبيث يسألني في مجلسك عن هذا، وأنه لم يخل كتابُه عن جوابه، وليس يحضرني في الوقت، ولله عليَّ ألا أطعم حتى آتي الذي فيها من حقها إن شاء الله، فدخل بيتًا مظلمًا، وأغلقَ عليه بابه، واندفع في قراءة القرآن، حتى بلغ سورة الجاثية: {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه} فصاح بأعلى صوته: افتحوا الباب، فقد وجدت. ففتحوا، ودعا الغلام، وقرأ عليه الآية بين يدي الرشيد، وقال: إن كان قوله: {وروح منه} يوجب أن عيسى بعضٌ منه، وجب أن يكون ما في السماوات وما في الأرض بعضًا منه، فانقطع النصراني، وأسلم، وفرح الرشيد فرحًا شديدًا، ووصل علي بن الحسين بصلة فاخرة، فلما عاد إلى مرو صنّفَ كتاب "النظائر في القرآن"، وهو كتابٌ لا يوازيه في بابه كتابٌ".
***
السؤال (664):
أرسلتُ إليكم في (24/ 11/ 2021م):
ليست الأشعارُ مني عن طلبْ ... إنما الوهاب إنْ شاء وهبْ
فقلتم:
يفتح اللهُ لها القلبَ هدى ... مثلما الغيث، إذا الغيث انسكبْ
فقلتُ:
بارك الرحمنُ فيكم كلما الشـ ... مس ضاءتْ أو غسوقٌ قد وقبْ
هل نسمي هذه مساجلة؟ أم لها اسم آخر؟
الجواب:
هذه مطارحة، أما المساجلة فهي المفاخرة.
***
السؤال (665):
ما رأيكم بهذه الفتوى: ليس على الإنسان حرجٌ إذا نام ورجلاه في اتجاه القبلة .
الجواب:
صحيحة، والسُّنة أن يضطجع النائم على شقه الأيمن متوجهًا إلى القبلة.
***
السؤال (666):
شيخي الفاضل، ذكرتم في سؤال وجواب: "كان أبو يوسف، يقول لبشر المريسي: طلبُ العلم بالكلام هو الجهل" ما معنى الكلام هنا؟
الجواب:
علم الكلام، وكان متأثرًا بالفلسفات المترجمة من الأمم الأخرى.
***
السؤال (667):
شيخنا -حفظكم الله ورعاكم- على ذكر "البحر الرائق"، سمعتُ بعض الشيوخ يقول: إن العبارة الشهيرة، والتي صارت كالمثل:( يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر) إذا أطلقها بعض الأحناف أرادوا بها النهر الفائق لسراج الدين ابن نجيم، والبحر الرائق لأخيه زين الدين ابن نجيم. فيطلقونها ومرادهم أن بعض المسائل المذكورة في النهر الرائق غير مذكورة في البحر الرائق، وكلاهما شرح لكنز الدقائق. فهل مر بكم هذا النقل عن بعض كتب الأحناف؟ جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم، ونفعنا بعلومكم.
الجواب:
لا، لم يمر.
***
السؤال (668):
سألتني أختٌ ما معنى الغِيبة وما معنى النميمة. وبعد ما شرحتُ لها المعنى ذكرتُ لها كما قلتم لي سابقًا في لقائي معكم، أنه حتى أهل الذمة لا نستغيبهم. فسألتْ: طيب لو حكينا في الأمور العامة والشأن العام؟ هل تعد استغابة؟
الجواب:
الغيبة تكون للأفراد، وتكون لغير الأفراد، والمسلمُ يحافظ على لسانه بكل إمكانه، وأما الفاسق المعلن المجاهر بالفسق فلا غيبة له.
***
السؤال (669):
قال العلامة الدسوقي في "حاشيته" على شرح البردة:
قوله: (ظلمتُ) هذه الجملة مستأنفة استئنافًا بيانيًا، كأن قائلًا يقولُ: هل أنصفتَ في اقتصاركَ على الغرض من صيام أو صلاة أو ظَلمتَ؟ فقال: (ظلمتُ.. إلخ) وهذا تخلّص للشروع في المقصود، وهو مدحُ النبي، ولم يذكره بعد التشبيه تعظيمًا له، فلم يذكره إلا بعد الوعظ والاستغفار والندم؛ تأهيلًا لمدح هذا الجناب؛ لأنَّ جماله عليه السلام يجب تعظيمُه، فجمالُه كان أعلى جميع أفراد الجمال والحُسن، إلا أنه كان مَستورًا بالجلال، ولذا كان أصحابُه لا يستطيعون إدامةَ النَّظر إليه ولا حِدَّة البصر فيه ، ومن هنا يُعلم أن ما يقعُ من بعض المطاوعة من التغزُّل بأبيات فيها إساءة أدب لا تُقال إلا للإحداث، ويصرفونها للجَناب الشريف إساءة أدب لا تجوز، ولم يقع مثل هذا من أحد من مُدّاحه؛ كابن رواحة وحسّان والمصنِّف..
سيدي: ماذا يقصد هنا بلفظة: "المطاوعة"؟
الجواب:
المطاوعة جمع متطوع، يراد به عالم الدين، وقد يعني به هنا بعض الشيوخ الذين يقومون بالإنشاد الديني.
والصواب: إلا للأحداث. جمع حدَث. أي الصبي، أو الشاب الصغير.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع