مدونة حمام محمد


مشهدية الاسلوب الاعلامي في الشعر الشعبي القديم

حمام محمد علي | hammam mohamed


22/07/2020 القراءات: 2699  


يقصد بالأسلوب الإعلامي كل العمليات الإخبارية والروائية التي استعملها الشاعر الشعبي في التبليغ عن مكنوناته للغير اونقل رسائل المجتمع الى الغير ولا يستطيع هدا العمل ان يؤدى على اكمل وجه الا اذا تخلله ربط تنسيقي بين الانواع الصحفية.
يكتسي توظيف مصطلح "النوع" في الأدب الشعبي أهمية ذلك أنه يرتبط بالأدب بصفة عامة ويفتح المجال لمقارنته بمفاهيم أدبية وسوسيولوجية، " كالنموذج والطراز " فالنوع ينتمي إلى الإنتاج الأدبي ( شعرا ونثرا ) بينما الطراز ينتمي إلى القصة والرواية .
عندما يتم توظيف مثل هذه المصطلحات في الصحافة ، يتعقد الأمر أكثر لارتباط فن الصحافة بالنشاطات السياسية والثقافية والاقتصادية, وقد أكد أوليفي بوجلان أنه لم يسبق وأن نظر للإنتاج الصحفي على أساس الانتماء إلى أنواع مثلما ينظر إلى المنتوج الفيلمي غير أنه لا يمكن أن يخفى على احد تنوع الكتابة الصحفية مما أدى بالعلماء إلى تسميتها بالطبخ.فتاريخ الصحافة لم يستثن أبدا من الكتابة أنواعا أدبية، فهناك نوع خاص " كالورقة الممتازة " وهو تقديم لصدور كتاب واستعملها الرواقيون المكلفون بنقل ما يجري في أروقة البرلمان ويمكن إن يشمل نقل أحداث التي تجري في منطقة سكنية.
ومما هو معروف فإن أي منتوج إبداعي هو مجمع لأفكار تتميز بخصائص فن الكتابة يؤهلها إلى أن تغزو ضمائر الناس نتيجة لما يشوبها من توظيف للمعاني أو المشاعر والعواطف والانفعالات ولهذا نجد انه يؤدي إلى ظهور الكتابة بالمضامين المختلفة.
يتطلب الأمر النظر إلى علاقة التأثير التي يحدثها المضمون الأدبي المتنوع انطلاقا من وظائف اللسان وما يحويه من مدونات أجهزة الإعلام (LESCODES) وهي التي تصنع التصور الإبداعي بغية تجسيد النوع.
وإذا انطلقنا من تعريف الأنواع على أنها تلك المساهمات التي تملك شكلا قاعديا وثابتا يترجم الظواهر والحقائق فإننا نقف عند الكثير منها في أشعار اعمر بن جيلالي والظاهرة في كل العينات المشمولة من الدراسة هي ذات متماسكة تتميز بالثبات والاستقرار في المعنى خصوصا عندما يحاول أن يحلل ويصور عظمة وهول الأحداث .
ولهذا فسنعتمد في هذا العنصر على ترتيب الأنواع الصحفية المنتقاة في شعر اعمر المقني .







1 ـ الانواع الصحفية الملاحظة في الترتيب الشعري :
توجد الأنواع الصحفية مرتبة في النوع الخبري والتقرير والمقدمة والتعليق والمقال الافتتاحي .
- النوع الخبري:
يعني النوع الخبري تصوير وصياغة أحداث وعروض كتبت في رسائل إعلامية فالنوع الخبري يرتبط بكل إشعار الشاعر، إبتداءا مما ذكر عند الأولين وعند الآخرين ، فمثلا في قصيدة مدح عرش السحاري ينطلق من إعادة صياغة لمقروءات سابقة كآيات أو حكم .
و يقول الشاعر :
في فلاح المجد أهلو وقواليـــــه واهي فعل بالخير معلوم ينـاول
والمكتوب يجيك ولاتغدى ليــــه زين لميعاد للشكر لوالــــو
الحديث بلا قمنة العاقل يحشم بيه عوز الوالي واش تقضي بافعالوا
عبرالشاعر من واقع الذاكرة وفن التدين فقوله المكتوب إيجيك لاتغدى ليه هو إعادة صياغة ملفوظ الآية القرآنية " وقل لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم "
كما في قوله دائما:
في فلاح الحد أهلو وقواليــه واللي أفعل بالخير معلوم اينالو
وكأنه يعيد صياغة ماقاله بن علقمة :
ولاتسأل الأضياف من هم فإنهم هم الناس من معروف وجه ومنكر
وتكرار لدينا نفس إعادة صياغة النوع الخبري في البيت الثالث :
الحديث بلا قمنة العاقل يحشم بيه عوز الوالي واش تقضي بافعالوا
مصور في حسه البديهي لأخبار سابق ورد لزيد بن علي وذكره:
خلق اللسان لنطقه وبيانــه - لا للسكوت وذاك حظ الأخرس
فإذا جلست فكن مجيبا سائلا - ان الكلام يزين رب المجلــــس
ويذهب لنا الشاعر إلى تصوير شفاعة النبي(صلعم) لأمته يوم الصراط حين قال:
شفيع الأمة أحمد يوم الفـــــرار والميزان يرجحوا غدوة بنـــا
ياتاج الرسل يانوار الأبصــــار واستر القلوب بيك يهنيــــــنا
من حرمتك ماتشوف مسلم النـــار والصراط أنت عليه تعقبنــــا
ليك الهربة ياحبيبي عيب وعــار لاتغفل ولاتسهى عنـــــــا
فرحنا نرها وبك على لبكـــار سكنا قصور من عالي الجنــــة
ياسعدي ويافرحي وزيخي بالمختار من حوضو صاحب الشفاعة يروينا
يامحمد يا احمد ويالمختــار رانا محشورين ها واحضر لينــــا
وهو إعادة موفقة لصياغة الآية الكريمة : " تتجافى جنوبهم "
وذكر الشاعر في فصل أمر من قصيدة موجهة الى المطرب الشعبي خليفي احمد
أنت قلت الحب نارو ماتطفاش من آثر جهدوا مايبــــراش
المحاين والحب مافيهم تفيـاش من ملكوه بغيرهم مايلهـــاشي
وساقي كاسهم مايتهنــاش مشرود ومملوك والقلب مطاشـي
فهو فن بديع معاناته مع الزهرة والخادم حاول أن يعرف الحب بأنه جنون لا محمود ولا مذموم وعنده الهوى محنة امتحن الله بها عباده على غرار الصوفية.
وما هو في هذه الحالة إلا أخبار قصصي لقول الشاعر:
هل الحب زفرة بعد زفــــرة وحر على الإحتساء ليس له برد
وفيض دموع العين يأتي كلما بدا علم من ارضكم لم يكن يبدوا


الفكر.الانتربولوجية..الاعلام


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع