مدونة تمارا خالد خضير الدليمي


اسدال ستائر النسيان السياسي لرأب الصدع الاجتماعي

تماره خالد خضير الدليمي | Tamara Khalid khudair Aldulaimi


02/04/2022 القراءات: 2264  


درسنا في علم الاجتماع وفي كليات القانون ان اهم حاجات المجتمع والفرد هي الشعور بالعدالة والحفاظ على حقه في العيش واصل تشريع القوانين والانظمة هي لحماية الانسان والحفاظ على حريته وسلامته
لكن ومع الاسف العراق اصبح مستنقعا للمخدرات والسراق والسفلة والمجرمين كل الاسف من اين نطلب الحل واصحاب الحلول مقيدون وقاتلين ومقتولين هل وصلنا الى مرحلة الا مبالاة السياسية أم أن السياسة أصلاً لا مبالية؟
ان من ضمن الخطة السياسية لمعالجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية على الافعال الاجرامية وغيرها التي ترتكب في ظروف الاضطراب السياسي وذلك باسدال ستائر النسيان السياسي لرأب الصدع الحاصل في الواقع الاجتماعي السؤال المطروح
هل هناك اضطراب سياسي فعلي؟
هل هناك استقرار امني مطبق؟
هل هناك مهابة من العقاب ومن القانون ؟
الاسئلة كثيرة والاجابات مبهمة والخوف حاضرًا من المجهول المتوقع الشعب يخاف من الشعب والدولة تنظر من بعيد وربما ايضا تكون حاضره بالصفة الجرمية ببعض من منتسبيها
كل يوم نصبح على واقعة اجرامية تنتهك روح انسان كان نادرًا مايمر على مسامعنا هكذا جرائم الان ترتكب من مختلف الاعمار وممن يحملون الصفة القانونية ايضا
اصبح سبق الاصرار والترصد والاغتصابات وغيرها من الجرائم مستسهلة لدى الافراد ولاسباب اتفه من التفاهة والاصعب انها تقع ممن يمثلون القانون قبل الاشخاص العاديين
كجرائم اغتصاب الاطفال من احد منتسبي الجيش من حاملين الصفة القانونية واخرون معدومي الصفة
وجرائم قتل ذوي المهن كالمحامين وغيرهم على يد من يحملون الرتب العسكرية التي اصبحت مستغلة لتنفيذ جرمه وغيرها من الوقائع والاحداث تعددت الاسباب والجريمة واحدة بازهاق روح انسان حرم الله قتله
اذا وقعت الجرائم من ممثلين القانون والمسؤولين عن حماية حقوق الانسان كيف سيقتدي الشعب ؟
من الناحية الاخرى الجرائم التي باتت تمس اعلى سلطة وطالت القضاء بقتلهم واغتيالهم للقضاة هكذا جرائم ترتكب على الشخصيات المهمة يدل ان الفساد تفشى والفاسد يعيش حياته بالغش والقتل والاغتيالات والسرقة دون صد ورد والشريف يحارب ويقتل
بما ان يد المجرمين طالت العدالة نفسها فكيف للفرد ان يشعر بالعدالة ومن سيحافظ على حقه وحياته وكيف يثق ان يلجأ للقضاء في حل نزاعاته اذا كان القاضي نفسه مهدد؟
لم يمر بتاريخ العراق حقبة أتعس وارذل واسفل من هذه السنين حتى اصبحت العدالة وشرف المهنة والانسانية عملة نادرة حيث يقوم الشرذمة باغتيال شخصيات مهمة والموظف بالقتل بإسم المهنة والفرد العادي يجرم بدم بارد لقد جف ريقنا ونحن نحتسب لله وننتظر الفرج خوفًا من الجريمة التالية…
نحن نعيش الان وسط اقذر مجموعة بشرية ‎وجدت على الاطلاق في اسوء العصور على مر التأريخ
الجرائم البشعة ترتكب بسهولة دون خوف وردع و ادوات القتل باتت متداولة ومتاحة امام الانظار دون رقيب والاعلام يدسون السم بالعسل ببثها الاخبار التي تخص واقعة جرمية لتاخذ برهة من الزمن يصل ليومين لا اكثر وبعدها لانشاهد مجريات العقوبات التي سيتلقاها القاتل ان تم القبض عليه فعلًا هذا بعض من ما ينقل وماخفي كان اعظم
لو أردت ان اكتب على وضع العراق وانحداره لما توقفت
رأيي الصريح انه..اذا كبير القوم فاقدًا لاخلاصه بتطبيق القانون وليس لديه سلطة على ايقاف والحد من هكذا ظواهر فان الفساد يتفشى لرعيته وتنعدم المهابة والثقة ويصبح الممنوع مباح ولاخوف من عقوبة

الحل معاقبة من يقوم بإي خطآ او جريمة ان كانت عمدية ام غير عمدية بمعاقبته امام الملأ لردع المجتمع من تكرارها لان من أمن العقوبة أساء الأدب
يجب معالجة الظروف الاجتماعية الصعبة للحد من هذه الظاهرة التي اصبحت مستسهلة لارتكاب انواع الجرائم
وأيضًا أعادة النظر على السجون
لان من غير الممكن ان يضع محكوم لاول مره مع مجرم متمرس هذا له تاثير اول على سلوكه عند خروجه من محكوميته حتى لايقع ضحية ليصبح مجرم متمرس
هذا في حين كنا فى الماضى حيث كانت تمارس علينا سياسة التجهيل والأن نمارس سياسة التصديق بالاصلاح ومعاقبة الجناة
بالواقع يوجد سبعة اشياء تشترك بتدمر الانسان وانحداره نحو فعل هكذا سلوكيات جرمية تؤثر على امن واستقرار المجتمع :
_السياسة بلا مبادىء
_وتطبيق المتعة بلا ضمير
_الثروة بلا عمل
_المعرفة بلا قيم
_والتجارة بلا اخلاق
_العلم بلا انسانية
_والعبادة بلا تضحية.
فلو بدأنا معركة مقارنة الماضي بالحاضر فسوف نجد أننا خسرنا المستقبل لان الوضع ينحدر نحو الاخطر
نأمل ان يكون حكم الدولة أفضل بفرضها القوانين المرعبة بصرامة لردع تفشي الفساد والحد من الجرائم المرتكبة وامن المواطن من مرتكبيها
ضرب الروائي العبقري "فيودور دوستويفسكي" في روايته الشهيرة "الجريمة والعقاب" مثالاً عن الشخص الخائف من الموت، وقال:
لو أتيح له أن يعيش مدى الحياة على قمة عالية لا يتسع له فيها سوى موضع قدم لـفضَّل هذه الحياة مئة مرة على الموت"
أن حياة الإنسان في الواقع مليئة بصنوف العذاب والشقاء إلا أنه يفضل هذا العذاب والشقاء على أن يقتل ويصبح جثة هامدة.
رفعت الجلسة.


الصدع السياسي والواقع الاجتماعي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع