مدونة دكتور/ معتز احمد رفاعي زارع


في آلية استثمار مقومات المدرسة الحديثية

دكتور/ معتز احمد رفاعي زارع | Moataz Ahmed Rfaye Zarea


01/11/2022 القراءات: 1100  


إن المُدقق في تاريخ العلم وتأريخ التصنيف وله دربة بمناهج العلوم عامة ومعالم مناهج الأئمة -في عُمدها- بكل فن خاصة؛ يجد أن المدرسة الحديثية إن تدخلت بجميع مقوماتها فهي لا تصلح لتقويم العلوم والتصانيف؛ بل هي قادرة على تصحيح بعض مسارات مادتها فيما يتفق مع مساحة تلك العلوم، دون ذلك فهي لا يظهر نجمها -كما قلت أمس- إلا على علومها فحسب.
✍️ هذا، ومن واقع تخصصي وتجربتي مع الخلاف الفقهي وجدت أنه كلما تدخلت هذه المدرسة بجميع أدواتها انحرف بها المسار عن جادة الفقه، وصار المنسم الفقهي غريب النكهة؛ لذا تجد أئمة الصنعة الخلافية من المتقدمين كانوا لا يعتبرونها، وهذا ما حررته وأثبته في رسالتي الدكتوراه في الخلاف الفقهي وهي الموسومة ب (منهج المتقدمين في الخلاف الفقهي دراسة تطبيقية).
س: هل يعني (هذا) الاستغناء عنها؟
✍️ الجواب: بالطبع لا؛ بل العلم برمته يأبى ذلك، لكن نستطيع أن نستفيد من مقوماتها حسب متطلبات العلم الذي نطرقه، فنستدعيها عند معرفة صحة الحديث من ضعفه دون ذلك فلا يحق لأي تخصص من التخصصات الشرعية أن يزيد عن ذلك فإن زاد خرج بدائرة فنه إلى معالم أخرى ...
✍️ ففي تخصصي في علوم السيرة أعترف أنها أحد أعمدتي التي أتكئ عليها لكن لا أسمح لها بالتوسع وإلا رفضت الكثير من المرويات ....
✍️ وفي تخصصي في الخلاف الفقهي فإن التربة المنهجية (ذاتها) عند أئمة الصنعة من الأوائل تأبى وجودها ولا تعتبرها أصلاً ضمن مسوغات المدارس الخلافية، ولكنهم يعتمدون عليها في الجانب السطحي فقط وهو المعني بمعرفة صحيح الحديث من ضعيفه والذي سوقته سلفًا ....
✍️ فنصيحتي لا يغرنك تخصصك بهذا العلم العريق -أعني الحديث-، بل عليك أن تعتني به في علومه فحسب، ولا تخرج بأدواته وأفكاره ومساراته على بوابة العلوم الشرعية وتريد أن تُطبقه ! فحتمًا وجزمًا ستشطح وتخطئ وتنحرف عن الجادة.


في آلية استثمار مقومات المدرسة الحديثية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


جزاكم الله كل خير