عندما دارت النقاشات واحتدم الجدل حول حقيقية الإعجاز القرآني، وفهم النص الشرعي، كان المدخل لفهم الإعجاز القرآني، وفهم مقاصد التشريع، ينطلق من فهم العلاقة بين اللفظ والمعنى، فعُني بالنظر في هذه العلاقة علماء الأصول، والمفسرون، وكانوا أول من أثار هذه القضية واشتغل بها، وكان البحث على أيديهم موجهاً -في المقام الأول- إلى استكناه العلامات الدالة واستكشاف دلالاتها. ثم امتد الجدل والنقاش حول علاقة اللفظ بمعناه إلى الحقل النقدي، فأضحى الوقوف على طبيعة العلاقة بين الألفاظ والمعاني في النص الأدبي هو المدخل إلى فهم النص الأدبي وتذوقه، وكشف أسرار قوَّته، ومعرفة أسباب ضعفه، واستشعار مظاهر تأثيره في نفوس متلقيه، وكان من نتائج ذلك ظهور طائفةٍ من النقاد اختصوا بالأدب ودراسته، وعمِلوا على بيان خصائصه، فوضعوا الأسس التي تقوم عليها بلاغته، وحددوا المقاييس التي يتم على ضوئها نقده. وهذا الكتاب يرصد تلك المعايير البلاغية والمقاييس النقدية التي وضعها أرباب البيان وجهابذة البلاغة استناداً إلى أساليب أهل اللغة الفصيحة والسليقة الصحيحة.
د. ميلود مصطفى عاشور | Dr. Milood Mustafa Ashur | 9172