على رغم من أنّ الريادة (Entrepreneurship) تُعدّ من الحقول المهمة والواعدة في اقتصاديات الدول الصناعية المتقدمة، إذ تسهم المشاريع الريادية إسهاماً فاعلاً في تطوير التنمية الاقتصادية الشاملة، لكونها النواة الاولى في بناء منظمات الأعمال الصغيرة والكبيرة.
فقد آشارت إحدى الدراسات الأمريكية التي قامت بها المنظمة الوطنية لسيدات الأعمال الأمريكية (NEWBO) إلى أن الأعمال الريادية التي أنشأتها السيدات يصل إلى ضعف المعدل الوطني لمجموع هذا النمط من الأعمال، وبينت الدراسة المذكورة إلى أن (33%) من السيدات اللواتي أقمن أعمالهن الخاصة تركن العمل في منظمات أو إدارات حكومية؛ بسبب عدم الإحترام التام والأخذ بحقيقة قدراتهن وطاقاتهن من قِبَل المديرين، وأن (29%) أشرن إلى أن سبب لجؤهن إلى الأعمال الريادية هو: (الحاجز الزجاجي / Glass Ceiling) الذي يحد من تقدمهن في السلم الوظيفي، والإرتقاء إلى الإدارة العليا، إلا أن هذه المشاريع محدودة جداً في البلدان النامية؛ بسبب عدم توافر ثقافة واعية لهذا المفهوم، فضلاً عن ضعف الدعم المادي والمعنوي لهذه المشاريع سواء أكان ذلك من قطاعات الدولة أم من القطاع الخاص، بل الأكثر من ذلك حتى أنها وان كانت موجودة في حدود ضيقة، فأنهّا تقتصر على الرجال من دون النساء، في الأعم الأغلب، بسبب نظرة مجتمعات الدول النامية القاصرة إلى قدرات المرأة الريادية وإهمالها، وعدم التفكير في التحقيق منها، وينسحب الكلام السابق على العراق، إذ إن فرص المرأة في حصولها على مشروع ريادي تكاد تكون نادرة إن لم تكن معدومة.
ا.م.د.سهاد عادل جاسم القيسي | SUHAD ADIL JASIM AL-KARAWI | 15075