يضم هذا الكتاب مجموعة أبحَـاث علمية متنوّعة تضوّعت فيها لغتنا العربية بين فضاء الهـُويـّة ،وسيمياء التواصل ، وآفاق الإعـلام . انطلقت فيها من منهجي البحثيّ المكين وهو( الاعتزاز بلغتنا العربيّة) لغة القرآن الكريم . وتحدّدت أفكار الكتاب في مسارات ثلاثة : الأول : العربيّة في خطاب الهويّة ؛ فاللغة أهم عناصر الهُوية العربيّة الإسلاميّة ،وإهدارها مَسخٌ،وتضليل لهُوُيتنا ،ووجودنا.
الثاني : دور اللغة في التواصل الإنسانيّ، وعلاقتها بالنظريات اللسانيّة المعاصرة في علم اللغة الحديث ،من بينها : نظرية الاتصال، والتواصل اللسانيّ في الإعلام عامة، والخطاب النبويّ الشريف مثالا؛ إذ أشاع الرسالة الإلهية والفكر الإسلاميّ بأسلوب إنسانيّ تواصليّ قِوامُه اللغة محققًا غايات اتصاليّة متعددة كان لها الأثر الفعّال في تغيير الفكر، وضبط السلوك البشريّ .
الثالث : علاقة اللغة العربيّة بلغة الإعلام، والخطاب الإعلاميّ في المؤسسات الأكاديميّة، والإعلاميّة الأخرى. حرصنا فيه على تحديد العلاقة الوظيفيّة بين اللغة العربيّة الفُصحى، وحقل الإعلام، وما يُستنبَط منها من علاقات ونظريات لسانيّة معاصرة أهمها: نظرية النحو الوظيفيّ، واتجاه التعليميّة في اللسانيات التطبيقيّة ؛ ذلك أن الحرص على تطوير اللغة في حقل الإعلام المعرفيّ تطويرًا يُثري الإعلام من جهة ، ومن جهة أخرى يهدف إلى تنمية القدرات اللغويّة ،وضبط قواعد اللغة، ومهاراتها لدى الصحفيين والاذاعيين.
وتنجح اللغة العربية في توظيف إمكاناتها، وطاقاتها التعبيرية في تحقيق نجاح الاتصال الإعلاميّ في إيصال مضمون الرسالة الإعلامية، ويغدو إنتاج الخطاب الإعلاميّ المعاصر صناعة متكاملة، وعملية تكنيكية يمكن الاصطلاح عليها ( صناعة الخطاب ) باعتماد استراتيجية التوظيف القصديّ للمفردات، والأساليب ، واستدعاء طاقات اللغة الكامنة بغية الاقناع ،وقوة التأثير.
أ. د هناء محمود اسماعيل الجنابي | Prof- Hanaa Al Janabi | 16952