تحديات الدعوة الإسلامية(بين التكييف والتحييد)
رعد حميد توفيق البياتي | raad hameed tawfeeq
16/12/2019 القراءات: 5706
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين واله وصحبه اجمعين وبعد....فتدور جوانب البحث حول عملية الدعوة في البلاد العربية والإسلامية وديار الغرب وما تمر به من تحديات وازمات مفروضة تثقل كاهل المهتمين بشؤونها، ولعل أهم هذه التحديات هو ذلك التكييف والتحييد المسلط على هذه الدعوة في العالم عامة والعالم العربي الاسلامي على وجه الخصوص ولا سيما في العصر الحالي.
فانطلقت مشكلة البحث من تساؤل رئيسي يقول: ما هي أسباب هذا التكييف والتحييد؟ وهل يعود إلى الخطاب الجماهيري وتصرفات الأفراد والمجتمع، أم مرجعه الخطاب الرسمي وتصرفات أقطابه السياسية، أم يعود إلى عوامل خارجية لا سيطرة للدعاة عليها؟
لان الدور العلمي المنتظر من المهتمين بالدراسات الدعوية والإعلامية وبحكم انتمائهم الحضاري لهذه الأمة، ضرورة معالجة مسألة التحديات التي تواجه الموروث الحضاري لهذه الأمة وما تمر به الدعوة من استلاب واختزال لقيمة الدعوة بمعناها الروحي.
اذ تتجلى اشكالية الدعوة المعاصرة كما يراه الباحث برجل الدعوة والإصلاح الذي ينقلب بعد تقلد المناصب الرسمية إلى رجل استبداد سواء بالتشجيع أو الممارسة أو السكوت، فيتحول من المحلل الموضوعي إلى المبرر لتصرفات من كان يرميهم بأبشع الصفات، تبعا لفكر ارباب الاموال والسلطان.
فضلا عن ذلك ظاهرة تثبيط العزائم التي اسهمت في تغييب العناصر الروحية من نفسية المسلمين في الأداء السياسي والثقافي أو التعليمي، وهي بدورها من أهم عوامل تكييف وتحييد الدعوة، فالأمة فاقدة لروح الالتزام، وقضاياها تعالج بجهل، حتى ضاعت الأمانة بين أفرادها فتمكن منهم الجمود والتقوقع، فكل إبداع عد ابتداع وكل بدعة ضلالة.
وسبب ذلك رغبة الداعية في التماس السلامة بمفهومها الفردي ومبالغته في الاحتراس من التأثر بعدوى المجتمع العصري مما يوقعه في التناقض والغموض ويشوه أسلوبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيتحول من داعية مبشر إلى خصم منفر، وبذلك يجني على نفسه وعلى دعوته وعلى أمته.
واخر يتكيف مع الواقع ولكن تكيف مُمَيّع كالريشة في مهب الريح ويكون امّعة للسلاطين، وهنا استذكر قول الشيخ عبد القادر الكيلاني( رحمه الله) يصف بعض دعاة عصره بانهم قطاع طرق يمنعون العباد عن الوصول الى الله.
ان التطبيق المنحرف للدين على مستوى الفعل الاجتماعي والأداء والمنهج الحضاري هو ما يبرر به العاملون على تحييد الدعوة مواقفهم وتحليلاتهم، فمثلا يتم تبرير تحييد الإسلام سياسيا بأن مجاله المسجد لا غير وفق ادعائهم، ولذا حاول الرسميون في بعض البلاد الإسلامية -نتيجة صراعهم مع الحركات الإسلامية والأحزاب السياسية- إقصاء الإسلام والتأسيس للعلمانية من خلال أسلمة العلمانية. وهذه الاشكالية الخطيرة دعت الباحث الى هيكلة بحثه الى مقدمة استوعبت المشكلة والفرضية والاهمية والفوائد فضلا عن منهجية البحث، ثم بعد ذلك قُسم البحث على ثلاثة مباحث:
المبحث الاول: ماهية المفاهيم المفتاحية للبحث وهي: التكييف والتحييد ودعوة الاسلام الحقيقية، المبحث الثاني اشكال وقوالب التكييف والتحييد، المبحث الثالث:اسباب ووسائل التكييف والتحييد وسبل المواجهة.
ثم خاتمة بين الباحث فيها اهم عامل ادى الى التكييف والتحييد كما يعتقد الباحث وهي ظاهرة العولمة الثقافية ودورها الكبير في الفصل بين الأمة وموروثها الحضاري والدعوي، فقد عملت على القضاء على التنوع والتعدد في المجتمع الدولي واختارت الصراع وسيلة للحوار والدعوة.
اذ صُور للعالم ان القبول بالعولمة هو المسلك والطريق الوحيد للتقدم، وهنا يتجلى التحييد والتكييف المفروض على الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، فهي إما أن تدخل الصف مختارة وإما أن تدخله مرغمة او تتكيف بما يتوائم معها وفي هذا التكيف خروج عن استقلالية الدعوة وتلونها بالوان الحكام واقطاب السياسة وهو ما يعد مخالف وبعيد عن مفهوم الدعوة الاسلامية الحقيقية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
الدعوة، تحديات الدعوة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
موضوع شيق وحساس هل أستيط الحصول على هذاالبحث كاملا من أجل التحضير لمسابقة القبول لدرجة الدكتوراه