أحكام الأضحية في الفقه الإسلامي
منى عبد الله محمد الحداد | muna Abdullah muhammed alhaddad
13/07/2021 القراءات: 3915
✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻
*سلسلة دروس ذي الحجة*
*الدرس الثالث*
( *أحكام الأضحية* )
*الجزء الاول*
تُعرَّف الأضحية بأنّها: ما يذبحه المسلم من الإبل، والبقر، والغنم، في يوم عيد الأضحى، وفي أيّام التشريق؛ تقرُّباً إلى الله -تعالى
أو هي ما يُذبَح من بهيمة الأنعام في أيام النحر تقربًا إلى الله تعالى.
# *مشروعيتها* :
وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم؛ إذ قال -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، كما ذُكِرت مشروعيّتها في السنّة النبويّة؛ فعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)، وقد أجمع المسلمون على مشروعيّتها.
# *الحكمة من مشروعيتها* :
شرع الله -تعالى- الأضحية لحِكمٍ عظيمة، منها:
١. اتِّباع هَدي نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام-؛ إذ أمر الله -تعالى- النبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بذلك، فقال: (ثُمَّ أَوحَينا إِلَيكَ أَنِ اتَّبِع مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفًا وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ).
٢. تربية نفس المسلم على التحمُّل، والصبر، واتِّباع أوامر الله -تعالى-؛ ففي قصّة نبيّ الله إبراهيم- عليه السلام- مع ولده إسماعيل- عليه السلام- دَرسٌ في امتثال أوامر الله -تعالى-، والثبات عليها، والصَّبر على طاعته.
٣. زيادة المَودّة، والمَحبّة بين المسلمين؛ لِما في الأضحية من توسعة على الأقارب، وصِلة للأرحام.
٤. كما فيها إدخال للسرور على الفقراء والمحتاجين؛ بمشاركتهم الأضحية.
٥. إظهار الشُّكر، والحَمد لله -تعالى- على نِعَمه الكثيرة، وفضائله العظيمة؛ فشُكر النِّعَم سببٌ لبقائها، ودوامها.
# *حكمها* :
سنة مؤكدة وهو قول جمهور الفقهاء.
ويكره تركها لمن يستطيع شراءها.
# *شروط الأضحية:*
*أولاً: شروط المضحي وسننه*:
# شروط المضحي:
١. *نيّة التضحية*: يجب على المسلم عند ذَبح أضحيته أن تكون نيّته التضحية؛ تمييزاً لها عن سائر القُربات؛ فالمسلم قد يذبح الشاة بنيّة العقيقة، أو الهَدي.
٢. *اقتران النيّة بالذَّبح*: يُشترَط أن يكون مَوضع النيّة عند ذَبح الأضحية، ويجوز أن تسبق النيّة ذلك؛ بأن ينوي التضحية عند تعيين البهيمة لشرائها.
٣. *عدم مشاركة من لا يُريد القُربى*: يجوز للمُضحّي إذا أراد أن يُضحّي من الإبل أو البقر أن يشارك غيره في هذه الأضحية بشرط ألّا يزيد عددهم عن سبعة أشخاص، وأن يكون مَقصد الجميع من الذَّبح أداء قُربة من القُربات وإن اختلف نوع القُربى، ولا تجوز مشاركة من ينوي الحصول على اللحم فقط، ولا نيّة له بأيّ نوع من القربات.
# *آداب وسنن المضحي*:
١. يُستحَبّ للمُضحّي في يوم العيد عدم أكل أيّ شيء قبل الأكل من أضحيته؛ والسنّة أن يُؤدّي المسلم صلاة العيد، ويشهد خطبتها، ثمّ ينصرف إلى أضحيته فيذبحها، ويأكل منها.
٢. ويُسَنّ كذلك للمُضحّي أن يُباشر ذَبح أضحيته بيده، فإن لم يستطع استُحِبَّ له أن يشهد ذَبحها.
٣. كما يُسَنُّ أن يُقسّم أضحيته إلى ثلاثة أقسام؛ فيأكل ثُلثاً منها، ويُهدي الثُّلث الثاني، ويتصدّق بالثُّلث الأخير، ولا يجوز له أن يَبيع شيئاً منها، ولا أن يُعطي الجزّار أجرته من الأضحية، بينما يجوز له أن يُعطيه شيئاً من الأضحية إن كان على سبيل الهدية. ٤. ويجوز كذلك أن يُعطيَ غير المسلم من أضحيته إن كان فقيراً، أو من أهل قرابته، أو جيرانه، فيرجو تأليف قلبه بذلك، وترغيبه في الإسلام.
نكمل باقي الدرس غدا إن شاء الله
*د/ منى الحداد.* ✍🏻
الأضحية، شروط الأضحية، حكم الأضحية.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع