مدونة عيدة مفتاح عبدالكريم الشيلابي


خطر الاجهزة الالكترونية على صحة الانسان

ا.د. عيدة مفتاح عبدالكريم الشيلابي | Prof. Dr. Eda M. A. Alshailabi


03/05/2023 القراءات: 1780  


في ظل تطور الحياة و التقدم العلمي التكنولوجي والاختراعات, ظهرت مجموعة كبيرة من ما يُعرف بالأجهزة الإلكترونيّة التي طوّرها الإنسان وما زال يطوّرها حتّى تلبي احتياجاته الكثيرة والمختلفة بكل سهولة ويسر وبأقل وقت وجهد, وقد ساهمت في تطوير العديد من المجالات، ومن أبرزها الاتّصال والتواصل الذي جعل العالم أكثر تجاذباً وتواصلاً وكأنه قرية صغيرة, أضافة الي ذلك تسهيل الكثير من المهام لضمان رفاهية الانسان.
واليوم نقف عند مشكلة كبيرة قد انتشرت في الآونة الأخيرة وبشكل واضح وهي إدمان الكبار والصغار على الأجهزة الإلكترونية ولا سيما الأجهزة الذكية واستخدامها لساعات طويلة جداً، بل قلما نجد شخص تخلو يده من أحد هذه الأجهزة حتى أثناء تناول الطعام أو أثناء خلوده للنوم أو حتى أثناء الخروج للتنزه مع الأسرة أو خلال الجلسات الاجتماعية, اضافة الي الأجهزة الالكترونية الاخرى مثل التلفزيونات وأجهزة الميكروويف وغيرها.
فالإلكترونيات هي علم يعرف على أنّه العلم الذي يختصّ بالأجهزة الإلكترونيّة وكيفيّة عملها، والمبدأ الأساسي الذي تعتمد عليه هو سريان التيّار الكهربائي في تلك الأجهزة، كما أنّه يهتمّ بتصميم الأجهزة الإلكترونيّة والقطع الأساسية التي تتكوّن منها، وتستخدم الإلكترونيات في مجالات عديدة مثل صناعة الراديو والحاسوب وغيرها.
تعرف الاجهزة الالكترونية بأنها الأجهزة التي تستخدم في صناعتها مواد وأدوات إلكترونيّة، وتمتاز بدقتها وسهولة تركيبها وصيانتها, حتّى تستخدم في أداء وظائف معيّنة ومميّزة ويتمّ استخدامها لاستنباط نتائج دقيقة ومعيّنة, و بالرغم من أنّ هذه التقنيات العالية مفيدة جداً، إلّا أنّ هناك تأثيرات ضارة لبعض هذه الإنجازات على صحة الإنسان وذلك بسبب تلك الأشعة الصادرة عنها وهي الأشعة الكهرومغناطيسية والتي تعرف بأنها عبارة عن موجات تنطلق بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية وتحمل طاقة يطلق عليها الفوتونات، وتتكون هذه الأشعة من مجالين ينتشران في اتجاهين متعامدين هما المجال الكهربائي والمجال المغناطيسي وينطلق الفوتون في الاتجاه المتعامد على الاتجاهين، ويكون تأثيرها بواسطة طول الموجة أو التردد أو الطاقة الصادرة عنها, وترتبط هذه العوامل الثلاثة بعلاقات فيما بينها، ويلعب كل منها دورا معينا في تأثير الاشعاع الكهرومغناطيسي على النظام البيولوجي. ان الضوء المرئي والمايكروويف وأشعة اكس وأشعة جاما وموجات التلفزيون والراديو كلها عبارة عن أشعة تعرف باسم الأشعة الكهرومغناطيسية.
يعرف تردد الموجه الكهرومغناطيسية على انه عدد الذبذبات التي تمر خلال نقطة ثابتة في وحدة الزمن. كلما كانت الموجة قصيرة، زاد التردد, فمتوسط بث محطات المذياعAM يعمل بتردد مليون هيرتز وطول موجة البث حوالي 300 متر، أما أفران الميكروويف فتستخدم تردد2.45 جيجا هيرتز وطول الموجة هنا يساوي 12سم, وتتناسب طاقة الفوتون تناسبا طرديا مع تردد الموجه، فكلما زاد تردد الموجه زادت كمية الطاقة التي يحملها الفوتون. ان الطيف الكهرومغناطيسي يبدأ من أمواج الراديو ذات الطول الموجي الطويل والتردد المنخفض ثم منطقة أشعة المايكروويف ومنطقة الأشعة تحت الحمراء ثم منطقة الأشعة المرئية ثم منطقة الأشعة فوق البنفسجية ثم منطقة أشعة اكس ثم منطقة أشعة جاما.
وتصنف الموجات الكهرومغناطيسية حسب ترددها وطاقتها إلى أشعة مؤينة و أشعة غير مؤينة. فالأشعة المؤينة هي عبارة عن موجات كهرومغناطيسية لها ترددات عالية جدا مثل الأشعة السينية وأشعة جاما وطاقتها عالية جدا لدرجة كافية لإحداث عملية التأين لتكوين ذرات أو أجزاء من الجزيئات مشحونة بشحنات سالبة وأخرى موجبة، ويحدث ذلك عن طريق تحطيم الروابط الذرية التي تربط جزيئات الخلايا بعضها ببعض. بينما الأشعة غير المؤينة فهي تطلق على ذلك الجزء من الطيف الكهرومغناطيسي الذي له طاقة فوتون ضعيفة لدرجة لا تكون فيها قادرة على تحطيم الروابط الذرية، ويشمل هذا الجزء من الطيف كل من الأشعة فوق البنفسجية، الضوء المرئي، الأشعة تحت الحمراء، التردد الراديوي أو اللاسلكي، مجالات الميكروويف، المجالات ذات الترددات الضعيفة جدا، وكذلك المجالات الكهربائية والمغناطيسية الساكنة.
تسبب الموجات الكهرومغناطيسية في إحداث تأثيرات بيولوجية والتي من الممكن أن تؤدي إلى أثار ضارة لأنها تتفاعل بشكل مباشر مع الأنظمة البيولوجية مثل خلايا الإنسان والحيوانات والنباتات. يمكن لترددات الكهرومغناطيسية العالية أن تخترق أنسجة الكائن الحي حسب قدرتها, فتولد طاقة حرارية عادة ما يستطيع الجسم التعامل معها وتبديدها ولكنها تسبب في زيادة موضعية في حرارة المنطقة الملامس لها وهنا يكمن الخطر. ان التأثير البيولوجي عند التعرض للموجات الكهرومغناطيسية يتسبب في حدوث تغيرات فسيولوجية ملحوظة أو قابلة للكشف في النظام الحيوي, فالتأثيرات الحرارية التي تحدثها الأشعة الكهرومغناطيسية هي تلك التأثيرات التي تنجم عن ارتفاع درجة الحرارة نتيجة الطاقة الممتصة من المجالات الكهربائية المهتزة التي تحدثها الأشعة, فالقوة التي ينتجها ذاك المجال الكهربائي على الاجسام المشحونة مثل الايونات المنتقلة الموجودة في جسم الانسان, تسبب حركة الايونات وبالتالي تولد تيارات كهربائية ينتج عنها عملية تسخين تؤدي الي ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مستمر وهنا يستطيع الجسم التعامل معها عن طريق حركة وتدفق الدم ولكن اذا كانت شدة الموجة الراديوية المتولدة من الأشعة عالية فقد تكون الحرارة كبيرة وتولد ضررا على النظام البيولوجي للخلايا.
حذر مخترع رقائق الهاتف المحمول العالم الكيميائي الألماني فرايدلهايم فولنهورست من مخاطر ترك أجهزة المحمول مفتوحة في غرف النوم على الدماغ البشري, وأكد ان الإشعاعات المنبعثة من محطات تقوية الهاتف المحمول تعادل في قوتها الإشعاعات الناجمة عن مفاعل نووي صغير، كما إن الترددات الكهرومغناطيسية الناتجة من المحمول اقوى من الأشعة السينية التي تخترق كافة أعضاء الجسم,


الاجهزة الالكترونية، الصحة، الاشعة الكهرومغناطيسية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع