مدونة رغدان عدنان عبد الرزاق


التحديات الادارية من وجهة نظر الادارة اليابانية

رغدان عدنان عبد الرزاق | Raghdan adnan abdul razzaq


17/03/2022 القراءات: 4268   الملف المرفق


أولًا: مفهوم الإدارة اليابانية
تُعدُّ الإدارة اليابانية أحد عوامل النجاح والتطور في اليابان، وتتميز بتجربتها الرائدة، ليس فقط على
المستوى المحلي والإقليمي، وإنما على المستوى العالمي أيضًا. ويأتي هذا التميز الإداري بمختلف عناصره
التكوينية والفكرية والتطبيقية، إذْ بات السلوك الإداري لليابان مصدرًا ملهمًا للعديد من الشركات
المتميزة حول العالم. ويُعرف عن الإدارة اليابانية بعض المبادئ والتطبيقات الشهيرة، وعلى سبيل
المثال لا الحصر: مبدأ «التحسين للأفضل » أو «التحسين المستمر » الذي يطلق عليه باللغة اليابانية:
»KAIZEN« ؛ والمطبق في العديد من الشركات العالمية.ولا يخفى دور الإدارة اليابانية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية لليابان ودورها الرئيس في تحقيق النمو
فائق السرعة المعروف باسم: «المعجزة اليابانية الاقتصادية » بعد الحرب العالمية الثانية.
ومن المثير للاهتمام أنَّ عددًا من المختصين والباحثين في مجال الإدارة أشاروا إلى الإدارة اليابانية من
خلال طرحهم لبعض النظريات الشهيرة، كنظرية ) z) للعالم «ويليم أوتشي «، التي قدمها في كتابه
الشهير «كيف نتعلم من اليابان ونتفوق عليها؟ » عام ١٩٨١ م( 1)، على أنها الجزء الأهم في الإدارة اليابانية.
وفي حîقîيîقîيîة الأمîر ولîعîمîق مîفîهîوم الإدارة الîيîابîانîيîة، فîإن مîعîظîمَ الîنîظîريîات المîطîروحîة المîتîعîلîقîة بîالإدارة
الîيîابîانîيîة كîنîظîريîة ) z( وغî يرهîا، لا تîشîكîلُ لîلîقîارئ الîعîربîي إلا جîزءًا بîسîيîطًîا يîمîكîن تîمîثîيîلîه بîرأس الîجîبîل
الجليدي الذي لا يظهر منه إلا قمته بينما يتوارى الجزء الأكبر منه تحت سطح الماء.
إن الîغîالîبîيîة الîعîظîمîى مîمîن طîرحîوا المîحîتîوى المîتîعîلîق بîمîفîهîوم الإدارة الîيîابîانîيîة بîالîلîغîة الîعîربîيîة اعîتîمîدوا
بîالîدرجîة الأولى عî لى نîقîل المîعîرفîة والاقîتîبîاس مîن خî لال المîراجîع المîدونîة بîالîلîغîات الأجîنîبîيîة )الîلîغîات
الîوسîيîطîة(: كالإنجليزية، والîفîرنîسîيîة، والإسîبîانîيîة. ولا يخفى أن الاعîتîمîاد في نقل المîعîرفîة عî ىل اللغات
الوسيطة قد يؤدي إلى خلق ثغرة في نقل المعرفة بالشكل الدقيق وفقدان المعاني الجوهرية المنقولة إلى
القارئ. مع العلم أن غالبية الباحثين والمتخصصين في علوم الإدارة اليابانية ينشرون الأبحاث ويطرحون
المؤلفات التخصصية ويقدمونها للقارئ بلغتهم الأم: اللغة اليابانية.
ولîذلîك فîإن وجîود مîثîل هîذه الîثîغîرات قîد يîؤدي إلى حîدوث خîلîل في بîنîاء المîفîاهîيîم والمîعîاني الîجîوهîريîة
لî إدارة الîيîابîانîيîة، ويîرى الîبîاحîث ضîرورةً قîصîوى وأهîمîيîةً كî برى لإعîادة طîرح المîفîاهîيîم الإداريîة الîيîابîانîيîة
وتقديم المحتوى بطريقة جديدة؛ وذلك من خلال العودة إلى المراجع اليابانية وتقديم شرحٍ يجدد هذه
المفاهيمَ بما يتناسب مع أهميتها.
مîن المîثî ري لî الهîتîمîام أن مُîسîمîى «الإدارة الîيîابîانîيîة » لîم يُîطîرح مîن قِîبَîل الîعîلîمîاء الîيîابîانîيî ني في بîدايîة الأمîر،
بل تم طرحه من عالم الإدارة الأمريكي جيمس كريستين أبيقلين ) )James Christian Abegglen
عندما حلل أسباب نمو الاقتصاد الياباني بعد الحرب العالمية الثانية في كتابه الشهير «المصنع الياباني »
Japanese Factory( ( عîام ١٩٨٥ م، حيث قîام بطرح مفهوم الإدارة اليابانية مîن خî الل تقسيمها إلى
ثلاثة عناصر رئيسية:أ - التوظيف مدى الحياة.
ب - الترقية والأجور بحسب الأقدمية.
ت -اتحاد النقابات داخل الشركات.
وبحسب دراسةٍ تابعةٍ لقسم إدارة التخطيط والبحوث الخاصة بمكتب وزير العمل الياباني، أُجريت عام
١٩٨٧ م، يمكن تفصيل هذه المفاهيم كالتالي)2(:
أ - التوظيف مدى الحياة
يمكن وصîف سياسة التوظيف مîدى الîحîيîاة بîأنîهîا: دخîول الخريجين إلى الîشîركîة بعد تخرجهم بشكل
مباشر، مع تقديم الدعم والأمان الوظيفي لهم، حتى وإن كانت الشركة تمر بأزمة اقتصادية قاسية،
وبالمقابل فإن الموظفين والعمال في معظم الأحوال لا ينتقلون للعمل في الشركات الأخرى، ويستمرون
بخدمة المنشأة حتى سن التقاعد كنوعٍ من ردِّ الجميل والشعور بالانتماء.
وبمقارنة هîذه الطريقة مع طريقة العمل في أوروبîا وأمريكا، فîإن الموظفين في هîذه الîدول يبحثون عن
الشركات التي تقدم لهم العروض الوظيفية الأفضل.
ب - الترقية والأجور بحسب الأقدمية
يحصل المîوظîف الياباني عî ىل الترقية بحسب الîفî رتة التي يقضيها داخîل المنظمة، وتُطبَّق نفس الطريقة
فيما يتعلق بتقاضي الأجîور، فîإن الأجîور تُîحîدَّد طبقًا لمîدة الخدمة والîسîن الîخîاص بالموظف، ولا تعتمد
على المسمى الوظيفي ونوعية العمل كما هو معتادٌ عليه في بقية أنحاء العالم.
ت - اتحاد النقابات داخل الشركات
يعرف عن اتحاد النقابات والعمال في أوربîا وأمريكا بخاصيته القابلة للتوسع والتمدد الأفقي، ويتَّحدُ
العمال بحسب التصنيف المهني أو المجال الصناعي لهم، وتؤثر تلك الاتحادات والنقابات بشكل ملموس
على اتخاذ القرار في سوق العمل. وبالمقابل، فإن اتحاد النقابات في اليابان يتحدون داخل المنشأة الواحدة


الادارة اليابانية،الموارد البشرية ،اتخاذ القرارات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع