الارغونوميا بين البحوث البينية و مفتق تعددية التخصصات
سليماني صبرينة | sabrina slimani
04/05/2020 القراءات: 4537
من البديهي ان تكون بداية الارغونوميا بداية فلسفية، عملا بالحكمة القائلة " الفلسفة أم العلوم " وكممارسة فهي موجودة منذ القدم، بحيث كانت بدايتها ترتبط بمحاولات الانسان القديم تكييف ما كان يستخدمه من ادوات وآلات بسيطة وطرائق عمل لتلائم حواسه، اطرافه وجسمه. تعرف بقوانين العمل وكعلم هي فرع من فروع تطبيقية تنفذ المعارف لتصبح مفهوم الارغونوميا علم وتكنولوجيا. تطبق نظريات العلوم المختلفة (علم النفس، علم الاجتماع، الفيزيولوجيا، البيولوجيا، الفيزياء ، الميكانيكا). على تصميمات ارغونومية لإيجاد حل لمشاكلها المختلفة تركز على خاصيتين هما: الفعالية و السهولة وعليه تجسد مفهوم الارغونوميا من المفاهيم الحديثة حول العلاقات بين الانسان ووظيفته و المحيط بصورة عامة بما في ذلك العمل و اللعب و الراحة و المنزل و العالم الافتراضي ، هذا المفهوم الذي حقق العديد من النجاحات في الدول المتقدمة التي يصعب تحقيقها بالأساليب التقليدية الكلاسيكية، انتقل من خلالها " من الجزء إلى الكل". بتغيير النظرة الجزئية التي طبعت بحوثها إلى نظرة كلية تتناول مجالات أوسع وربما أكثر تعقيدا في دراسة السلوك ألبشري كالاتصال والشخصية والعاطفة. أو جوانب أخرى كالعلاقات الاجتماعية والسلوك التنظيمي والإستراتيجيات السياسية والاقتصادية والعوامل ألجغرافية وحتى التركيب القيمي والمعتقدات الدينية.
اتسعت افاق علم الارغونوميا الى الشمولية و العالمية و اصبح الاهتمام بها مجالا معرفيا متميزا، تتقاطع في تناوله بالدراسة و البحث و التقصي كميدان متعدد المناهج و الأساليب تبحث عن مفهوم الانسان و طبيعة علاقاته و موقفه من العالم المادي و الاجتماعي للحياة اليومية و مهمتها هو اعداد قوانين لمقاربة موجهة أكثر نحو المستقبل اذن استشرافية في تتحسين ظروف الحياة ومقتضياتها هدفها تحقيق جودة الحياة. فاذا كانت الفلسفة هي " ام العلوم فالارغونوميا " هي منهج العلوم وفلسفة الحياة.
الارغونوميا ، البحوث البينية ، متعددة الاختصاصات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة