تكنولوجيا تسليم المفتاح ....
د . عمر زكريا يحي | Dr .Omer Zakaria Yahia
06/03/2022 القراءات: 3314
من المعروف إن التكنولوجيا الحديثة قدمت للحياة الانسانية قدر كبير من الامان و الرفاهية و وهذا التقدم سهل عمليه التحكم فى إدارة الاشياء بالصورة المثلى ، ولكن اذا اصبحا يوما وجدنا انه قد تم اختراق الأنظمة التحكم التى نديرها عندها تكون التكنولوجيا مغتاً علينا منها جاءنا مفهوم تكنولوجيا تسليم المفتاح و هى تقع على دائرة الاجهزة الالكترونية التى يديرها الانسان بصورة يومية من اجهزة التحكم فى عمليات الكهرباء و المياة و صرف و البنية التحتية للاتصالات و الاجهزة النووية و الاقمار الصناعية و غيرها و كل ما يدار بالتكنولوجيا عبر برامج يمكن اختراقها فى اطار الدول و المنظمات الى الافراد .
وتكنولوجيا تسليم مفتاح تعنى ان تشترى كل هذه الاجهزة دون ان نتعرف على كيفية صنعها او كيفية عملها و الثقرات و كيفية اخترافها بالتالى نكون فى عرضة لان تقع تحت طائلة ما يسمى بالحرب السيبرانية لفهم هذه الحرب لابد ان تعرف على Cyber Space الفضاء الالكترونى هو الوسط الذى تتواجد فيه شبكات الحاسوب و يحصل من خلالها التواصل الالكترونى اى ان جميع الاجهزة الالكترونية فى العصر متصلة الى الانترنت يمكن التحكم بها عن بعد (انترنت الاشياء) اى ان الزكاء الاصطناعى يتحكم فى تحريك الاشياء او ان تعمل تلقائياً ,
خوفاً من الاختراقات و الثقرات التى تحدث من خلالها هجمات على الانظمة تضع معظم الدول المتقدمة استراتيجيات للتعامل مع مثل هذه الامور . الا ان دول العالم الثالث تقع فى فخ تكنولوجيا تسليم مفتاح ، مع العلم بان المورد العالمى الجديد الفضاء السيبرانى حتى لا تكون الاجهزة التى تعمل بها اكبر خطر على الدولة و تمثل مهدد امنى كبير – كما حدث مع ايران فى مفاعلها النووى فى بيشاور حيث انها قامت بشراء اجهزة الكمبيوتر واجهزة الطرد المركزي من شركة سيمنس بها ثقرات فى نظام التشغيل قامت كل من اسرائيل و اميريكا بارسال فايروس (Stuxnet)
الذى استهدف الاجهزة الالكترونية فى المفاعل عام 2010 و كما حدث ايضا مع راوتر هواوى فى مصر و اميريكا و كما حدث ايضا مع مصنع النيل للسكر و غيرها .
الامر الذى جعل العالم يفكر ماذا سيحدث فى الحروب الالكترونية فى المستقبل و كيفية التعامل معها .
و قد اوضح الفلم الوثائقى (Zero days) ان تستيقظ بلد وتجد ان كل الاجهزة المركزية – شبكات الكهرباء – المياء – الاتصالات ....الخ قد تعطلت وهى متحكم عليها من قبل جهة معادية دوله كانت او افراد .....تخيل.... لذلك يقول علماء الناتو ان الحرب السيبرانية هى اخطر ضرر وانتشار من حرب الصواريخ ..
عليه تحسب لمثل هذه الظروف لابد للدول و المنظمات فى شراءها للاجهزة الحيوية و المهمة ان تكون ليها المعرفة التامة بكيفية صنعها و الثقرات الامنية الى فيها او ان تشترك فى عمليه صناعتها و صيانتها و الاستفادة من العقول الوطنية و تأهيل كوادر تدير المنظومات كما حدث فى شركة جياد بالسودان ...
تكنولوجيا تسليم مفتاح
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع