احياء فقه المناسبات وسنن المواقف في الامة الاسلامية
د. م. حمزة العلي | Dr. Eng. HAMZAH ALALI
07/07/2024 القراءات: 707
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أقدم لحضراتكم مدونة مختصرة عن فقه المناسبات وسنة المواقف في ديننا الحنيف قراءة ماتعة واسعد بكل التعليقات واتطلع للحوارت حول هذه القضية التليدة الشاهد القرآني ﷽﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔایَـٰتِنَاۤ أَنۡ أَخۡرِجۡ قَوۡمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرۡهُم بِأَیَّىٰمِ ٱللَّهِۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُور﴾ سورة ابراهيم الاية 5 للأسف اليوم نحن أمة مأزومة, نعيش الازمات في كل قضايانا الداخلية والخارجية وخصوصا في قضايا مفاهيم ديننا الحنيف ومن ابرز هذه الازمات مع تسارع معطيات العصر والابتعاد عن جوهر ديننا- وهو عالمية اسلامنا- الذي فتح قلوب العباد في البلاد بالكلمة الطيبة والمواقف الحكيمة قبل جهاد السيف سأتناول في هذه المدونة قضية مهمة جدا من قضايانا المأزومة وهي " قضية فقه المناسبات وسنن المواقف"، فلا يوجد اليوم من يعرف هذا المصلح فضلا عن اهميته وفضلا عن اعتناء النبي ﷺ وعلماء الامة المسندين بهذا الفقه المندثر وفضلا عن الدراسات والابحاث حوله ولا من حيث الإقامة لها في أوقاتها المخصوصة إن كلام نبينا الحبيب ﷴﷺ كلام عالمي مستدام شمولي عبر الاجيال وليس مرحلي خاص بزمانه وكما القاعدة الاصولية (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ) من يقرأ الكتاب والسنة النبوية بقلب شهيد لا ساه ويسمعها بأذن واعية لا غافلة يجد انهما اعتنيا بالمناسبات التاريخية للامم وبينا صحيح المواقف إيزاء الازمات والمتغيرات التي عصفت بتلك المراحل وتحولاتها من ارباب الايمان وبيان خسران وضلال من ذوي القلوب المنكوسة والافهام المعكوسة وقد افرد القران اكثر من نصف آياته لمثل هذه العبر التاريخية والغاية ان نعتبر منها وألا نقع في محظورات وقعت بها الامم السابقة واليوم مثلا نحن نودع مواسم ومناسبات جليلة فموسم الحج موسم تلاقي اعراق الامة في صعيد واحد الى توديع العام الهجري وضرورة وضع كشف حساباته بين ايدينا وكذا نستقبل عاما هجريا جديدا من تاريخ الهجرة الشريفة بعد1446 عاما وعلينا ان نتوقف على مفاصل هذه الهجرة وما فيها تحولات اسست لبناء دولة عالمية الاسلام في صدر الرسالة والتفكر في مدارس النفاق والفتنة التي امتعضت من قيام هذه الدولة الفتية وبدأت تكيد لها بالتحالف مع عصابة الكفر في مكة فضلا عن الروم والفرس بالمقابل قام الصحابة بالفتوحات شرقا وغربا بسرعة قياسية لم يشهد لها التاريخ نظيرا بقوة ايمانهم وعزيمة صبرهم على تبليغ رسالة الاسلام العالمية دونما افراط او تفريط وهذه الوقفة الصغيرة دعوة لتجديد الفكر والتفكر والدراسة لهذه الفقه الذي كاد يندثر وقد أشار النبي ﷴﷺ الى اهمية سنة المواقف في رسم مسارات الحصانة لهذه الامة من مساقات الادلجة ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) والسنة هنا بمعنى الموقف والقرار ونوضح الامر من خلال مثال واحد سيدنا الحسن عليه السلام تمثل هذا الحديث وتنازل عن الحكم حقنا لدماء المسلمين بعد سنوات من الصراع فكان موقفه موقف الحكيم المسدد وجاء مصداقا لاستشراف النبي ﷴﷺ المستقبلي حين قال عنه (إن ابني هذا سيد, يصلح الله به بين فئتين من المسلمين) وهكذا جرت سنة المواقف عبر الاجيال على عدول هذه الامة ورثة سنة المواقف وصانوا الامة وحقنوا دماءها بفضل فقه البصيرة الذي هو بين السطور ويأخذ من صدور الرجال الى امثالهم ولا تخلو الامة من هؤلاء حتى يرث الله الارض ومن عليها.
فقه المناسبات سنة المواقف عالمي مستدام شمولي الحصانة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
موضوع مهم وقيم وفقكم الله
وفقكم الله دكتور للمزيد باذن الله
اشكر كل من تفضل بقراءة المدونة واتطلع لتعليقاتكم والإجابة على اي فكرة حول المدونة مروركم الكريم حافز على التوسع في نشري مثل هذه المواضيع
مواضيع لنفس المؤلف