دور الجامعة في تعزيز الامن الفكري ضد التطرف
ارواء فخري عبد اللطيف | ARWAA FAKHRI ABDULATEEF
28/06/2021 القراءات: 1357
التطرف هو غلو وإفراط غیر منضبط أو غریب فی الفکر أو السلوک أو الاثنین معا, والتطرف کظاهرة اجتماعیة سلبیة له أنواع عدیدة أو قد یظهر فی صور متباینة, ومن أخطرها التطرف الفکری ، تستهدف المنظمات المتطرفة الفکر وذلک على اعتبار أن الفکر هو أعمال العقل بطریقة أو بأخرى لتکوین رأى سلیم أو غیر سلیم تجاه قضیة أو موضوع أو شخص أو غیر ذلک,وما ینتج عن الفکر هو السلوک,فإن کان الفکر سلیما معافى ینتج عنه سلوک قویم , وإن کان الفکر غیر سلیم ینتج عنه سلوک مدمر سواء أکان باللسان أو بالإشارة أو الکتابة أو بالعمل المباشر أو غیر المباشر,ویقصد بغیر المباشر إقرار ما یقوم به الآخرون أو الرضا عنه أو تشجیعه.
وتستهدف الجماعات المتطرفة فکریاً الشباب من خلال التشکیک فی قدراتهم وهویتهم ومعرفتهم بأمور دینهم بل تشکیک الشباب فی مجتمعهم ککل وحتى فی أسلوب حیاتهم وعلاقاتهم بالناس الآخرین بالمجتمع,وبالتالی مواجهة التطرف الفکری لدى الشباب الجامعی والقضاء علیه نهائیاً مطلب إلحاحی باعتبار الشباب القوة الحیویة والمنتجة بالمجتمع, ودلائل لأهمیة الشباب التی أشارت إلیها الکتب السماویة حیث تم الإشارة إلى الشباب فی مواطن کثیرة من القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة.
من جانب اخر فان الشباب الجامعی هم الأهداف المعرضة لخطر زرع أفکار متطرفة بعقولهم, وذلک لأن من السهل تشکیلهم بسبب عدم قدرتهم على التمییز بین التفسیرات الحقیقیة والتفسیرات المتطرفة, وخاصة الذین لیست لدیهم مهارات التفکیر النقدی مما یشکل خطورة على مستقبل الشباب وأسرهم,واستقرار وتقدم المجتمع , ومقاومة ذلک الفکر المتطرف بکل صوره یکون من خلال تحدید الأسباب الجذریة للتطرف الفکری لمواجهتها, من خلال تحقيق الامن الفكري ، وأیضا تحدید الآثار المترتبة على التطرف الفکری ودور الجامعة في القضاء عليه وتعزيز الامن الفكري بين الشباب .
ويعرف الامن الفكري بانه سلامة العقل والحفاظ عليه من اي اعتداء سواء كان هذا الضرر ماديا او معنويا وحماية انتاجه الفكري والحضاري وحفظه حتى من الانسان ذاته . كما يعرف ايضا بانه سلامة فكر الطالب من الانحراف او الخروج عن الوسطية في فهمه للامور الدينية والسياسية والاجتماعية ، وحفظ عقله من الانحراف او التعصب او اللجوء الى العنف عند التعبير عن ارائه الشخصية .
أسباب التطرف الفکری متعددة ومتنوعة وهي :
- الاسباب الدينية : ومن بینها عدم وجود تعلیم دینی صحيح فی بعض المجتمعات الإسلامیة, وإساءة استخدام الطریقة والأسلوب التعلیمی المتعلق بالثقافة الدینیة , والجهل من الدین والفقه فی العصر ومتطلباته ، مما یؤدی بالشباب إلى قضایا الفتاوى ومختلف أحکام النصوص , کذلک الفراغ بین الشباب وانشغالهم بقضایا فرعیة وخلافات فی الدین , والطاعة العمیاء لقادة الجماعات المتطرفة فکریاً .
- الاسباب الاقتصادية واجتماعية : وتشمل الاحتیاجات المادیة , وأیضا لعدم المشارکة الفعالة فی الحیاة الاجتماعیة , کما ینشأ التطرف الفکری فی فترات التغیرات والتحولات الاجتماعیة الجذریة والسریعة , وذلک بسبب حدوث اضطرابات اجتماعیة واقتصادیة وتطلعات مستقبلیة , کما یرجع التطرف الفکری کذلک إلى انتشار الفقر والجهل والأمیة وعدم المساواة وغیاب التفاهم والحوار الدیمقراطی.
- الاسباب السياسية : وتعتبر الحروب والمنازعات الأهلیة أهم أسباب التطرف الفکری.
اثار التطرف .
کما للتطرف الفکری آثاره السلبیة المتعددة والخطیرة ومنها ما هو ظاهر ومنها ما هو خفی ومن الآثار الأکثر خطورة هو استهدافه للشباب لزرع أفکار متطرفة بعقولهم تدفع بهم للقیام بسلوکیات عنف وعدوان بالمجتمع بل تستخدم هؤلاء الشباب فی نشر الأفکار المتطرفة بعقول زملاءهم من الشباب الآخرین خلال الاختلاط بهم بالمجتمع , والسلوکیات المتطرفة منها ما یرتبط بصحة الناس , والانفجار، والقتل ، وإراقة الدماء والتی بدورها تؤدی إلى اندلاع الأمراض , وخسائر فی الأرواح , وتوتر أمنی وتفاقم نقاء الحیاة وإزعاج مسار الحیاة وعرقلة تحرکات الناس ومصالحهم.
التطرف/ الامن الفكري/ الشباب الجامعي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
أحسنت دكتور على الطرح المشكلة تكمن أن بعض الشباب الجامعي يغلب العاطفة على كل شئ ويعتبر ماهو جديد تغييرا للأفضل والمتتبع لهذا الفكر يجد أن الهدف من ذلك هو محاولة سلخ الشباب من دينهم وقيمهم ودعوتهم للتحرر والطرف ومن ثم تفكيك المجتمع والتماسك الأسري تحت مسمى الحداثة .