مدونة الدكتور معلمين محمد شهيد
علم مقاصد الشريعة في سطور: بيان مختصر للمبتدئين
معلمين محمد شهيد | Mualimin Mochammad Sahid
29/11/2020 القراءات: 4268 الملف المرفق
علم مقاصد الشريعة في سطور: بيان مختصر للمبتدئين
مقاصد الشريعة، اسم أولَقَب جديد لعلم من علوم الشريعة الإسلامية. وهو مُركَّب من لفظين، هما: مقاصد و الشريعة. كلمة مقاصد جمع من مقصد، وهو مصدر ميمي من قصد – يقصد – قصداً ومقصداً، في اللغة بمعنى التوجه واستقامة الطريق، ويعني أيضا التوسط. أما كلمة الشريعة، فمعناها اللغوي الدين، أو الطريقة أو المنهاج. وتعني الشريعة في الاصطلاح: كل ما شرعه الله لعباده من الأحكام الاعتقادية والأخلاقية والعملية. عرف العلماء المعاصرون مقاصد الشريعة بأنها: "المَعاني والحِكَم التي راعاها الشارع عموماً وخصوصاً من أجل تحقيق مصالح العباد في الدَّارَيْن". إذن، المراد من مقاصد الشريعة المعاني والحكم والغايات العامة أو الخاصة في تشريع لأحكام والتي يريدها الله ويراعيها من أجل تحقيق مصلحة العباد في الدنيا والآخرة. ولم يُعرف هذا التعريف عند العلماء السابقين، حيث لم يشتهر مصطلح المقاصد عندهم بهذا الاسم. ولكن وجدنا المصطلحات المختلفة الأخرى التي ذكرها العلماء السابقون في كتبهم. ومن هذه المصطلحات: الكُلِّيات المقاصدية الخمس التي ذكرها الإمام الغزالي، وهي تعني حفظ الضروريات الخمس التي هي حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسل وحفظ المال، وأيضا مصطلحات أخرى مثل المصالح الضرورية، والحاجية، والتحسينية، والحِكَم والأسرار والعلل، والمصلحة، والمنفعة، والمفسدة، والأغراض، والغايات والأهداف، والمعاني للأحكام. وإذا عرفنا هذا، في ماذا إذن يبحث علم مقاصد الشريعة؟ الجواب: أن علم مقاصد الشريعة يبحث في بيان وعَرْض حِكَمِ الأحكام، وأَسْرَار التشريع، وغايات الدِّين ومقاصد الشارع، كما يبحث أيضا في موضوع المصالح والمفاسِد والأحكام الشرعية. وعلم مقاصد الشريعة علم جليل، وهو أيضا علم مهم ومفيد للمسلم. لماذا علم مقاصد الشريعة مهم؟ لأنه يبين الإطار العام للشريعة، والتصوُّر الكامل للإسلام، ويوضح الجمال وكذلك الصورة الشاملة للتعاليم الإسلامية والأحكام الشرعية، وأيضا يبرز عِلَل التشريع وحِكَمه وأغراضه الجزئية والكلية. بعلم مقاصد الشريعة نستطيع أن نفهم النصوص أي الأدلة الشرعية ونفسرها تفسيرا صحيحا قبل أن نطبقها على الوقائع، وقبل أن نستنبط الأحكام من هذه الأدلة. كما يعين هذا العلم كذلك على ترجيح ما يحقِّق المقاصد ويتَّفق مع أهدافها في جلب المنافع ودفع المفاسد، ويوفق بين الأخذ بظاهر النصّ والالتفات إلى معانيه ومدلوله. وبهذا، نستطيع أن نؤكد أن الشريعة لها خصائص تجعلها صالحةً لكل زمان ومكان، ودائمة أو باقية إلى يوم القيامة، بالإضافة إلى كونها واقعية أي مسايرة للظروف والواقع البشري ومرنة مهما تطورت الحياة. ويكون علم مقاصد الشريعة مهماً أيضا لأنه يستطيع أن يقلّل من الاختلاف والنزاع الفقهي وويجنب التعصُّب المذهبي. وإذا عرفنا هذا، فإننا نعرف كذلك أن هذا العلم مفيد، لماذا؟ نعم مفيد، لأنه يعيننا على الفَهم الصحيح للشريعة، وعلى تعميق الفهم لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى الوصول إلى الحكم الشرعي في النوازل أي القضايا الجديدة التي لم يرد فيها نص من الشرع، كما أن معرفة علم المقاصد تيسر على الناس في فهم دينهم ودنياهم، انطلاقا من قوله تعالى -:﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185] فخلاصة القول أن علم مقاصد الشريعة علم مهم ومفيد للغاية، ونحن في حاجة إليه لأجل فقه الدين وفهم الشريعة بصورة أفضل خاصة في هذا الزمان الذي يشهد تطورا هائلا في كل مجالات الحياة.
علم مقاصد الشريعة، بيان مختصر، مبتدئون
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
جزاك الله كل خير
مواضيع لنفس المؤلف