مدونة: أ. كريمة أحمد عثمان الحمادي


جولة في عربات الحزن!!!!!!

كريمة أحمد عثمان الحمادي | KARIMAH AHMED OTHMAN AL HAMMADI


14/09/2021 القراءات: 885  


جولة في عربات الحزن


أقف أمام لغتي المهزومة الحزينة المريضة!!!
كانت عربة من عربات الأسى والحزن!!!
عربيتي ما بالك تبكي وماذا دهاك؟ ما الخطب؟ !! علِّني أكف أساك
أرى في عيونك حزن طال فيه بكاكِ !!!
عربيتي !!ما الأمر ربما أزيل عنك شُكاكِ !!!.
عربيتي !! كفى صمتا مزقت كل نياط
عربيتي الفصحاء حبك يسري في كل حياتي !!.

هذه اللغة العربية أشرف اللغات ومنبع الأصالة وتراث الماضي
بها رقت الأمة وعلا مجدها وفي الوحي سما ذكرها، نزل بها أشرف الكتب وتفوهت بها خير الرسل- عليهم السلام –
شرفها تشرف بما تحمله من كتاب وقيمتها تزداد حين يقول البارئ

{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُون} فصلت:3
وقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} يوسف:2
وقوله: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ .بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}الشعراء:193-195

قال الشيخ السعدي -رحمه الله-
{ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ } وهو أفضل الألسنة، بلغة من بعث إليهم، وباشر دعوتهم أصلا اللسان البين الواضح. وتأمل كيف اجتمعت هذه الفضائل الفاخرة في هذا الكتاب الكريم، فإنه أفضل الكتب، نزل به أفضل الملائكة، على أفضل الخلق، على أفضل مضغة فيه وهي قلبه، على أفضل أمة أخرجت للناس، بأفضل الألسنة وأفصحها، وأوسعها، وهو: اللسان العربي المبين.
{ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأوَّلِينَ } أي: قد بشرت به كتب الأولين وصدقته، وهو لما نزل، طبق ما أخبرت به، صدقها، بل جاء بالحق، وصدق المرسلين.

وثَمَّتَ كلام لبعض السلف فيها:

* كان عمر يعتبر تعليم اللغة العربية والتعمق في علومها وآدابها مثل التعمق والتفقه في الدين يقول: "أما بعد، فتفقهوا في السنَّة، وتفقهوا في اللغة العربية، فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم".
* وعن أبي مسلم البصري قال: قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "تعلموا العربية؛ فإنها تزيد في المروءة".

* يُروى أن أعرابياً سمع رجلاً يقرأ قول الله -تعالى-: (أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) يكسر اللام فقال: أنا برئ مما تبرأ الله منه، فزجره عمر، لأنه بذلك يكون متبرئاً من الرسول أيضاً، ولكنه قال: هكذا سمعت. فأمر عمر بأن لا يقرأ القرآن إلا عالمٌ باللغة".

* وكان يأمر بجلد الكُتـَّاب وعزلهم إذا لحنوا في اللغة، فيُروى أن كاتب أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- كتب: إلى عمر من أبو موسى والصحيح "من أبي موسى"، فلما وصل الكتاب إلى عمر -رضي الله عنه- أعاده إلى أبي موسى آمراً إياه بقوله الزاجر: "إذا أتاك كتابي هذا فاجلده سوطا وأعزله عن عمله"
رحم الله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كيف كان فطناً لخطورة الخطأ في اللغة؟! وكيف اهتم بالقضية، واعتنى بها؟! وكيف أدرك أن اللغة العربية أَجَلُّ وأسمى من أن يُحتَمل فيها الخطأ؟!

فما بالُها بعد النهوض سفول وسقول،
وبعد الانتشار إلى ذبول
وبعد الإزدهار إلى ضمور.
مابلها بعد تكوينها إلى طفولة إلى كهولة إلى شيبة تكاد أن تموت !!
ألا أجد في قلب غيور عليها يحي موتها ويعيد تكوينها بعد شيبتها!
وهل تَحْي إلا بحياة من يعتز بها!!!
فماذا أقول!!!
تلعثمت الحروف فعذرها أن الأسى فيما تراه كسير
ما بال قومي غيروها وأبدلوا عنها اللغات وعززوا التبديلا....


كن عالمًا أو متعلمًا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع