مدونة المحامية ندى الحديدي


الجرائم الإلكترونية وأنعكاساتهاعلى المجتمع ورؤية القانون له(جزء1)

المحامية ندى عبد صالح الحديدي | Lawyer Nada Abd Saleh Alhadidi


06/05/2022 القراءات: 2946   الملف المرفق


يشهد العالم تطوراً كبيراً ونقلة نوعية في الجرائم الألكترونية و كيفية التواصل فيما بين البشر، أبتداءاً بالوسائل البسيطة من الريشة والحبر على ورق يرسل بمظروف وصولا الى تطور هائل بالتكنولوجيا تمثلت في ظهور الحواسيب والأجهزة المحمولة وانتشار شبكة ضخمة من المعلومات الالكترونية وهي ما تعرف بشبكة الانترنت… لقد كان الهدف الأساسي من إيجاد أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الذكية الأخرى هو تسخيرها لخدمة الإنسان في مجال الأعمال والمعاملات ، وكان لظهور تلك الأجهزة وتطورها بسرعة من مجرد أجهزة تقوم بعمليات حسابية إلى مخازن قادرة على تجميع واستيعاب كم ضخم من المعلومات والبيانات ، وقادرة على أسترجعها بسرعة وبدقة ،أن أحدثت مشكلة خطيرة تؤرق الكثيرين حول كيفية حماية تلك المعلومات بعد أن أصبحت في متناول اليد وبأقل مجهود وأبسط حركة فلم يعد المجرم بحاجة إلى أدوات وآلات تقليدية لارتكاب جريمته ، نتج عن ذلك علاقات قانونية جديدة بحاجة إلى الحماية حال التعدي عليها سواء في مجال فروع القانون المختلفة أو بقانون خاص بها . إن التقدم العلمي والتطورات الحديثة ساهمت في إحداث وظهور أشكال وأساليب جديدة من صور الجرائم الالكترونية
وان هذا التطور احدث فارقا عظيما في حياة البشرية وحمل فوائد جمة لا تعد ولا تحصى اذ عمل هذا التطور الهائل على تقريب المسافات وسهولة الاتصال والتواصل بين البشرية عبر دول العالم
لذا تعد الجريمة الإلكترونية من أبــرز وأخطر التحديات الأمنية الـي تواجه كافة مجتمعات العالم في مجـال
استخدامات تقنية المعلومات والاتـصـالات على نطاق مؤسسات القطاع العام والخـاص والأفراد. والجرائم الإلكترونية نوعان: الأول: الجرائم الموجهة ضد جهاز الحاسب الآلي أو أنظمة تقنية المعلومات والاتصالات والهواتف المحموله، والنوع الثاني: تلك الجرائم الي يكون فيها الحاسب الآلي او الهاتف المحمول هما وسيلة لارتكاب جرائم الاحتيال وسرقة الهويات وبطاقات الائتمان والأرصدة المالية والتزوير والاختلاس وسرقة حقوق الملكية الفكرية والإبتزاز والسلوك الانحرافي والاستغلال الجنسي للكبار وحتى للأطفال، إضافة إلى الترويج للعنصرية والطائفية و للأفكارالمتطرفة ودعم وتمويل الإرهاب
ظلت معدلات الجريمة الإلكترونية تتصاعد منذ عقد التسعينات وتضاعفت الجرائم وخسائرها
المالية بعد أن بلغ عدد مستخدمي الإنترنت 40% من سكان العالم في عام 2014 وقدرت الخسائر المالية – 450 مليار دولار وعدد الضحايا 556 مليون، وأصبحت الجريمة الإلكترونية مهدداً حقيقياً لأمن المعلومات ومصدر خطورة على الأشخاص كافة و الأمن القومي وعلى الأمن والسلم الدولين
اوتكوين صداقات ومعارف جديدة خارج نطاق الاسرة،
فالجريمة الألكترونية سنعرفها وبعدها نسرد اضرارها وعواقبها وخطورتها على المجتمع والامن الدوليين
حيث لم يتم وضع تعريف واضح من قبل المشرع لـ الجرائم الإلكترونية وما زال هناك اختلاف حول تعريفها ولكن يمكن نقول بانها سلوك غير قانوني يقدم على ارتكابه فرد او مجموعة من الافراد بواسطة الأجهزة الذكية والمواقع الالكترونية بهدف تحقيق مكاسب مختلفة، ويكون ذلك عن طريق ابتزاز الضحية وتهديدها وتخريب صورتها امام المجتمع الواقعي والافتراضي، أما بحسب وجهة النظر المجتمع الدولي فقد اعتبر الجريمة الالكترونية بأنها ممارسات وأعمال تتعلق بجهاز الحاسوب والأجهزة الذكية الأخرى التي تسعى لتحقيق مكاسب مادية او شخصية او التسبب بضرر.
لذا فوراء كل جريمة من الطبيعي مجرم الكتروني أقدم على أرتكابها لذا فالمجرم الالكتروني هو شخص يملك الكثير من القدرات والمهارات التقنية والبرمجية والذكاء ما يؤهله الى استغلال مداركه في اختراق الشبكات والحواسيب والأجهزة الذكية الاخرى واآليةعملها وتخزين البيانات والحصول عليها بالإضافة الى أستغلال مهاراته تلك في الاحتيال والسرقة والتزوير، وسمي مجرما لانه يستخدم مهاراته بطرق غير مشروعة وغير قانونية وتشكل فعلا محظورا بالقانون وفعلا مرفوضا ومنافيا للأخلاق بنظر المجتمع.والدين
تتنوع الجرائم الالكترونية بصور عديدة منها على سبيل المثال:
الجرائم الإلكترونية السياسية التي تعنى باستهداف الأمور السياسية الحساسة والهامة في الدولة، والتطفل على امن الدولة وسرقة المعلومات من خلال انتهاك المواقع العسكرية والسياسية التابعة للدولة.
الجرائم الإلكترونية التي تمارس ضد الحكومات عن طريق الدخول الى مواقع الوزارات بهدف تدمير البنية التحتية لتلك الوزارات او نشر اخبار كاذبه على تلك الصفحات العائدة لها.
وجرائم الإبتزاز والتهديد للأفراد: والتي تكون من خلال ابتزاز الضحية وتهديدها بنشر معلومات خاصة أو صور أو فيديوهات بهدف في نفس المجرم و في حال امتناع الضحية عن تنفيذ ما يتم طلبه يقوم المجرم بتنفيذ فعلة الأجرامي.
وجرائم التشهير الإلكتروني بحق الأشخاص من خلال الذم والتحقير والقذف ، وذلك عن طريق نشر معلومات عن شخص او هيئة معينة تنسب اليها بشكل مباشر.وايضا
الجرائم الإلكترونية لتزوير الهوية: وذلك من خلال انتحال شخصيات الافراد على مواقع التواصل بسرقة معلوماتهم الشخصية واستخدامها لأغراض غير قانونية.وكذلك
جرائم الملكية: وتكون عن طريق نشر روابط تؤدي الى الوصول الى الأجهزة وسرقة ما في داخلها من بيانات وبرامج وتعطيل تلك الأجهزة اما بشكل كلي او جزئي.
وغالبًا ما تنطوي الجريمة الالكترونية التي تستهدف أجهزة كمبيوتر على فيروسات وأنواع أخرى من البرامج الضارة.
قد يصيب المجرمون أجهزة الكمبيوتر بالفيروسات والبرامج الضارة لإلحاق الضرر بالأجهزة أو إيقافها عن العمل. وقد يستخدموا البرامج الضارة أيضًا لحذف البيانات أو سرقتها.
و لا يزال هناك صورعديدة لارتكاب الجرائم الإلكترونية والتي تستحدث بشكل مستمر، نتيجة التعمق بالمعرفة الالكترونية والاحتراف في البرمجة وغيرها
يمكنكم متابعة المقال في الملف المرفق اوفي الجزء الثاني سيتم نشرة ..لان سياسة الموقع وضعت عدد محدود من الأحرف


#مقال #مدونة #كورونا #جرائم #الجريمة_الألكترونية #جميع_الدول #العراق #بريطانيا #المحامية_ندى_الحديدي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع