- الرخص في زمن الدولار -
د. مروه العميدي | Marwa Alameedi
22/11/2023 القراءات: 1304
- الرخص في زمن الدولار -
من المعروف أن المحطات التلفزيونية تكتسب هوياتها من خلال ما تبثه من برامج بشتى أنواعها وعوالمها سواء كانت تثقيفية، توعوية، سياسية، دينية، تعليمية،ترفيهية وأفلام مسجلة مع مراعاة العمر والنوع والوقت وحصر الهدف وتحديد جدواه.
ما نراه اليوم شائعًا وما يبث في المحطات العربية عامة والمحطات العراقية على وجه الخصوص معاكس لما هو متماشي عليه في دستور الثقافة.
فهناك قنوات لا جدوى لها خصوصا فيما يتم بثه من برامج مصنفة على أنها ترفيهية لكنها في الحقيقة ما هي إلا إستهداف للمجتمع خاصة فئة المراهقة الذين ينساقون بسهولة لعدم ثبوت شخصياتهم.
ولاننسى معايير صناعة البرنامج التلفزيوني ثابتة ومدسترة لا تقبل التبديل - منها معايير سابقة لصنع البرنامج التلفزيوني وتشتمل على تحديد أنسب فكرة شرط أن لا تتضارب مع المبادئ والقيم ولا تخدش الحياء ولا تزرع الإنحراف في المجتمع و لا توافق مذهب العنصرية وتحقق غاية تلامس الواقع، وفي هذا الخصوص يقول الكاتب والمسرحي غوته:
"وضوح الغاية عند الإنسان يسبب له الإطمئنان ويؤدي إلى السعادة".
هذا فضلًا عن التجهيز والإعداد والذي يتضمن البحث عن الحقيقة معلوماتيًا وميدانيًا أن تطلب الأمر، وتجهيز خطة تفصيلية للبدء من العنوان وصولًا إلى الخاتمة، إضافة إلى تدوين محتوى السيناريو الذي يمثل هيكلية البرنامج وهيئته متضمنًا نقلات ومشاهد وصور وتخيلات وتصورات متكاملة للعرض.
أما المعايير المرافقة لصنع البرامج التلفزيونية فتشتمل على تجهيزات المكان وديكور الأستوديو وتحديد زوايا التصوير والإنارة لسلامة المشهد البصري وفحص الصوت وما شابه.
وبالنسبة للمعايير التي تلحق عملية صنع البرنامج فتشتمل على التبويب والفهرسة والمونتاج والتعليق الصوتي والجرافيك والكتابة و البث ولكل عنصر له ضوابطه وقواعده وشروطه وميزاته والفارق يظهره المخرج طبعًا.
وهذا كله مغيب اليوم في البرامج التلفزيونية وتتعدد أسباب تغيبه ويصعب حصرها في نطاق محدد إلا أن السبب الذي يعتليها هو قصور التدريس في كليات الأعلام وضعف آهلية مخرجاتها، فضلًا عن توظيف شخصيات لا علاقة لها في التلفزيون ولا تمت له بصلة ووفق خصائص أخرى ربما جسدية وشكلية محيلة الأستوديو صالة إستعراض مفروض على المشاهد!
وهذا منافي للواقع فأن تكون حرًا لا يعني تجردك من الأغلال التي تقيدك بل أن تحترم وتعزز الآخرين.
ولا يقتصر الأمر على هذا فحسب بل لضعف الرقابة أثر سالب وعدم محاسبة المقصرين هي قيادة المجتمع إلى التهلكة، ولغياب الرقابة دور في منح الفرص لوضع ستراتيجيات لأعمال قادمة تنقل ثقافة متدنية وتضيف كلمات هابطة جديدة إلى قاموس الثقافة العراقية، فمن الضروري إتخاذ الإجراء السليم وتقييد كل مؤسسة ومحطة تمنح فرصة الإنضمام إلى التلفزيون دون هوية فعلية تمنحها كلية الأعلام فضلًا عن ضرورة توفير سقف قانوني مدستر يتخذ مجرياته بشجاعة.
ولا ننسى دور التمويل الذي يخدم المصلحة الشخصية ضاربًا صوب الحائط القيم المجتمعية، فاليوم نشهد هجمة تمويل عظيمة تنهج أساليب بث الفتن والتهجم والتهييج والكراهية وهي مذاهب متردية معروفة على مر التاريخ غرضها الأساس تمزيق وحدة الشعب لا أكثر.
27/يونيو/2022م
_________
#مروه_العميدي
الرخص - الدولار - التلفزيون - المجتمع
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع