مدونة أ.د. نغم حسين نعمة


دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة

أ.د. نغم حسين نعمة | nagham Hussein alnama


18/04/2020 القراءات: 7201  


تعتبر المرأة إحدى أهم الأطراف المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والسعي من أجل الوصول الى بيئة نظيفة خالية من الملوثات ، ولا يقل دورها عن دور الرجل في إيجاد حلول لتحديات تغير المناخ ودعم الجهود من أجل مستقبل مستدام.
وباعتماد الدول لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الجديدة 2030 ، يقر العالم مرة أخرى بأهمية دور المرأة في تحقيق الاستدامة. حيث دخلت أجندة التنمية المستدامة بأهدافها السبعة عشر حيز التنفيذ بداية من يناير 2016 بهدف إحداث تغيير إيجابي عالمي بحلول عام 2030 في العديد من المجالات. وقد تعددت الأهداف لتشمل أبعاد سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وصحية، وبيئية؛ تدور كلها حول نوعية الحياة الإنسانية ، وقدرات وإمكانيات النظام الطبيعي الذي يحتضن هذه الحياة. وتحمل نظرة مستقبلية قوامها تحقيق تنمية تستجيب لاحتياجات الحاضر، دون التأثير على قدرة الأجيال القادمة للحصول على احتياجاتها. وبحلول 2030 تسعى الأهداف إلى إنهاء الفقر، وتغيير حياة الناس للأفضل، وحماية الكوكب وقد حملت الأجندة دعوات قيمية حول تحقيق العدالة والمساواة، والتوزيع الأفضل للموارد، وتجسير الفجوة بين الأجندة الحقوقية وبين مثيلتها التنموية. في هذا الإطار فإن هناك ارتباط عميق بين قضية المساواة بين الجنسين، وبين جميع أهداف/قطاعات الأجندة الدولية للتنمية المستدامة؛ أساسه أن المرأة ليست مجرد قضية أو قطاع ولكن هي نصف المجتمع، ونصف المورد البشري ، ونصف الفاعلين ، ونصف المساهمين في التنمية بسائر قطاعاتها، ونصف المستفيدين منها؛ وبالتالي فإن الحديث عنها وعن قضاياها يتقاطع عرضيا مع سائر القضايا المجتمعية التي تعبر عنها أجندة التنميــة. ونظرا لهذا التشابك؛ فلذلك لا يمكن طرح أي هدف تنموي دون التعرض لموقع المرأة فيه؛ ويصبح وضع المرأة بالتالي أحد الشروط الأساسية لتحقيق الأجندة التنموية.
لذا يجب أن يٌنظر للمرأة من ناحيتين؛ الأولى هي المرأة كموضوع من حيث مناقشة قضاياها واحتياجاتها وحقوقها ومطالبها في كل هدف، والثانية هي المرأة كفاعل؛ أي كشريك أساسي ضمن من يقع على عاتقهم تنفيذ التنمية على الأرض؛ وهنا يأتي الحديث عن دور المرأة، وعن معوقات هذا الدور وسبل تعزيزه. إن الاستثمار في تحسين وضع المرأة؛ يمكنه أن يرتب آثارا إيجابية مضاعفة على مستويات المعيشة، وجودة الحياة والتنمية بوجه عام؛ في حين أن الاستمرار في تجاهل فجوة المساواة بين الجنسين؛ يؤثر تأثيرا شديد السلبية على المجتمع وعلى عمليات التنمية.
وقد أثبت الواقع أن تطبيق سياسات تنموية لا تراعي المساواة بين الجنسين، وتتجاهل دور واحتياجات المرأة؛ هو أمر يرتبط ارتباطا طرديا باتساع فجوة المساواة في كافة المجالات . ولذلك يصبح من الضروري تحليل تأثير أي سياسة تنموية على كل من الرجل والمرأة بشكل منفصل منذ المراحل الأولى في التخطيط ، ومتابعة الآثار المترتبة عند التنفيذ. وإذا كانت هذه السياسات تؤدي إلى التمييز بين الرجل وبين المرأة؛ فيجب مراجعة هذه السياسات لتكون أكثر حساسية لبعد المساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات التكميلية حتى يتم إزالة آثار هذا التمييز.
يقول الله تبارك وتعالى:
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ..﴾.

إن الإسلام لا يريد دفن طاقات المرأة وسلب أي دور لها في المجتمع ، بل العكس تماماً فهو يريد أن يفعّل طاقات المرأة في الاتجاه الصحيح ، لتكون عنصراً فعالاً له دوره الإيجابي والبناء في المجتمع، فالفعالية في المجتمع ليست خاصة بالرجال بل هي تكليف للمؤمنات كما كانت تكليفا للمؤمنين.
فالمرأة إذن ليست عضواً خارج المجتمع أو على هامشه بل هي في قلب المجتمع لها دورها الأساسي والفعال، إذ أن ” الإسلام يؤهل المرأة لأن يكون لها ـ كالرجل ـ دور في جميع الأمور، فكما يؤدي الرجل دوراً في جميع الأمور، فالمرأة أيضاً تمتلك مثل هذا الدور، والكثير من يعتبر أن النساء الصالحات هن السبب في رفعة المجتمع وانتصاره أمام كل التحديات ، فلو جردوا الأمم من النساء الشجاعات والمربيات للإنسان ، فسوف تهزم هذه الأمم وتؤول إلى الانحطاط ، فهي التي تعمر البلاد جنباً إلى جنب الرجال.


المرأة ، التنمية المستدامة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع