رحلة الحسن الوزان المعروف ب " Jean Leon L'Africain " إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء
عبد الله الحاجي | ABDALLAH EL HAJJI BEN M'BAREK
10/12/2020 القراءات: 1831
ينتمي الحسن بن محمد الوزان الفاسي الأندلسي إلى قبيلة بني زيات الزناتية الواقعة بين سبتة وتطوان بالمغرب، عاشت أسرته حقبا من الزمن في الأندلس الإسلامية، ولد الحسن الوزان بفاس و درس بجامع القرويين على كبار علمائها. شغل مهام سياسية خطيرة في المغرب، دفعته إلى القيام برحلات عديدة، كان أهمها الرحلة الثالثة إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء، التي وصفها في كتابه "وصف أفريقيا"، حيث صحب فيها عمه الذي كان مكلفا بسفارتي المغرب ومملكة "سنغاي" في عهد محمد الوطاسي الشهير بالبرتغالي .
تحدث الحسن الوزان عن زيارته لخمس عشرة مملكة في السودان الغربي كان أهمها : مالي و تنبكتو وكوبر و كانو و بورنو و كوكة و كاو وغيرها، وهي ممالك تتوزع على المجال الجغرافي في حوض نهر النيجر.
أهمية كتاب وصف أفريقيا للحسن الوزان
يعد كتابه "وصف أفريقيا" المرجع الوحيد الذي يؤكد بداية حياته العلمية حيث انتصب للشهادة مع عدول فاس الرسميين، وبذلك بدأ يجالس العلماء والقضاة والفقهاء في المدن والقرى خلال رحلاته الشهيرة، وهو ومع ذلك يعتبر كاتبا بارعا يحبر الرسائل تحبيرا، وينظم القصائد التي ينال بها العطايا الشخصية من الرؤساء، وأخيرا فهو يهتم بالحسبة إذ كان يستخلص واجبات بيت المال من القبائل. قرّب سلطان فاس آنذاك محمد الوطاسي المعروف "بالرتغالي" الحسن الوزان إليه ونظمه في سلك بلاطه، حيث أسند إليه مهام سياسية خطيرة في ظرف عرف فيه المغرب انقساما إلى مملكتين مملكة فاس ومملكة مراكش ، وتدخلا برتغاليا-اسبانيا لعدد من الثغور المغربية على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلنتي .
هذه المهام السياسية التي اضطلع بها الحسن الوزان، والنشاط الدبلوماسي والتجاري لأسرته، هي التي دفعت به إلى القيام برحلات عديدة داخل المغرب وخارجه، حتى غدا كتابه الجغرافي زبدة تسجيلاته ومشاهداته التي دونها في مذكرات شبه يوميات.
ذكر الحسن الوزان قراءه بالرحلات التي قام بها مع والده وهو صغير، يضاف إليها الرحلات التسع التي جاءت في ثنايا كتابه وصف أفريقيا، ومنها رحلته الأولى إلى الشواطئ الغربية القريبة من فاس، ثم الرحلة الثانية إلى وسط المغرب حيث زار خلالها تادلا وتعرف على محمد القائم بأمر الله الذي بويع في سوس أميرا للجهاد في العام 916هـ/ 1510م بعد عام من التخطيط والتنظيم بمساعدة أولياء الجنوب في عاصمة الدولة آنذاك، حيث بقيت مدينة تيدسي لمدة ست سنوات عاصمة قبل انتقالها إلى مدينة تارودانت.
ثم الرحلة الثالثة إلى بلاد السودان الذي صحب فيها عمه الذي كان مكلفا في العام 917ه/1511م بسفارة بين ملك فاس محمد الوطاسي البرتغالي وملك "سنغاي" محمد أسكيا الكبير، حيث انطلاقا في رحلتهما من مراكش عبر درعة وسلكوا في رجوعهما طريق سجلماسة متجهين نحو فاس.
يقول ليفي بروفنصال عن الحسن الوزان:
إن الصورة التي رسمها ليون الأفريقي (الحسن الوزان الفاسي) في كتابه "وصف أفريقيا" "لازالت أصولها شاخصة إلى الآن لم يغير الدهر منها شيئا كثيراً، وإن الناظر إليها اليوم سرعان ما يشعر وكأنه يرجع أدراجاً إلى عهود فاس القديمة، ويشاطر أهلها الحياة برهة من الزمان"
سبتة - تطوان- الأندلس - المغرب - مملكة سنغاي - محمد الوطاسي - نهر النيجر
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع