الاتجاه المادي (المادية الجدلية ويمثلها كارل ماركس)
أ. هيفاء عبدالرحمن الشعافي | hyfa abdrhman shafi
24/08/2021 القراءات: 5260
عرفت أوروبا منذ أواسط القرن التاسع عشر تغير اجتماعي وسياسي، ناتج عن انتشار ظاهرة الديمقراطية والتحرر و تناقضات الاقتصاد الرأسمالي ، ومن أبرز تلك التغيّرات الحركات الليبرالية والقومية لعام 1848م، وثــورة العمـــال المعروفة بــ كومونة باريس عام 1871م؛ لتكون هذه الفترة بذرة انطلاق الفكر الماركسي لصاحبه كارل ماركس ، الذي يصعب تلخيص فكره في فقرات معدودة. لهذا الاتجاه تاريخ فلسفي موغل في القدم حيث اعتبر القدماء أن المادة هي أصل الطبيعة والحياة، وعند البحث عن الماركسية الحديثة وذلك على الصعيد الاقتصادي، يُلاحظ أنه من الصعب الفصل بين وجهي الفكر الماركسي والمتمثل في الاشتراكية والشيوعية الماركسية، والمادية التاريخية أي المفهوم المادي للتاريخ، فقد ادعت الماركسية أنها استطاعت تحديد القوانين العامة المسيطرة على التاريخ البشري واكتشفت في تلك القوانين النظام المحتوم لكل مرحلة تاريخية من حياة الإنسان، وحقائقها الاقتصادية المتطورة على مر الزمن وهذا الترابط الوثيق بين المذهب الماركسي، والمادية التاريخية، يبين أن الماركسية ماهي إلا مرحلة تاريخية معينة، وتعبيراً محدوداً نسبياً عن المفهوم المادي المطلق للتاريخ فالمادية التاريخية، تعتبر القاعدة المباشرة للمذهب والهيكل المنظم لقوانين الاقتصاد والتاريخ. إذ تجعل المادية التاريخية أسلوب إنتاج الحاجات المادية أساساً للتطور وتجعل صراع الطبقات سبيل هذا التطور، فالمجتمع البشري مجتمع متطور، والعامل المسير المحتم لهذا التطور هو التغيير الذي يحدث في وسائل الإنتاج، والذي يعين نوع العلاقات الاقتصادية في كل مرحلة من المراحل، وهذه العلاقات الاقتصادية تحتم بدورها نوعاً من الأوضاع الاجتماعية والعقائد الدينية والمذاهب الأخلاقية، فتاريخ كل ما يوجد على الأرض حتى الآن من مجتمعات، إنما هو تاريخ كفاحات طبقية، ووسائل الإنتاج هي الفيصل الحقيقي الذي كان يقرر مصير هذه المجتمعات.
المادي، كارل ، ماركس
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع