طريقة سهلة حفظ القرآن الكريم
محمد سيد أحمد شحاته | mohamed sayed ahmed shehata
20/03/2020 القراءات: 4161
طريقة حفظ القرآن الكريم [1]
لا شك أن كل مسلم يُراوده هذا الحلم، وهو حفظ القرآن الكريم وتلاوته بيُسْر، لا سيَّما وهو يسمع قول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17].
وإليك طريقة حفظ القرآن:
هذه الطريقة تأتي بعد تصحيح النية والإخلاص لله على النحو التالي:
(1) العزيمة الصادقة:
من يُرِد الحفظ فلا بُدَّ أن يعلم أنه لا بد من وجود الاستعداد الشخصي، ويتمثَّل في الرغبة التي تبعث على الاهتمام.
فمهمة حفظ القرآن الكريم مهمة جليلة وكبيرة، ولن يقوى عليها إلا أولو العزم؛ فأولو العزم يتَّصفون بصفة هامة واضحة، وهي ببساطة: صدق العزم؛ ولذلك سُموا "بأولي العزم"؛ بمعنى: أن يكون حريصًا على تنفيذ ما نواه، والإسراع فيه قدر المستطاع، فكل مسلم "يرغب" في حفظ القرآن الكريم، لكن "الرغبة" وحدها لا تكفي، لا بد أن تُتْبَعَ هذه الرغبة "بإرادة" قوية لتنفيذ العمل، استمعوا إلى قول الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 19].
(2) الالتزام بنسخة واحدة من المصحف الشريف:
لأن ذلك أثبتُ للحفظ، وهو ما تنضبط به الذاكرةُ البصرية، ففي البداية لا بد من اختيار مصحف يُعتمد عليه عند الحفظ، وأنصح بنسخة مصحف الملك فهد.
(3) التلقي عن مقرئ:
من خصائص القرآن الكريم أنه يُؤخَذ تلقِّيًا عمَّن تلقَّاه عن غيره، وحتى رسول الله وهو إمام المقرئين صلوات ربي وسلاماته عليه، كان يأخذ عن جبريل عليه السلام عن الله جل ذكره.
وهذا من فوائده ضبط الحفظ من اللَّحْن والخطأ، والالتزام مع الشيخ يُنظِّم الحفظ.
(4) تنظيم الوقت:
فأي عمل من عادة أو عبادة يحتاج إلى تنظيم وقت، وتوزيعه توزيعًا يتناسب مع الليل والنهار، ولا شك أن ذلك يُجدِّد النشاط والهمَّة، ويدفع الكَلَل والملَلَ.
(5) اختيار الوقت المناسب لحفظ القرآن أو استذكاره:
فلكل شخص وقته الذي يُناسبه على أن أنسب الأوقات بعد صلاة الفجر، واغتنام الوقت بين الآذان والإقامة، وهذا يحتاج إلى التبكير إلى المسجد.
وعلى المرء تحرِّي أوقات الاستقرار الذهني ليقرأ بتركيز.
(6) الاستمرار دون انقطاع طويل:
وليتذكَّر أن بعمله الجليل هذا إنما يتعبَّد، وله مثوبة عظيمة، أنه يتلو كتاب الله ويتدارسه.
(7) إيجاد الحوافز والمرغبات:
من العوامل الضرورية لحفظ القرآن الكريم، إيجاد ما يُحفِّز الطلاب، لا سيما مع وجود الملهيات عن ذكر الله، وتعدُّد أشكالها وأهدافها، فلا بد من وجود جوائز مادية ومعنوية من قِبَل الجمعيات والأُسَر.
(8) التَّكرار والتعاهُد المنظَّم:
ففي حديث ابن عمر: "إنما مثلُ صاحب القرآن كمثلِ صاحب الإبل المعقَّلة، إن عاهَد عليها أمسَكها، وإن أطلقَها ذهبت".
وفي رواية أبي موسى: "تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشدُّ تَفَصِّيًا من الإبل في عُقُلِها".
فاجتهدْ أن تختم القرآن على الأقل مرة واحدة كل شهر، وإن استطعتَ أن تختم في أقل من ذلك فهذا أفضل، وكان معظم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يختمون القرآن في أسبوع! وكان بعضهم يختم القرآن في ثلاثة أيام!
ولا يخفى على عاقل أن كثرة التلاوة تعود على صاحبها بالأجر الجزيل العميم، وفي ذات الوقت فهي تُثبِّت الحفظ كثيرًا حتى عندما تقرأ الآيات والسور التي لم تحفَظها بعدُ، فإن ذلك يجعلها قريبةً إلى الذهن، فإذا جئتَ إلى حفظها بعد ذلك، فإن هذا يكون - ولا شك - أيسرَ.
إن متابعة القراءة كثيرًا ينقل السور المحفوظة من "الذاكرة القصيرة" إلى "الذاكرة الطويلة".
(9) السماع من الغير:
وهي وسيلة جدُّ ناجعةٍ، فالفرد مهما أُوتي من ذكاء وفِطنة، لا يستطيع أن يتخلَّى عن جوانب ضَعْف فيه، ولا بد من نسيانه لبعض ما يعلم، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما في حديث عائشة - سمِعَ قارئًا يقرأ من الليل في المسجد، فقال: ((يرحمه الله! لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتُها من سورة كذا وكذا))؛ (متفق عليه).
وقال لابن مسعود يومًا: ((اقرأ عليَّ))، قال: أقرأ عليك وعليك أُنزِل؟ قال: ((إني أشتهي أن أسمعه من غيري))؛ (متفق عليه).
(10) الصلاة بما تحفظه:
متابعة قراءة ما تحفظ في صلواتك تُثبِّت الحفظ جدًّا، اقرأ في صلواتك ما حفظته حديثًا، وراجع بعض الآيات التي حفظتها من قبلُ، وهناك صلاة لو واظبتَ عليها، فإنها ستساعدك جدًّا في تثبيت الحفظ، وفي ذات الوقت ثوابُها عظيم، وأجرُها كبيرٌ، تلك هي صلاة "قيام الليل"، وتستطيع - أخي في الله - أن تُمسك في يدك مُصحفًا؛ ليُذكِّرك بما نسيت في قيام الليل.
(11) الوقوف على المعاني والتدبر:
وهو الهدف الذي من أجله أُنزِل الكتاب العزيز ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ... ﴾ [النساء: 82].
أسأل الله عز وجل أن يمنَّ علينا بحفظ كتابه وتدبُّر معانيه، والعمل بما فيه، وأن يجعلنا ممَّن حفظوا للقرآن حُرْمَتَه، وممَّن عظَّمُوا منزلته، وبمن تأدَّبُوا بآدابه، والتزموا بأحكامه، وأسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي وحسناتكم أجمعين، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
حفظ - القرآن الكريم - طريقة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع