عشبة الباذنجان البري أضرارهــــــــــــا وطــــرق مكافحتــــــها
عمار جاسم الخزاعي | Ammar Jassim Al-khaz'ali
08/09/2024 القراءات: 199 الملف المرفق
المقدمة
يعد الباذنجان البري Solanum elaeagnifolium الذي يعود الى العائلة الباذنجانية Solanaceae من أنواع الأدغال المعمرة الضارة الغازية التي تلحق أضراراً في الإنتاج الزراعي في حوض البحر المتوسط وخاصة الدول التي تتميز بصيف حار وجاف، وقد انتقل إليها من القارة الأمريكية ويدرج في قائمة النباتات الغازية في الدول جميعها التي وصل إليها. ينتشر في عدد من الدول مثل أمريكا، أستراليا، المغرب، الهند، كندا، روسيا، سورية والعراق. تتميز نباتات هذا النوع بقدرتها الكبيرة في الانتشار والانتقال وتحملها للظروف القاسية فضلاً عن صعوبة مكافحتها.
ينمو الباذنجان البري وينتشر في الأراضي المهملة غير المزروعة (البور) وعلى جوانب الطرقات وقنوات الري، كما يوجد في الحقول الزراعية وبشكل خاص في حقول القطن والمحاصيل الحقلية الأخرى الصيفية والخضر وبساتين الفاكهة والأشجار المثمرة والمراعي وأخفقت معظم طرائق المكافحة ما دعا إلى محاولة إيجاد بدائل لطرائق المكافحة اعتماداً على خصائص المنافسة القوية لبعض المحاصيل كمحصول الذرة البيضاء وألجت. وقد أثبتت الدراسات أن نبات الباذنجان البري يحتوي على مواد قلوية (alkaloid) لها خاصية المنافسة الأليلوباثية إذ تثبط إنبات النباتات الأخرى التي تنمو معها فقد ثبطت مستخلصات أوراق نبات الباذنجان البري إنبات كلّ من القطن والخس. وجد أن الباذنجان البري هو عائل بديل لكثير من أمراض النبات مثل عفن الجذور(Rhizoctonia solani Kuehn) والذبول الفيرتيسيولومي Verticillium albo-atrum Reinke ويعد الباذنجان البري أحد أخطر الأدغال المسببة لكثير من المشاكل لنبات القطن Gossypium hirsutum حيث يمتد المجموع الجذري للباذنجان البري إلى عمق يصل إلى 3م في حين المجموع الجذري للقطن قلما يتجاوز عمقها 1,5 م لذلك يستطيع الباذنجان البري المنافسة بصورة فعالة وقد تصل الخسائر التي يسببها الباذنجان البري من 50-75 % من الحاصل كما ونوعاً.
الموطن الأصلي للنبات
تعد نبتة الباذنجان البري مثالا حيا على الأضرار الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تتسبب فيها الكائنات الغازية فضلاً عن أضرارها على البيئة. وقد نشأت أصلا في الجنوب الغربي للولايات المتحدة الأمريكية والشمال الشرقي للمكسيك وتمكنت شيئا فشيئا من الهجرة إلى بيئات أخرى غير بيئتها الطبيعية مثل: آسيا، أستراليا، أوروبا، الهند، كندا وروسيا، ويتواجد حالياً في دول البحر المتوسط مثل( المغرب، تونس، سورية) والعراق. عبر طرق عديدة منها حاويات الأعلاف والمواد الغذائية المصدرة التي ﻻ تستجيب عمليات تصديرها واستيرادها إلى الإجراءات الأمنية الصحية الدقيقة. وإذا كانت عدة بلدان غزاها الباذنجان البري من قبل قد استطاعت التصدي له، فإن هذه النبتة تشكل اليوم خطرا جسيما على عدد من بلدان الشرق الأوسط. منها بشكل خاص سوريا والعراق. ففي سوريا اجتاحت نبتة الباذنجان البري قرابة ستين بالمائة من مزارع القمح والقطن. ولم تسلم منها الحقول المغروسة بأشجار الزيتون. وفي شمال العراق الغربي أصبحت هذه النبتة عدو المزارعين اللدود. وبدأت تجتاح أيضا عدة مناطق في كل من لبنان والأردن. ويشار الى انه تمت ملاحظة أول بقعة من مستعمرات الباذنجان البري في شمالي سورية عام 1967، وتم إدخاله إلى المغرب عام 1958 بشكل غير متعمد عن طريق استيراد بذور بعض المحاصيل الملوثة ببذور هذا النبات. أما في العراق فقد كان أول تسجيل لهذه العشبة في عام 1970 ويتركز انتشارها في المناطق الشمالية الغربية والغربية من العراق. ووفقاً لمنظمة FAO قدرت اتساع انتشار هذا النبات في المناطق بين شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا من 14497 هكتار عام 2003 الى 25903 هكتار عام 2008 , ومن المتوقع أن ينتقل الى الدول المجاورة ما لم يتم مكافحة هذه العشبة والسيطرة عليها. وتبين الخارطة في أدناه توزيع عشبة الباذنجان البري في مختلف الدول والقارات.
البيئة المناسبة لنمو الباذنجان البري:
يتميز الباذنجان البري بسرعة الانتشار وتحمّله للظروف والعوامل المناخية شديدة البرودة والجفاف وخاصة في الدول التي تتميز بصيف حار وجاف. تنمو نباتات الباذنجان البري صيفاً اعتباراً من شهر نيسان ولغاية شهر تشرين الأول، مجموعها الجذري كثير التشعّب ويمكن أن يتعمّق في التربة لأكثر من ثلاثة أمتار ويمتد أفقياً لينتج نموات تبتعد عن النبات الأم لمسافة تصل إلى 2 متر.
تبقى نباتات الباذنجان البري في فصل الشتاء كامنة أو شبه كامنة ثم تعاود الإنبات في فصل الربيع والصيف مستفيدة من الرطوبة المخزونة في أعماق التربة حيث تبدأ النموات الخضرية بالظهور فوق سطح التربة من النباتات الأم، وعندما ترتفع درجات الحرارة وتصبح مناسبة لنمو النباتات في فصل الربيع تبدأ بالإزهار في أواخر فصل الربيع وبداية فصل الصيف. وتمر العشبة خلال دورة حياتها بالمراحل التالية:
1. فترة الإنبات والنمو وتبدأ من أواخر شهر شباط حتى نهاية شهر نيسان.
2. فترة الأزهار وتمتد من شهر نيسان الى نهاية شهر تشرين الأول.
3. فترة الأثمار وتمتد من شهر حزيران لغاية شهر كانون الأول.
4. فترة السبات وتمتد من شهر كانون الأول الى شهر شباط.
صفات نمو عشبة الباذنجان البري
تتميز العشبة بما يلي:
1. مجموع جذري قوي ومتعمق بالتربة يصل الى عمق أكثر من 2 متر.
2. القدرة الفائقة على التكاثر بعدة طرق مختلفة (بقايا الجذور، البراعم على السوق والجذور، البذور).
3. مقدرة عالية على تحمل الظروف البيئية المختلفة (الحرارة –الجفاف ....).
4. تدوم حيوية البذور لفتر
عشبة الباذنجان البري Solanum elaeagnifolium. Solanaceae الأدغال المعمرة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع