مفهوم العلم 2.0 وفوائد تطبيقه في البحث والتعليم
أ.د. مروة محمد الباز | Prof. Marwa Mohamed Elbaz
27/04/2023 القراءات: 1681
مفهوم العلم 2.0
يشير (Mitchell, 2008) إلى أن العلم 2.0 يهتم بشكل عام بالممارسات الجديدة للعلماء الذين ينشرون نتائج تجريبية أولية، ونظريات ناشئة، وادعاءات بالاكتشاف ومسودات أوراق على الويب ليراها الآخرون ويعلقوا عليها، ويوضح (Wild, 2011, 85) أن العلم 2.0 هو جمع مصادر للأفكار العلمية وصقل المعرفة في نقاش اجتماعي مفتوح، من خلال رؤية اجتماعية ثقافية منطقية، حيث إن المعرفة هي مفهوم اجتماعي يتطلب الإدراك والفهم كجزء من العمل البحثي نفسه.
ويشير(Lukyanenko,et al, 2011,465) إلى مفهوم العلم2.0 كنوع من المشاركة التطوعية من قبل عامة الناس في المساعي والأبحاث العلمية. بمعنى صعود المجتمعات عبر الإنترنت وإنشاء محتوى على الويب بواسطة المستخدم بحيث يكون لديه القدرة -إلى حد كبير- على توسيع نطاقها ومشاركتها مع الآخرين. حيث ينتشر المواطنون عبر مساحة كبيرة ويمكنهم جمع معلومات وإبداء ملاحظات أكثر مما يستطيع الباحث الفردي جمعها، لكن قد ينتج عدم تناسق البيانات من نقص خبرة المتطوعين، وعدم كفاية الإرشادات وعدم كفاية التدريب.
يشير مفهوم العلْم 2.0 عمومًا إلى ممارسات جديدة يقوم بها علماء يعرضون نتائج تجريبية خامًا ونظريات وليدة ودعاوى اكتشافات ومسودات لأبحاث، وذلك على الويب ليراها الآخرون ويعلقون عليها (والدروب، 2008).
فالعلم 2.0 يدعو صراحة إلى مشاركة المهنيين والطلاب الآخرين والهواة في بناء المعرفة المترابطة. وقد يجادل بأن عامة الناس يفتقرون إلى القدرة على تقديم علم ذي قيمة ولكن وجهة النظر هذه تتجاهل حقيقة أن العلم يستكشف في كثير من الأحيان مشاكل الحياة الحقيقية. وهكذا، يمكن للعلماء على الأقل الاستفادة من مناقشة أفكارهم علانية، وربما يروا أيضًا مشاكل من منظور مختلف (Tacke, 2010, 39). ففي عام في عام 2007، نظمت مؤسسة سيسكو مسابقة ابتكار خارجية للعثور على عمل جديد، وقدم أكثر من (2500) شخصًا من (104) دولة حوالي (1200) مقترحًا متميزًا، مما أدى إلى ابتكار فكرة لشبكة الكهرباء الذكية المستندة إلى أجهزة الاستشعار (Tacke, 2010, 39)..
ويقول مؤيدو العلم 2.0 إنَّ «الوصول المفتوح» يجعل التقدم العلمي أكثر تعاونية، ومن ثم أكثر إنتاجية، ويقول المنتقدون: «إن العلماء الذين يضعون مكتشفاتهم الأولية على الويب يجازفون بجعل آخرين ينسخونها أو يستغلونها لنَسْبها إليهم، أو حتى لتسجيلها براءة اختراع لمصلحتهم» ومع الإيجابيات والسلبيات، بدأت مواقع العلْم2.0 بالانتشار، وأحد الأمثلة الواضحة هو المشروع OpenWetWare الذي ابتدئه علماء الهندسة البيولوجية في معهد ماسَّاتشوستس للتقانة (والدروب، 2008).
وفي ضوء ما تم عرضه من أدبيات عن مفهو العلم 2.0 يمكن تعريفه وفق طبيعة استخدامه في تعليم وتعلم العلوم على أنه: نهج جديد يعتمد على استخدام شبكة الإنترنت وتقنيات الويب2.0 في تعليم العلوم بحيث يكون للمتعلم دورًا في الصعود عبر مجتمع الإنترنت، للبحث عن أو إنشاء محتوى علمي، ويكون لديه القدرة على التعاون وتوسيع نطاق استخدامه للمحتوى العلمي ومشاركته مع الآخرين بهدف إبداء الملاحظات وإجراء ممارسات علمية وهندسية مشابه لما يقوم به العلماء من أجل دعم تعليمه بشكل فردي واجتماعي.
فوائد تطبيق العلم 2.0 على البحث والتعليم:
يشير (Tacke, 2010, 39-43) أن هناك مجموعة من الفوائد من تطبيق العلم 2 على البحث والتعليم، ومنها:
1. يُسهم في تكثيف نقل المعرفة على سبيل المثال عبر المحاضرات والدورات العامة، والبث العلمي على التلفزيون أو الأنشطة في المتاحف أو المراكز العلمية.
2. يُشجع بقوة الموارد التعليمية الرقمية المفتوحة التي تشتمل على محتوى للتدريس والتعلم، وكذلك الأدوات والخدمات المستندة إلى البرامج والتراخيص التي تسمح بالتطوير المفتوح وإعادة استخدام المحتوى والأدوات والخدمات.
3. يُدعم نشر المؤلفات العلمية علنًا عبر الإنترنت ومجانًا وبدون معظم قيود حقوق النشر والترخيص.
4. يُعطي العلماء المنفتحون رؤى لتقديم البحث بأكمله، بدءً من جمع الأفكار للنشر إلى المواد النهائية، بحيث يبلغون عن نشاطهم العلمي ويتأملون مشاكلهم علانية، ويدعون الآخرين ليكونوا جزءً من عملية حل المشكلات.
5. يهتم بالانتقال واسع النطاق للأفكار بين العلم والجمهور، وليس فقط مشاركة المعرفة الجاهزة مع الآخرين؛ ولكن أيضًا تطوير الفهم المتبادل للمشكلات والعمل معًا على الموضوعات ذات الصلة بالنظرية والممارسة.
6. يسمح حتى للأشخاص ذوي المهارات التقنية الضئيلة للمساهمة بآرائهم -والتي قد تكون مفقودة-، وهذا يضمن التنوع في الآراء.
7. يُطالب بتبادل الأفكار بين المحاضرين والمستمعين، حيث النظام الحالي للبحث والتعليم فيه فجوة واسعة بين الأساتذة والمساعدين العلميين والطلاب، حيث المعرفة المقدمة من "سلطة أعلى" نادرًا ما يتم التشكيك فيه أو المساهمة فيها.
8. يُطالب بمناقشة الأفكار خارج نطاق الزملاء، حيث مناقشة المشكلات العلمية مع نفس زملائهم الطلاب، من المحتمل عدم الأخذ بعين الاعتبار جميع البدائل الممكنة للحل، كما أن الرغبة في الإجماع تفوق الرغبة في اتخاذ قرارات تضمن الجودة.
9. تُسهّل تطبيقات الويب 2.0 الاتصال والإنشاء التعاوني للمعلومات واستخدامها؛ حيث يعتمد مجتمع الويب 2.0 بنفس القدر على الانفتاح والتبادلية ويشكل بيئة مثالية لمنهج العلم 2.0 المفتوح.
العلم 2.0- science2.0 - تعليم العلوم - التعليم 2.0
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة