دور تحولات الإعلام الحديث في حراك المجتمع
25/09/2024 القراءات: 126
يعد الإعلام أحد الركائز الأساسية في بناء المجتمع المتحضر، فهو يلعب دورًا هامًا في نقل المعلومات والأخبار وإيصالها إلى الناس. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الإعلام وسيلة لتوعية الجمهور وزيادة معرفتهم وثقافتهم، حيث يسهم في توفير مصادر متعددة من المعلومات والأفكار والمفاهيم.
إن لمؤسسات النشر والبث لها من الأدوات ما يمكنها من المساهمة في تقديم المعلومات والأخبار للمجتمع أولا بأول بهدف التأثير والقدرة على الوصول، كما أنها تلعب دورًا مهمًا في تثقيف الناس ونشر الوعي بمختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. كما أن الإعلام يساعد على التواصل والتفاعل بين المواطنين والحكومة ويساهم في بناء الثقة بينهما.
ومن خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة، باتت وسائل الإعلام تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تقديم المحتوى الإعلامي والأخبار بطريقة أسرع وأكثر دقة، حيث يمكنها جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها للجمهور بشكل مثالي.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للإعلام أن يساعد في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع وإشراكه في سبل التحول للأفضل، من خلال تسليط الضوء على المشكلات والتحديات وتوجيه الجهود نحو حلها في قطاعات الاقتصاد والسياسة وحوار الاديان، إذ يبدو ذلك جليا لما يحدثه الاتصال الإعلامي من تنشيط لحراك الرأي العام وتفاعل المجتمع بجميع طبقاته. حيث يمكنه تشكيل وجهات النظر والآراء والقيم، والتأثير في سلوكيات الفرد والمجتمع والحكومة، والتشجيع على التغيير والمشاركة الفعالة في الممارسات الديمقراطية.
ولكن يجب مراعاة أن الإعلام قد يتأثر بالتحيز والمصالح الشخصية، وقد ينشر الأخبار بطريقة غير دقيقة وغير موضوعية، خاصة إذا تعارضت الموضوعات مع التوجه الإداري والسياسي للمؤسسة الاعلامية، مما يؤدي إلى تشويش الرأي العام وتعكير جو الاستقرار فيه، وهنا يبرز دور مهنية الإعلاميين انفسهم، والالتزام بمعايير العمل التي تتوخى المصداقية وأخلاقيات المهنة، وبالتالي، فإن الإعلام يعد أداة بناء مجتمع متحضر ومسؤول، لذلك يجب أن يتم إدارته بشكل مهني ودقيق ومعتدل، وتوفير نوعية جيدة من المحتوى الإعلامي الذي يلبي احتياجات ورغبات الجمهور.
(جانيت كراسنبرج، 2000: 15)
ويشكل الإعلام الحديث أحد المحركات الرئيسية إحداث التطور داخل المجتمعات، حيث يعمل على نشر الأفكار والأخبار بشكل أسرع وأوسع من أي وقت مضى. كما يمثل تعدد الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية من أبرز هذه التحولات التي أثرت على حراك المجتمع وتنشيط النخب فيه وكل ذلك يسهم في تعزيز ثقافة منفتحه بين النخب الفاعلة داخل المجتمع أو خارج الحدود الإقليمية للبلد.
فمن خلال الإنترنت، تمكن الأفراد من التواصل والتفاعل مع المحتوى الإعلامي بشكل أكبر، مما أدى إلى تعزيز الوعي بالأحداث المحلية والعالمية وتعزيز الجهود المجتمعية. وعلاوة على ذلك، فإن التحولات الإعلامية الحديثة أسهمت في ترشيد تكاليف الإعلام وزيادة قدرته على الوصول إلى جماهير أكبر وأوسع.
يوضح كالفين و كارني الدور الذي يمثله الاعلام في صياغة ثقافة المجتمع بإعتباره (مصدر أساسي للمعرفة والتوعية في المجتمعات الحديثة).
(2000: 23)، (2013: 45).
وتعزز الباحثة الاستشرافية سميث وتشارلز (2018:11) ذلك بأن "الإعلام الاجتماعي أدى إلى تعزيز الثقافة وتحسين قدرة الناس على التواصل، كما أنه يتيح الفرصة لتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية والتعرف على ثقافات وتقاليد مختلفة". وبذلك فإن الاعلام بميزاته الاتصالية وبما تملك المؤسسات من وسائل حديثة في الوصول للجمهور فإنها تحقق التفاعل وتنشط تبادل الثقافات وتلاقحها بين المجتمعات على تنوعها.
وفي ضوء ما ذكر، فإن طبيعة ذلك التأثير يحتاج توضع التحولات الإعلامية الحديثة موضع التقييم والدراسة الدقيقة لآثارها على الجوانب المجتمعية والثقافية والاقتصادية. ويتعين القائم بالاتصال تحقيق التوازن بين حرية التعبير وحماية الخصوصية والأمان الفردي، والعمل على تحسين جودة المحتوى الإعلامي وتعزيز الوعي الرقمي للأفراد.
بالنسبة للنخب، فإن التحولات الإعلامية الحديثة مفيدة جدًا في تحسين التواصل بينهم وبين الجمهور ومشاركة الأفكار والتجارب والمعرفة بشكل أسرع وأكثر فاعلية. كما أن توفر المعلومات الجديدة والإمكانيات التقنية المتقدمة تساعد النخب في تحسين أدائهم وإحداث التغييرات الإيجابية في المجتمع.
وفي ظل التحولات التكنولوجية والاتصال الرقمي والتغيرات السياسية التي شهدها العالم فإن للاعلام اهميته ودوره في المجتمع ويمكن إيضاح ذلك بالنقاط التالية:
1. تمكين المواطنين من الحصول على المعلومات الصحيحة والدقيقة حول الأحداث والمستجدات في العالم.
2. تشكيل الرأي العام وتوجيه التفكير بمختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
3. التشجيع على حرية الرأي والتعبير، وتسليط الضوء على القضايا الحقوقية والإنسانية.
4. المساعدة في تعزيز الديمقراطية والمشاركة المدنية، والمساهمة في بناء الدولة المدنية.
5. الإسهام في التنمية الاقتصادية والحضارية عن طريق توجيه الاستثمارات وتسويق المنتجات.
6. تعزيز العلاقات الدولية والتبادل الثقافي بين المجتمعات والدول.
7. توفير الأدوات والمنصات اللازمة للتواصل والتفاعل بين المواطنين والمؤسسات والهيئات الحكومية.
8. حماية حرية الصحافة والإعلام، ودعم الصحافيين والإعلاميين في ممارسة عملهم بحرية واستقلالية.
9. التعامل مع الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة، وتقديم المواطنين بيانات صحيحة ودقيقة.
10. تقديم الدعم اللازم للتطور التكنولوجي والابتكار في مجال الإعلام، وترسيخ ثقافة الابتكار والإبداع في المجتمع.
فيسبوك: مدونة التبادل الثقافي
###إنتهى ###
اسعد كاظم، مقال اسعد كاظم، مقالات اعلامية، مقال اسعد الربيعي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
#مقالات_اسعد_الربيعي
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة