مدونة د. غازي الحيدري


هل تريدها ؟.تعال معي ! د.غازي الحيدري

د.غازي الحيدري | Dr.Ghazi haidri


6/30/2021 القراءات: 4890  



أنا وأنت ، هو وهي ، من ذهبوا ومن هم على قيد الحياة ، الجميع يبحث عنها ، لم يحظَ بها أحد من أولئك على الدوام .
صحيحٌ بأن أحدهم حاول الإمساك بها ثم التشبث بها لتبقى على الدوام لكنها سرعان ما تفلت منه ، يعاود المحاولة مرات ومرات فيحظى بها برهة من الزمن ثم يضيعها ، وأنت كذلك
نعم أنت ، لكنك بعد أن تظفر بها تُفلِتُ منك وما زلت حتى هذه اللحظة تركض وراءها .

قد أكون بالغتُ وعتّمتُ , بل لعبتُ بأعصابك وأنت تهرول بعينيك وراء هذه الأحرف لترى من هي ؟!
أقول لك وبكل برود إنها السعادة ، نعم .. الاطمئنان الدائم ، الحب الدائم والبشاشة المستمرة طوال اليوم وكل يوم .

أتدري ما الذي قرأتُه في ملامحك الآن ؟
قرأتُ موافقتك لي بالرأي ، بل مشاطرتك لي فيما أقول .
ولذا تعال معي ـ وإن أطلتُ عليك ـ كي نفتّش سوياً عن حل يجعلنا نحسُّ إحساساً دائماً بالسعادة والنشوة .
قد تقول من أين وكيف ؟
أقول وأنا واثقٌ مما أقول : إن السعادة تأتي من الداخل ومن خلال بناء وتوثيق العلاقة مع جهات ثلاث .
عجيب !
وما العلاقات التي تقصد؟ ومنذ متى والعلاقات تخلق السعادة ؟
تمهّل يا صديقي ..
فالكون كله قائم على العلاقات ، وعليك فقط التركيز على علاقات ثلاث .
الا وهي علاقة مع رب الأرض والسماوات فهو مصدرُ الإسعاد على الإطلاق ، ومن ثم علاقتك مع نفسك فهي مكمن السر في الصلاح أو الفساد ، وأخيراً علاقتك مع من حولك فبهم يكتمل السعد ويزداد .
أرأيت ؟
قد تقول وكيف يكون ذلك ، أقول سأكتفي هنا بإشارات بسيطة للانطلاق.
فبداية قم بتفقد علاقتك مع خالقك ، متحسساً منسوب الايمان لديك ومستوى الطاعة التي تؤديها صباح مساء ، واضعاً بعين الاعتبار مدى الإخلاص فيها ودرجته ، إذ على قدر إخلاصك تكون الثمرة .
ثم قف مع نفسك وقفات لتفقد نقاط قوتك وضعفك وتحديد مستوى إنجازاتك لترمّم مانقص منها وتستلذ بما تم ومالم يتم ، مستحضراً بأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك وأن الأمور تجري بالمقادير .
واما علاقتك مع من حولك فهي بحاجة الى إطالة نظر ، فالمقربون مثلاً ، بحاجة الى قربى وصلة ، ومن هم دونهم بحاجة الى اتصال وتواصل ، فالتفقد بحد ذاته ولو بأسهل وسائله وبأدنى مستوياته ،فإنهُ يشعر الآخر بأهميته ، ويخلق إسعاداً لديه وبالتالي ينعكس ذلك عليك حتماً ..
ومن هنا أستطيع القول: أنه مادام أحدنا مُركّزاَ على بناء تلك العلاقات الثلاث ، مستحضرا حديث نبينا الكريم *(اتقِ الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها ، وخالق الناس بخلق حسن)* فليبشر برؤية أجنحة السعادة ترفرف أمام عينيه لتستقر معه أينما كان .
جرّب ذلك .. وسترى !


السعادة . الطمأنينة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


مايعجبني في منشوراتك طرحك الرائع وانتقاءك للكلمات وتنسيقك للعبارات فتاخذني للبعيد وللتفكر فعلا نحن بحاجة ماسة لتلك العلاقات لنحقق السعادة ونرضى بماقسمه الله لنا ونسعى للملمة شتات انفسنا وان نضع النقاط على الحروف لنستطيع إنجاز مانصبو إليه في هذه الحياة