المكتبة العامة ودورها في تشجيع عادة القراءة
سعدالله نوري بيرداود | Saadllah Noori Pirdawood
7/7/2020 القراءات: 5398
المتخصصون في المكتبات والمعلومات ، يتفقون على أن المكتبة العامة سميّت بهذا الاسم ؛ لأنها: تقدم خدماتها لفئات المجتمع كافة ، الكبير منهم والصغير، المتعلم وغير المتعلم ، الرجل والمرأة...إلخ ، كما إنها تحتوي مختلف المعارف والعلوم، وهذا الأمر - بطبيعة الحال- يعطيها الأولوية ؛ لأن تتفاعل مع محيطها بشكل استثنائي، وتقوم بدورها التنويري فيما يخدم الأهداف الكبيرة المعولّة عليها. إن المكتبة العامّة تهدف بشكل أساسي إلى إتاحة فرصه الثقافة المستمرة لأفراد المجتمع في بيئة تتمتع بالحرية ودون مقابل. ولذلك تعتبر المكتبة العامّة مركزا للحياة الفكرية والثقافية في المجتمع المحيط والمحليّ من خلال توفير ما هو ملائم من مصادر المعلومات المختلفة من أجل التنمية الثقافية للمواطنين والمساهمة في تطويرهم علميا ومهنيا واستغلال أوقات الفراغ في الأنشطة والمجالات النافعة. لقد أصبحت المكتبة العامّة اليوم مؤسسة ثقافية وتثقيفية يحفظ فيها التراث الثقافي الإنساني الحضاري وتعمل على تربية جيل مثقف واع وهي من المؤسسات المهمة التي تتولى المساهمة في تربية وتعليم وتثقيف الشباب والأطفال وهي من اجل تشجيع القراءة وبث الثقافة في المجتمع ، إن تشجيع عادة القراءة يرتبط ارتباطا وثيقا بتوفير الأداة وهو الكتاب، وأن دور دور المكتبة العامةّ في توفير الكتب ومصادر المعرفة ووضعه بين أيدي القارئين لهو أمر في غاية الأهمية، ولا يقل أهمية عنه الترويج لهذا الكتاب أو ذاك من خلال عدد من البرامج والفعاليات المتعلقة والمتنوعة مما يلقي بظلال إضافية على طبيعة دور المكتبة العامّة وعلو شأنها في مجتمع الثقافة والفكر.. وعليه فإن تعريف المكتبة العامّة بأنها أداة من أدوات المجتمع الحديث وأقلّها من حيث الكلفة وأثبتها من حيث الفائدة لهو تعريف صادق وصحيح. وهذا الأمر - بطبيعة الحال - يعطيها الأولوية؛ لأن تتفاعل مع محيطها بشكل استثنائي،وتقوم بدورها التنويري فيما يخدم الأهداف الكبيرة المعولّة عليها. ونضع بين أيديكم عددا من المقترحات من واقع تجربتنا في المكتبة هنا عملنا على تطبيق وبعضها ونسعى لتطبيق الأخريات مما يمكن أن تنجزها المكتبات العامة للمساهمة في تنمية عادة القراءة ، وهي الآتي:
1.أن تخرج المكتبات إلى الناس، لا أن ننتظر قدومهم! بمعنى أن تقام ندوات، ومحاضرات، وأمسيات قصصية، وشعرية، وتعمل على إقامة قراءات في كتب، ويمكن أن يتمثل هذا الخروج أيضاً عن طريق تنظيم معرض الكتاب داخل المكتبة، أو مهرجان القراءة للجميع؛ لجذب القرّاء والرواد. كذلك التواصل مع الجمهور من الجهات والأفراد للترويج للمكتبة والإستفادة من مقتنياتها وبرامجها، والاطلاع على خدماتها وجديدها، مستخدمين في ذلك الوسائل التقنية الحديثة كالبريد الإلكتروني والرسائل القصيرة.
2. توفيرالمصادرالورقية المتجددة دوماً، خاصة الصحف اليومية، والمجلات المتخصصة، فليس متوقعاً إن يقبل الرواد على زيارة المكتبة العامة إن كانت مصادرها عتيقة.
3. توفير مكتبة خاصة بالوسائط الإلكترونية المتعددة من اسطوانات محوسبة ووسائل سمعية وبصرية وتقديم خدمات الإنترنت كداعم ومتكامل مع الكتاب والمطبوع وتأسيس موقع إلكتروني للمكتبة العامة، تعرض فيه مصادرها، وأخبارها، وأنشطتها، وفعالياتها، لتسهيل عملية التواصل بينها وبين الجمهور المستهدف وبداهة أن توفير شبكة الإنترنت في المكتبات العامة غدت حاجة ملحة.
4. تخصيص ركن في المكتبة العامة، لمؤلفي المنطقة التي تتواجد فيها المكتبة ، مع وضع السيرة الذاتية لمؤلفيها، احتفاءً بهم. تخصيص أوقات معينة لاستضافة الأدباء والمؤلفين؛ ليلتقي بهم القرّاء في حوارات مباشرة، للاستفادة من تجاربهم: القرائية والكتابية.
5. تنظيم واستقبال الرحلات المدرسية المنتظمة للمكتبات العامة لتعزيز التفاعل المثمر بين طلاب المدارس والمكتبات العامة، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني ومديريات التربية والتعليم، وبالإمكان تخصيص محاضرات تستهدف شريحة الطلاب لتشجيعهم على القراءة.
6. تنظيم الدورات المتخصصة داخل المكتبة العامة، في مختلف احتياجات الرواد، مثل: دورة في كيفية استخدام الحاسوب، دورة في أساسيات الكتابة، دورة في فن القراءة، دورة في العلاقات الاجتماعية...إلخ.
7.تشجيع الميسورين من أبناء المجتمع على المساهمة في تنمية مصادر المكتبة الورقية والتقنية، مع الاحتفاء بهم والتنويه بجهودهم، عبر الوسائل الإعلامية المتاحة للمكتبة.
8.تخصيص جوائز شهرية لرواد المكتبة المتميزين «القرّاء منهم والباحثين».. ثلاث جوائز أو أكثر مع إبراز أسماء الفائزين وصورهم في مدخل المكتبة.
9.حث الباحثين والمؤلفين على كتابة أبحاث تخدم أهداف المكتبة العامة وتبني نشرها، وتقديم مكافآت معنوية ومادية لهم ، وتنظيم مسابقات ثقافية وقرائية، وتنظيم مسابقة أفضل عرض لكتاب متوفر في المكتبة العامة، وهذه خطوة عملية لتنمية القراءة أولاً، ولصقل القلم ثانياً.
10.التواصل المثمرمع وسائل الإعـلام «صحـف، مجـلات ، انترنت ، إذاعـات ، فضائيات، معارض»لكي يأخذ الكتاب مكانه الطبيعي المرموق في وسائل إعلامنا المختلفة ، فإن تواصلنا –كأمناء المكتبات - بإيجابية وإلحاح مع القائمين على هـذه الوسائل ، فبالإمكـان أن نعـمل على تحـقيق تكـامل بنّاء بينها، فيمـا يخـدم الحـراك الثقافي.
11.الاهتمام بقسم الأطفال في المكتبات العامة وإعطاؤه أولوية خاصة، من خلال تفعيل مجموعة من الأنشطة والبرامج الموجهة للأطفال، كبرنامج قراءة القصة، أو مشاهدة برنامج علمي أو تثقيفي، أو البحث في المصادر للحصول على اجابة محددة خصوصاً في العطل الصيفية، ليألف الطفل الحضور إلى المكتبة العامة في سن مبكرة من حياته ؛ وليتطبع بهذه العادة عندما يشب.
12.تلبية احتياجات الروّاد القرائية، بدراسة ميولهم واهتماماتهم، فالهدف من المكتبة العامة خدمة القارئ، وتقديم ما يعينه في تنمية حصيلته المعرفية.
المكتبة العامة - القراءة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة