مدونة د.عمر أحمد أحمد مقبل مرعي


✒️"وقفة تساؤل وتأمل وتنويه"✒️

د.عمر أحمد أحمد مقبل مرعي | DR OMAR AHMED AHMED MOQBEL MAREAI


8/19/2020 القراءات: 3180  


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على حبيبنا محمد وآله:. فبالأمس القريب كنا نستقبل هذا العام، وها نحن اليوم وبهذه السرعة نودعه، وفي هذا ما يدل لأولي الألباب على سرعة انقضاء الأعمار، وسرعة فناء هذه الدار، كما قال العزيز القهار: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ) [آل عمران:190]. فاعلموا رحمكم الله أن الدنيا أيام وليال وساعات محدودة، وأنفاس لكل منا قد كُتبت معدودة، وآجال في اللوح والكتاب مضروبة، وأعمال قد أحصيت وهي محسوبة، مهما رأينا الزخارف مصورة ومحبوبة، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا) [فاطر:5]، (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) [غافر:39].
ولابد أن نقف وقفة محاسبة : والأصل فيها قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18].39]. واعلموا رحمني الله وإياكم أن المحاسبة تعطي صاحبها القدرة على أن يملك زمام نفسه وخف حسابه عند الله، ومن ترك نفسه على ما تهواه فسيتفاجئ بما فعل من غدرات وخطيئات اقترفها، وكثرة زلاته، وهول ما يرى من سوء الأفعال أن يجد لذلك جوابا، فثقل حسابه، وساء مآله ومآبه، فاللهم إنا نسألك حساباً يسيراً
. وكذلك نقف مع أنفستا وقفة توبة واستغفار. اعلموا أيها الأحبة أن من ثوابت ديننا ورجاء حسن الخاتمة هي من أصول الشرع الحنيف، واستحباب الاستغفار وكثرة ذكر الله دائما وأبداً وبعد الطاعات والقربات ورد الحث على ذلك كما في قال تعالى: (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ) [البقرة:198] فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ) [البقرة:200]. (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ) [النساء:103]. (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ) [البقرة:185]. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عقب الصلاة: "أستغفر الله (ثلاثاً) اللهم أنت السلام..."
احذروا أعداءكم
إننا نأمل ونحن نودع هذا العام أن تعمل الأمة على توديع أوضاعها المأسوية، ومعالجة جراحاتها المتعددة في جسدها المثخن بالجراحات والآلام.
إن اهم ما يجب على أبناء الأمة وقادتها وولاة أمورها أن يكون لديهم الوعي الكامل والإدراك الشامل بمخاطر أعدائها ومخططاتهم التي يضعونها أمام حكامنا وشعوبنا وكأنها منافذ ومخارج إلى بر الأمان المزعوم وهي في الحقيقة سم زعاف وأبواب مظلمة ، لأن قلوبهم تغلي وأفكارهم الخبيثة لا تتوقف على المسلمين حقداً وكراهية، وكم يعضون أناملهم علينا غيظاً، يريدون بذلك قطع دابر ديننا وحضارتنا كي تخور القوى ويُتبع الهوى وتعم البلوى (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ) [النساء:89]. يريدون لبلاد المسلمين ألا يعز إسلامها، ولا يقوى يقين أهلها، ولا يكون تمكين لهم ولو في بلدانهم ، إنهم يصرون على تمزيق أهل الإسلام ويسعون في شرذمتهم حتى يصبحون وبلدانهم قطعاناً في بقاع الأرض ممزقين، لا مرعى يجود ولا راع يزود، ولا دولة تؤوي يتيماً أو شريد، يعاملونهم معاملة الأرقاء، فلا ينالون حقوقهم إلا بطريق التوسل والاستجداء، وقد علموا أن من حاله هكذا فأنه يسأل ولا يفاوض، ويقبل ولا يعارض.
إن على المسلمين قادة ومقودين، ورؤساء ومرؤوسين، أن يعلموا أن معركتهم مع أعدائهم هي معركة دين وعقيدة، ومعركة قيم وأخلاق ومبادئ، مهما حاول الكفار أن يبطنوا حقدهم ويظهروا لنا ودهم وحبهم. ولنقرأ التاريخ فإن فيه عبرة لكل معتبر .أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم : "إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين" .


المحاسبه والإعداد والتفكير المتقد


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع