اقتصاد المعرفة في القرن الحادي والعشرين
حسن محمد عبدالله البيتي | Hassan Mohammed Abdullah Albaiti
4/14/2022 القراءات: 3648
لقد كنا نفهم منذ عهد الثورة الصناعية أن الموظف في القطاع الحكومي يستثمر في وقته ليجني الراتب، والموظف في القطاع الخاص يستثمر جهده ليجني الراتب ذاته، لكن العامل الحر يستثمر مهاراته ليجني معرفة ومال أكثر.
وتحت بند "اقتصاد المعرفة" ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، وقد عرفه البنك الدولي بأنه الاقتصاد القائم على اكتساب المعرفة، وتوليدها ونشرها، واستثمارها بفاعلية؛ لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متسارعة.
نجد في التعريف كلمة "نشرها" و"متسارعة" وهي صفتان متلازمتان للعولمة، وحتى أن الباحث غال بيرث يرى أن العولمة تعد من خصائص اقتصاد المعرفة (عليان، 2008، ص358).
لقد حددت العولمة مفاهيم كثيرة للتنمية من خلال اقتصاد المعرفة، إذ جعلت هذا النوع من الاقتصاد عابر للحدود، لا يرى أن المال هو المجال الوحيد للاستثمار، ومن خلال هذا النوع نشأت لدينا الجامعات الافتراضية القائمة على التعلم الإلكتروني كجامعة People التي تقوم على مجال اقتصاد المعرفة.
كذلك فإن من مظاهر اقتصاد المعرفة التعلم الحر، والتحرر من الدراماتيكية في عملية التعليم التي نراها حالياً، فمثال على ذلك، نجد أن شهادة الثانوية لم تعد ملزمة لمن يتقدم على تأشيرة Green card الأمريكية، بل باتت شهادة الخبرة التي تعادل مدة الدراسة متاح التقديم بها، فهذا الأمر لم يأت من فراغ، وإنما وفق سياسة أمريكية ترى ان المعرفة هي الشيء التي يمتلكه المرء بعد تعلمه، ويستخدمه في حياته.
ولولا هذا الاقتصاد القائم على المعرفة، لما تطور نظام الإعلان الإلكتروني القائم على تحليل توجهات المعلنين، واستقطابهم بعد ما كان القائم بهذا الدور شركات العلاقات العامة.
إننا مقبلون على مجتمع معلوماتي رأس ماله هو المعرفة.
المصدر
عليان، ربحي. (2008). إدارة المعرفة. (الطبعة الأولى، ص358) عمان، الأردن: دار صفاء للنشر والتوزيع.
اقتصاد المعرفة القرن 21 العولمة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة