وجهة نظري حول فايروس كورونا-Covid -19 -
4/4/2020 القراءات: 3702
مما قد يكون لاحظه الكثيرون حول بداية انتشار فايروس كورونا هو اختلاف العلماء و مختصي علم الفايروسات في طريقة و مصدر الفايروس ،فحتى لو اشتركوا جميعا في كون مدينة ووهان الصينية هي منبع الفايروس و أن مكانا خُصص لبيع الحيوانات هو المصدر الأساسي له ، إلا أن علامات و أعراض الفايروس هي الأخرى في اختلاف ، ففي البدء قيل أن أهمها ارتفاع كبير في درجة الحمى و السعال الجاف و فشل في الجسم و حتى فشل كلوي ، ثم قيل من بعض العلماء أن الفايروس ينتقل في الهواء و يعيش على الأسطح النحاسية و الورقية لساعات بحسب المادة المتواجد بها ، و أن الوقاية هي أهم علاج للفايروس ، و قد أرشدت في ذلك منظمة الصحة العالمية طريقة تعقيم الأيدي و المنازل و ضرورة ترك مسافة بين الأشخاص لدرجة أن اتخذت حكومات الدول إجراءات وقائية أخرى أكثر صراحة منها غلق المساجد و الجامعات و تمديد تعلق العطل المدرسية إلى جانب الإجراء الأساسي و هو الحجر الصحي.
ما يمكنني قوله أن فايروس كورونا قد اّقلب بظهوره موازين العالم برمتها ، حيث أن الدول التي تدعي التكنولوجيا و القوة الاقتصادية هي اليوم في حيرة من أمرها في كيفية انتهاج سياسة للحد من انتشار الفايروس مثل أمريكا و ايطاليا و اسبانيا على عكس سويسرا و اليابان و السويد ، ما يعني في البدء أن كل دولة اتخذت لها منهجا مغايرا للحد من انتشار الفايروس ، و المؤشرات من منظمة الصحة العالمية تقول أن دول شمال إفريقيا هي الأكثر تضررا..ربما هذا راجع للأنظمة الصحية لهذه الدول ، لكن هذا لا يعطي المصداقية لرأي منظمة الصحة العالمية لأن دولا كبرى تعترف فشلها أمام انتشار الفايروس مثل بريطانيا على لسان رئيس الحكومة الذي دخل في حجر صحي بسبب الوباء ، ما يعني أن فايروس كورونا لم يُحدد بعد معلمه الحقيقية عالميا ، و هذا من حيث المصدر و من حيث حقيقة الطفرة الوراثية الموجودة في الفايروس ، و هو ما يمكن أن يطرح إشكالية أخرى و هي احتمال ظهور طفرات وراثية أخرى مما يمكن أن يوسع في بؤرة الانتشار .
هذا من جهة ، من جهة أخرى ، فيه دول لم تضع إستراتيجية صحيحة منذ بداية انتشار الفايروس مثل فرنسا و هو باعتراف أخصائيين في الصحة و محامين عن الأطباء ، ما يعني أن الاستراتيجيات نفسها تختلف و هو ما يُبقي على فايروس كورونا من أصعب الحروب البيولوجية التي شهدتها البشرية منذ قرون خلت ، و عليه ما يمكنني قوله أن الاكتفاء بالوقاية لا يكفي و الإجراءات الاحترازية لا تكفي و ما يجب فعله هو تقريب الخبراء و أخصائيو الفايروسات من صانعي القرار في الحكومات من أجل منع انتشار الفايروس بطريقة سريعة ، هذا من جهة و من جهة أخرى ، من أجل التأهب في حالة ما إذا كانت فيه فايروسات أخرى ستنتجها مختبرات لدول تسعى لأن تهيمن على العالم بقبضة بيولوجية و ليس قبضة سلاح .
فايروس كورونا-استراتيجية صحيحة- أخصائيي الصحة- الحجر الصحي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع