مدونة د سالم أحمد باوادي الحسني


الحجر الصحي نظام اسلامي بامتياز

د سالم أحمد باوادي الحسني | salem ahmed bawadi


6/8/2020 القراءات: 3529  


عن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت رسول الل صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه , وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه)) المطأ2/894. واخرجه البخاري ومسلم بطرق أخرى. وعن أبي هريرة : إن النبي عليه الصلاة والسلام قال : "لا يورد الممرض على المصح" أي لا يورد صاحب الأبل المريضة على الأبل الصحيح للشرب"
وهنا المنع واضح مخافة حدوث الإعداء , وحمل أهل العلم أحاديث : لا عدوى, ولا طيرة ..الخ, وحديث: "لا يُعدي سقيم صحيحا". وحديث : "فمن أعدى الأول؟" على أنه لا يوجد تعارض, حملوا النهي على أنه لكي لا يظن أن العدوى تحدث بدون أمر الله وقدره, قال محمد بن جرير الطبري : الصواب عندنا لا عدوى وأنه لا يصيب نفسا إلا ما كتب عليها من الله , ولا ينبغي لذي صحة الدنوا من الأجذم وذي العاهة التي يكرهها الناس لا أن ذلك حرام , ولكن حذارا من أن يظن الصحيح إذ نزل به الداء أن ذلك أصابه لدنوه منه, فيوجب ذلك الدخول فيما نهى عنه وأبطله من أمر الجاهلية في العدوى..أه. إذا النهي لحماية جانب التوحيد, وأمر النبي عليه الصلاة والسلام الفرار من الأجذم, وأكل مع الأجذم في قصعة واحدة, وكذلك فعل أبوبكر رضي الله عنه, وتقول عائشة كان لنا مولى أصابه ذلك , فكان يأكل في صحافي ويشرب من أقداحي وينام على فرشنا). انظر نخبة الأفكار لبدرالدين العيني (ج14 ص57).
وفي عام 1348م أكثر العوام فظاعة في انتشار الطاعون في أوربا, نشر الطبيب العربي ابن الخطيب (1313- 1374م) وكان وزير في غرناطة رسالة علمية عن العدوى وعن انتشارها بواسطة الاتصال بالمرض قال: فإن قيل كيف نسلم بدعوى العدوى وقد ورد الشرع بنفي ذلك. قلنا: لقد ثبت وجود العدوى بالتجربة والاستقراء والحس والمشاهدة والاخبار المتواردة هذه هي أمور البرهان ..الخ.
تقول المستشرقة الالمانية تيغريد: " اكتشاف العدوى من أعظم الفتوحات العلمية التي حققها الفكر العربي الخلاق الذي فاق فكر القدماء" (نظر شمس العرب 227ص). وبعد ثمانين عاما من ذلك اكتشفت أوربا أمر العدوى في عام 1382م عندما انتشار وباء الطاعون للمرة الثانية , بعد أن عاث في أروبا فسادا في المرة الأولى1345م, وقد نسبوا سبب المرض في فرنسة وسويسرا إلى اليهود وتم حرقهم, وحُرق الانجليز أيضا في ايطاليا على انهم هم السبب, بعد هذه الفظائع اكتشفت أوربا العدوى, فقد نشر تالين ذي فيناريو استاذ جامعة مونبيلية الايطالية الذي كان مرجعا للمعارف الاندلسية الاسلامية, كتابا يقول فيه: أن انتشار المرض عن طريق العدوى ونفى علاقة النجوم أو غيرها بذلك حيث كان يزعمون في أوربا. ثم استعانوا في هذه المرحلة بأطباء عرب ومسلمين قاموا بالإشراف على أعمال الاعتناء بالصحة في البندقية وغيرها من المدن الإيطالية.
أمة قبل ست قرون كانت لا تعرف الحجر الصحية ولا الطب الصحيح وتنتشر فيها الخرافة كيف صرنا اليوم عالة عليه؟؟ سؤل يحتاج جواب؟


ضمر الصفا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع