تراثنا و البحث عن الممكنات
هيبة بوربعين | wahiba bourabaine
6/5/2021 القراءات: 2485
يظل الأقدم في كل ما هو قديم يلاحقنا، ولا بد أن يدركنا؛ تفيد هذه الملاحقة مفهوما معينا عن التاريخ لا ينحل إلى مجرد حركة صيرورة تقدمية يتجاوز فيها اللاحق السابق، وإنما يغدو، على العكس من ذلك، حركة حاضر يمتد بعيدا نحو الماضي، ولا يكون تذكرا له فحسب، وإنما تنبؤا واستقبالا. إن التاريخ ليس تعاقبا لعصور، وإنما هو اقتراب للشيء ذاته. بيد أن هذا الاقتراب لا يعني إرجاع التاريخ إلى حاضر دائم، إنه، على العكس من ذلك ابتعاد عن الأصول. التاريخ حركة " تفلت من يديها لحظة البداية وتضيّعها". ذلك أن الحاضر لا يحضر. أما الماضي، فهو لا يحضر ولا يمضي. إن الحاضر دوما حاضر "مرجأ، وهو في تباعد دائم عن نفسه. إنه تائه ضال.
النتيجة الأولى التي تتمخض عن هذا المفهوم عن التاريخ هي أن التراث ليس مفهوما زمانيا، فهو لا يتطابق ونمط الزمان الماضي، وهو ليس "شيئا مضى، ليس موضوعا من موضوعات الوعي التاريخي". إنه لا يوجد وراءنا، وإنما " يجيء صوبنا لأننا معرضون إليه ولأنه قدرنا".
التراث، ذاكرة المجتمعات، الحاضر و الماضي.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع