تطوير المناهج الدراسية لسوق العمل المتغير
د. ياسر الحميداوي | dr. yasir al hameedawi
7/10/2021 القراءات: 2430
تسعى معظم الدول الى تطوير المناهج وتحديثها لتلبية متطلبات التطورات الحديثة, ويأتي تحديث أنظمة التعليم ومواكبة المتغيرات الداخلية والخارجية خطوة رائدة, وكما هو معروف فإن العملية التعليمية عملية متحركة ومتغيرة ومتطورة بحكم تطور الحياة والمجتمعات, ومن الملائم أن تساير المناهج التعليمية هذا التغير الحتمي وتواكبه لكي يكون التعليم محققا لطموحات الأمة ملبيا لآمالها وتطلعاتها في حياة أكثر رقيا وتطورا ونماء وازدهارا, وتحديث المناهج وتطويرها هو الأمثل لما لها من قوة وأهمية كبيرة في تحقيق الأهداف ومسايرة روح العصر وتحقيق الغايات والطموحات, ولاسيما في هذا العصر الذي يتسم بالعلم والتقنية والتطورات العلمية والاقتصادية والتربوية والتفجر المعرفي الهائل وثورة المعلومات والاتصالات.
وذكرت التوجهات العالمية الحديثة بأن هناك اختلاف كبير في تطوير المنهج عن بنائه في أن التطوير للمنهج يبدأ من منهج قائم بالفعل يراد تحسينه لتحقيق أفضل منتج في مخرجاته مع استشراف المستقبل وتفاعل مع الواقع المعاش, أما البناء فيبدأ من نقطة الصفر حيث لابد من تحديد فلسفة المجتمع وهويته, وماذا يريد من متعلميه, ويمكن القول إن تطوير المنهج يعني " عملية شاملة وديناميكية تهدف إلى تحسين المنهج بجميع عناصر والمؤثرات عليه تحسيناً قائماً على اسس علمية بهدف تحقيق أهداف محددة صيغت للارتقاء بالعملية التعليمية وبالمتعلم وبالمجتمع ككل بما يتفق مع قيمه الثابتة ".
وتوجد العديد من التحديات التي تواجه التعليم في عالمنا العربي, أهمها التشابه والنمطية في النظم وهياكل البرامج والمناهج الدراسية بين الكليات المتشابهة، ومعاناة معظم مؤسسات التعليم العالي وتعاني الكليات وبشكل كبير من تحديات عديدة بعضها امتداد لتحديات عانى منها التعليم قبل الأن وبسبب الظروف التي مرت على البلاد من حروب وعقوبات اقتصادية، ناهيك عن الدمار الشامل الذي تعرضت له البنى التحتية في العديد من الدول العربية, وأصبحت عائقاً أمام مسيرة تطور التعليم وتباطئ نموه, إذ تأخذ مشكلة الخريجين حيزا كبير من الاهتمام لدى مجتمعات العالم المتقدم, حيث يعد العمل على إيجاد حلول لها من أولويات تلك المجتمعات, لما لها من أهمية كبيرة, لذا؛ يحاول القادة التربويين أن يحددوا أهم الطرق والأساسيات المناسبة لعملية التطوير, ثم يتم التحليل وبشكل علمي لكل المؤشرات الرقمية حول حجم المشكلة وواقع التعليم العام والتعليم الجامعي وسوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، ومن ثم الوصول إلى حلول إبداعية سيتم تحويلها لاحقًا إلى برامج ومشاريع تكفل الحد من مشكلة البطالة في أوساط الخريجين وذلك برفع مستوى التمكن المهاري لدى الخريج ليشكل عنصرًا جاذبًا لسوق العمل المحلي والإقليمي.
للإطلاع أكثر على هذا الموضوع المهم يمكنك الحصول على الطبعة الأولى من كتاب تطوير المناهج الدراسية في عصر الرقمية (لسوق عمل متغير) للعام 2018, الناشر دار السحاب للنشر, وهي متاحة على محركات البحث جوجل.
د. ياسر خضير 11/ 7 / 2021
تطوير المناهج الدراسية - سوق العمل
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة