مدونة محمد حسين أحمد


حمض اللاكتيك : Lactic Acid

محمد حسين أحمد | Mohamed Hussein Ahmed


11/1/2020 القراءات: 4701  


حمض اللاكتيك : Lactic Acid
حمض اللاكتيك عبارة عن مُركب كيميائي يُرمز له بالرمز الكيميائي C3H6O3، يوجد في دم الإنسان في الظروف الإعتياديه بنسبة حوالي 14 ملجم كل 100سم3 من الدم، أي حوالي من (1–2) ملي مول لكـل لتر دم ولكن عند الأداء بالشدة القصوى أو الأقل من القصوى كما في مسابقات (1500,800,400م) ترتفع كمية حمض اللاكتيك حوالي (150–250ملجم) كل 100سم3 من الدم، ونتيجة لهذا الإرتفاع في كمية حمض اللاكتيك في العضلات والدم أثناء المنافسات أو التدريب فإن هناك تأثيرات سلبية تحدث في أجهزة وأعضاء الجسم تؤدي إلى ظهور علامات التعب وهذا يعني هبوط في قدرة الشخص على الإستمرار بنفس المستوى أو بالشكل الأمثل.

وزيادة نسبة حمض اللاكتيك في الدم يؤدي إلى زيادة حمضية الدم وبالتالي يؤدي إلى عدم إتحاد خيوط الأكتين مع خيوط الميوسين مما يؤثر على آلية الإنقباض العضلي، ويؤثر على نشاط بعض الإنزيمات الخاصة بالطاقة وعلى نقل الإشارات العصبية خلال النهايات العصبية إلى الليفة العضلية.

من وجهة نظر علم التدريب الرياضي فإن حمض اللاكتيك يتجمع في العضلات والدم عندما يُنفذ الشخص التدريب بالشدة القصوى أو أقل من القصوى أي من (85–100%) من الشدة القصوى للمسافة التدريبية وتكون مدة تنفيذ هذه المسافة أكثر من حوالي 10ثواني وأقل من ثلاث دقائق، وهذا يعني أن كل تدريب بهذه المواصفـات يتجمع حمض اللاكتيك في العضلات والدم, ويمثل هذا تدريب يُسمى التدريب لاأكسجيني بنظام حمض اللاكتيك، أي أن التدريب يتم تنفيذه بعدم وجود الأكسجين في أجهزة وأعضاء جسم الرياضي لإنتاج الطاقة.

أما من وجهة نظر علم فسيولوجيا التدريب الرياضي وكيمياء التدريب الرياضي فإن حمض اللاكتيك يتجمع في العضلات والدم أثناء المنافسات أو التدريبات التي تُنفذ بالشدة القصوى أو الأقل من القصوى نتيجة لتحلل مصدر الطاقـة الكربوهيدراتيـة (تحلل الجلوكـوز لا أكسجيني) أي أن الجلوكوز في هذه التدريبات يتحلل داخل الألياف العضلية دون توفر كمية كافية من الأكسجين وبمساعدة العديد من الإنزيمات اللاأكسجينية, وتتم هذه العمليات داخل الألياف العضلية وخلال أجزاء من الثانية وينتج في نهاية التحلل اللاأكسجيني للجلوكوز طاقة تقدر2 ATP جزيئتين من مُركب ثلاثي فوسفات الأدينوزين والذي يعتبر المصدر الأساسي والمباشر لإنتاج الطاقة لأي عمل عضلي، كما ينتج من هذا التحلل حمض اللاكتيك في العضلات ثم ينتقل بعد ذلك إلى الدم كما في المعادلة التالية :
جليكوجين جلوكوز حمض البيروفيك (عدم وجود أكسجين) حمض اللاكتيك + طاقة (ATP)

وأثناء الجهد البدني المستمر الشدة يكون الجلايكوجين هو المصدر الأساسي للطاقة فيتحلل إلى حمض البيروفيك ذو الجزيئات الكربونية الثلاث، وعندما تكون شدة الجهد عالية تكون هناك حاجة ماسة إلى (ATP) وأعلى من معدل توفر الأكسجين فإن حمض البيروفيك لزاماً أن يقبل أيون هيدروجين وبالتالي يتم اختزاله إلى حمض اللبنيك (Lactic Acid)، وهذه العملية هي ضرورية من أجل تجنب إيقاف عملية تحلل الجلوكوز, لذا فإن إنتاج حمض اللبنيك هو في الواقع الطريقة الوحيدة التي تضمن استمرار التحليل الجلايكوجيني والجلوكوزي، فالمحصلة هي إرتفاع تركيز حمض اللاكتيك في الدم نتيجة لزيادة إنتاجة بدرجة أكبر من معدل التخلص منه، الذي بدوره يؤدي إلى انخفاض الأس الهيدروجيني (PH) أي إرتفاع الحموضة، مما يؤدي إلى تثبيط انزيم فوسفوفركتو كينيز (PFK) وهو أحد الإنزيمات المهمة في عملية التحلل الجليكوزي وبالتالي تبطئ عملية التحلل الجليكوزي، وكذلك فإن أيون الهيدروجين من الممكن أن يؤدي إلى ازاحة الكالسيوم (Ca++) عن التربونين مؤدياً بذلك إلى تخلخل عملية الإنقباض العضلي، والوسط الكيميائي (pH) الطبيعي للخلية العضلية هو 7.1 ولكن تراكم أيونات الهيدروجين H+ يؤدي خفض الوسط الكيميائي حتي 6.5 مما يؤدي خلل في عمل العضلات والإنقباضات العضلية, وهذا يعمل على تحفيز النهايات العصبية وبالتالي الشعور بالألم, وهذا ما يسمى بالعتبة الفارقة اللاهوائية أو التراكم المتزايد للاكتات الدم (OBLA).


حمض اللاكتيك : Lactic Acid


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع