مدونة د. عبد الله التريسيّ


أين يُرسَمُ تنوين النَّصب؟

د. عبد الله التريسيّ | Dr. Abdullah Trrissy


10/8/2020 القراءات: 8200  


يشيعُ بين أكثرِ النَّاس رسمُ تنوين النَّصب على ألفٍ بعد الكلمة، ويسمّونها (ألف النَّصب)، أو (ألف تنوين النَّصب)، وهي التي في مثل (قرأتُ كتابا)، إذ يضعون التنوين عليها فيرسمون الكلمة هكذا (كتاباً).
والصَّوابُ أنَّ التَّنوين يُرسَمُ على الحرف المنوّن، لا على الألف؛ حَملًا على رسمِ ضمَّةِ تنوينِ الرَّفعِ وكسرةِ تنوينِ الجرِّ فوقَ الحرفِ وتحته، فلا واوَ تُزادُ بعد تنوين الرَّفع، ولا ياءَ بعدَ تنوين الجرّ.
فأنت تقول: (كتابٌ) و(كتابٍ)، فقِسْ عليها وقل: (كتابً)، وارسُمِ الكلمة من دون ألف، تجدْ نفسَكَ غيرَ محتاجٍ إلى الألف؛ لأنّك ستلفظُها -كما تكتبُها عروضيًّا- هكذا: (كتابَنْ)، ولا ألفَ هنا.
نستدلُّ من هذا على أنَّ التَّنوين يُرسَمُ على الحرفِ الَّذي يقعُ عليه التَّنوين، لا على الألف المَزيدة.
فيسأل سائل: وما هذه الألف إذًا إن لم تكن لرسم التنوين عليها؟
فأقول: هي مَزيدةٌ لإطلاقِ الفتحةِ عند الوقفِ، فأنتَ تقفُ على (كتابًا) إذا كانت منصوبةً فتقول: (كِتابَا)، بفتحةٍ واحدةٍ ممدودة. هذه غايةُ الألف، ولا صِلَةَ لها بالتَّنوين، وما هي إلا لظاهرةٍ صوتيّةٍ عند العربِ تقضي بمدّ الفتحةِ عند الوقف، دون الضّمّة والكسرة.
وعندي لكَ أيّها القارئ الكريم دليلٌ آخر، هو أنَّ هذه الألف لا تُزادُ في كلِّ الكلمات، فأنتَ لا تجدُها في مثلِ (خطأ) و(عصى) و(بناء) و(طالبة)، ولو كانت ليُرسَمَ التَّنوينُ عليها لوجبَ أن توضَعَ في كلِّ هذه الكلماتِ ونظائرِها.
نخلُصُ من هذا إلى أنَّ تنوينَ النَّصبِ كتنوين الرَّفعِ والجرّ، يُرسُم على الحرف الَّذي يقع عليه، لا على الألف المَزيدةِ للإطلاقِ عند الوقف. ويستوي في هذا ما ينتهي من الكلماتٍ بألفٍ مَزيدةٍ للإطلاق، وغيرُه.


تنوين النَّصب


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


عفو بدأتم بقولكم يشيعُ بين أكثرِ النَّاس رسمُ تنوين النَّصب على ألفٍ وهذا عكس الواقع فأغلب المطابع مصرية وعند التدقيق اللغوي يضعون التنوين على الحرف قبل الألف ثم قولكم يشيع يوحي بأنه خطأ لغوي بينما حقيقة الأمر أنه خلاف بين أهل اللغة فالمشارقة يكتبون التنوين قبل الألف واختيار المغاربة كتابته على الألف لأنه زيد من أجلها ولكل أدلته والتي لم يحسم فيها حتى الآن وبما أن الخروج من الخلاف مستحب فأنا شخصيا لا أمتب التنوين وأقبله كيفما وجدته.