في مفهوم المواطنة .. هل هي مجرد انتماء عاطفي للوطن؟
عبد المجيد رمضان | Abdelmadjid RAMDANE
8/27/2022 القراءات: 1880
يأخذ موضوع المواطنة أهمية كبيرة نظرا لتفاقم تهديدات الوحدة المجتمعية في الوقت الراهن خصوصا في عدد من الدول العربية. ونتيجة ما تطرحه العولمة من إشكالات وتراكمات متسارعة من المتغيرات الإقليمية والعالمية على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والإنسانية والبيئية، يتطلع المواطن إلى اكتساب صفة المواطن فكرا وممارسة في إطار تفاعله مع وطنه، حيث لم تعد المواطنة مجرد ولاء عاطفي وانتماء للوطن فحسب، بل صارت كذلك انتظاما عاما له محدداته وأبعاده في مختلف المجالات.
• تعريف المواطنة:
المواطنة في كل ذلك، هي ولاء لمجتمع وطني، وللدولة الحماية والرعاية. وعليه فإن الشعب ليس مجموع أفراد، بقدر ما هو جماعة وطنية من مواطنين متساوين في حقوقهم وواجباتهم أمام القانون الذي يجب أن يسود. والمواطنة هي الإطار الضامن لحقوق المواطن:
- الحقوق المدنية (المساواة أمام القانون، وحرية الرأي والتفكير والاعتقاد، وحرية الفرد، وحق الملكية الخاصة ..).
- الحقوق السياسية (المشاركة في الانتخابات العامة، والانتساب إلى الأحزاب السياسية، وحق الاجتماع ..).
- الحقوق الاقتصادية (حق المواطن ومجموع المواطنين في التنمية الاقتصادية والرفاه الاقتصادي، وتأمين فرص العمل، والحق في الحصول على نصيب عادل من الثروة الوطنية، وحماية البيئة الطبيعية وكافة الموارد والثروات من الاستنزاف والتلوث ..).
- الحقوق الاجتماعية (المساواة بين الجنسين ورفض أشكال التمييز، حق الرفاه الاجتماعي، تأمين فرص التعلم، والحق في الرعاية الصحية، وتوفير حاجات الفرد والاسرة، والمشاركة في الحياة الثقافية،..).
ويمكن إجمالا تعريف المواطنة بأنها عضوية كاملة تنشأ من علاقة بين فرد ودولة، كما يحددها قانون تلك الدولة، وبما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات كدفع الضرائب والمشاركة في حماية وصون البيئة والثروات والموارد الطبيعية والمحافظة على المرافق العمومية، وبما تمنحه من حقوق كحق التصويت، وحق تولي المناصب العامة في الدولة.
• مقومات المواطنة:
من خلال ما تقدم، يتبين أن المواطنة ليست وضعية جاهزة يمكن تجليها بصورة آلية عندما تتحقق الرغبة في ذلك، وإنما هي سيرورة تاريخية، ودينامية مستمرة، وسلوك يكتسب عندما تتهيأ له الظروف الملائمة، وهي ممارسة في إطار مؤسسات وآليات تضمن ترجمة مفهوم المواطنة على أرض الواقع.
وإذا كان من الطبيعي أن تختلف نسبيا هذه المتطلبات من دولة إلى أخرى، ومن زمن إلى آخر بسبب اختلاف الثقافات والحضارات، والعقائد والقيم، ومستوى النضج السياسي، فإنه لا بد من توفر مجموعة من المقومات الأساسية المشتركة، ووجود حد أدنى من الشروط التي يتجلى من خلالها مفهوم المواطنة في الحياة اليومية للمواطنين، وفي علاقاتهم بغيرهم، وبمحيطهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
ومن أهم المقومات والشروط التي بها تتحقق المواطنة بجميع أبعادها:
- المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات.
- المشاركة الفعلية لهؤلاء المواطنين في الحياة العامة، في إطار الديمقراطية التي يكون فيها الشعب هو صاحب السيادة ومصدرا لجميع السلطات، مع ضمان المشاركة في تدبير الشأن العام.
- الولاء للوطن، حيث أن الرابطة التي تجمع المواطن بوطنه تسمو على العلاقات القبلية والعشائرية والحزبية، ولا خضوع فيها إلا لسيادة القانون.
المواطنة، الانتماء، الوطن، فكر وممارسة وتفاعل
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف