الكهوف هي الملاجيء والملاذات الأولى للإنسان الأول ، وقد عثر على كثير من الأدلة الأثرية التي تدل على استيطان الإنسان للكهـوف كالرسـوم الصخـرية ، وبقايا الأدوات الحجرية .
كانت الكهوف بالنسبة للانسان الاول بمثابة الكتاب مفتوح الصفحات ، اذ قام بتسجيل حياته على جدرانها بطريقة مرسومة غير مكتوبة ، وربما كان فى فن التصوير فى البداية سحريا وشعائريا ثم تطور بعد ذلك واصبح وسيلة من وسائل نقل الافكار والمعلومات
ولقد اعتبرت الفنون البدائية جزء من الميراث الانسانى اذ كانت تتسم بنظام قوى يخضع لمعايير اتسمت بالصبغة المقدسة وكان لكل مجتمع من المجتمعات البدائية فنونة المميزة له وبالتالى هويته الخاصة به .
كانت الكهوف تشكل الجو النفسي الملائم للعبادة والممارسات السحرية ، والتى وضحت من خلال الرسوم والنقوش الصخرية التى خلفها الانسان الأول .
كان الدارسون لهذا الفن القديم قد إعتبروه فى بداية الأمر مجرد رسم زخرفي غير معبر عن معان تركيبية إيحائية أوتعبيرية ... لكن بعدما توالت الإكتشافات لهذه الأعمال الفنية بالكهوف والصخور إختلفت النظرة الفنية لهذا الفن القديم .
ولقد أصبحت دراسة فن الكهوف علما موجودا ومثارا ، لاسيما بعد توالى الإكتشافات لهذا الفن في مواقع وكهوف عدة ، ولست بصدد الحديث عن فن الكهوف تفصيلاَ ، وانما احاول القاء الضوء على أهمية الكهف ودورة الدينى والدنيوى فى حياة أناس ما قبل التاريخ .
وقد قصدت هنا القاء الضؤ على الكهوف وأهميتها باعتبارها مرحلة أولى فى حياة الانسان الذى جعل من الكهف حياه بكل ما تعنيه الكلمه .. فقد عاش فيه حياته ومارس فيه طقوسه وعباداته ثم دفن فيه و ثبت ذلك من خلال العديد من الكهوف .
د/ زينب عبد التواب رياض | Dr/ Zainab Abd El-twab Riyad | 9160