العدد التاسع مقالات
التحول الرقمي وعلاقته بمكاتب ادارة المشاريع / مقالات
2/18/2021
د. م صادق جعفر الطرفي
التحول التكنولوجي أو ما يسمى حديثاً التحول الرقمي Digital Transformation هو اعتماد التكنولوجيا الرقمية لتحويل الخدمات أو الأعمال التجارية، من خلال الانتقال من العمليات غير الرقمية أو اليدوية إلى العمليات الرقمية أو من التكنولوجيا الرقمية القديمة إلى أحدث التقنيات الرقمية، وهو من أهم التحديات التي تواجه المؤسسات ومشاريعها المستقبلية، حيث ستواجه المؤسسات تغييراً إجبارياً تفرضه بيئة الأعمال (Business Environment)؛ لأجل الإستجابه للتحولات التي لا بد أن تخطط المؤسسة لها وتعمل عليها بمرونة عالية للاستجابة بالمتطلبات الجديدة الحادثة في السوق؛ ليكون التحول يصب في صميم أهدافها وغاياتها الاستراتيجية، والتي ستنعكس على خططها التشغيلية، فأتمتة الإجراءات والعمليات أصبح ضرورة لا بد منها، ليس فقط لمجرد التحول الرقمي أو التكنولوجي، وإنما للبقاء في دائرة المنافسة، وللهروب من الانهيار أيضاً.
وكمثال حي: شركة نوكيا Nokia التي كانت الرائد في صناعة الهواتف المحمولة، لكنها لم تستطيع البقاء في دائرة المنافسة فحسب، وإنما انتهت الشركة بالكامل بسبب عدم استجابتها للتغيرات الحتمية التي تفرضها عليها بيئة العمل، فهي لم تفعل شيئا خطأ (على حد قول مديرها) وإنما لم تتكيف، وتتطور، وتنمو؛ لتواكب الحاجات الجديدة التي فرضها المنافسون والزبائن في الوقت نفسه.
ولتنفيذ التحول الرقمي الكبير في المؤسسات يجب أن يكون هناك فريق عمل موحد، وجهة (وحدة إدارية في المؤسسة) تتبنى كل مبادرات التغيير التي تنشأ استجابة لهذا التحول، والتي ستكون في النهاية برامج ومشاريع، ومن هنا يأتي دور مكاتب (P3O)وأهميتها في دعم مبادرات التغيير وجعلها تصب في مصلحة المؤسسة وخططها الاستراتيجية؛ إذ إنها تقدم الدعم ومنهجيات العمل الملائمة وأفضل الممارسات لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه تحولات السوق السريعة؛ لتصل المؤسسة إلى مبتغاها بأفضل الطرق وأكثرها أماناً دون التأثير على العمليات الجارية وزبائنها الحاليين.
وعلى هذا الأساس، قام المعهد الامريكي لإدارة المشاريع (PMI) Project Management Institute بتحديث الممارسات التي وضعت لإدارة المشاريع من التقليدية Waterfall Approch إلى إضافة Agility Approach لكي يعطي مرونة واسعة للمشاريع للتكيف مع التغيرات والتحولات التكنولوجية والرقمية والسريعة، إضافة إلى استحداث سلسلة جديدة من الشهادات التخصصية بالتحول والتطور المؤسسي.
ونستخلص في نهاية الأمر ما يأتي:
١. لا بد من تأسيس مكاتب لإدارة وتنفيذ مبادرات التغيير في المؤسسات، لضمان الموائمة بين مخرجات البرامج والمشاريع مع الاستراتيجية المؤسسية.
٢. العمل بمرونه أكثر من خلال اتباع المنهجيات الرشيقة إلى جانب المنهجيات التقليدية لكي تتكامل المؤسسة في تعاملها مع التغيير و تنفيذه على أرض الواقع..
العدد التاسع التجول الرقمي ، المشاريع ، الصناعات ، الادارة ،مواضيع ذات صلة