العدد التاسع قصة وعبرة

لماذا اليابانيون يريدون السمك طازجاً؟!! / قصة وعبرة

2/18/2021


من المعروف عن اليابانيين، أن السمك وجبة أساسية في طعامهم، لكن منذ عقود لم يعده السمك يقترب من الشواطئ اليابانية.

وقد حل اليابانيون هذه المشكلة فصاروا يصطادون في عرض البحر والمحيط بعيداً عن السواحل.

ومع الزمن كبرت قوارب الصيد وأصبحت تبتعد أكثر عن الشاطئ.

هذا يؤخر وصول السمك إلى البر مما يعني أن السمك لن يكون طازجاً!

لحل هذه المشكلة صارت سفن الصيد تحمل معها الثلاجات والمجمِّدات، التي يوضع فيها السمك فور اصطياده.

وهذا أدى إلى ازدياد حجم السفن وأصبحت تبتعد عن السواحل أكثر فأكثر، وبالتالي زاد زمن بقائها بعيداً عن الشاطئ.

فهل في هذا مشكلة؟

نعم ! السمك الآن لم يعد طازجاً ! لأنه موضوع في الثلاجات والمجمِّدات، أي صار الناس ينظرون إليه على أنه مجمَّد وليس طازجاً !

فانخفض سعر السمك الذي يتم صيده وتجميده بهذه الطريقة !

ما المشكلة في هذا؟ المشكلة واضحة فالسعر المنخفض يؤدي إلى عدم الرغبة في جلب المزيد من السمك إلى السوق !

فما الحل؟

اليابانيون دوماً عندهم حل!

فقد صاروا يحملون معهم في سفن الصيد أحواضاً كبيرة مملوءة بالماء، يضعون فيها السمك، فيبقى حياً إلى أن يصل إلى الشاطئ فيخرجونه للبيع !

إنها فكرة ذكية ولا شك ، لكن ما الذي حصل بعد ذلك؟

لقد اكتشفوا أن السمك يصل إلى الشاطئ وهو يشعر بالكسل والخمول !

لأن السمك يزدحم في الحوض فلا يتحرك كما كان يتحرك في البحر ! وبالتالي فإن طعمه يختلف عن طعم السمك الطازج !

ما لهؤلاء اليابانيين؟ إنهم لا يعجبهم العجب !!

 وكيف يستطيع الصيادون إرضاءهم؟

الحل دوماً موجود عند اليابانيين؛ إذ إنهم وضعوا فرخاً صغيراً من سمك القرش في الحوض !

أتعرفون لماذا؟

حتى لا يتوقف السمك في الحوض عن الحركة هرباً من سمك القرش.

والدرس المستفاد

من هذه القصة :

هو أن التحدي الذي وُضع فيه السمك جعله في حركة دائمة وسريعة من أجل أن يبقى على قيد الحياة !

وهذا ما يريده الصيادون...

أن يصلوا بالسمك إلى الشاطئ وهو يشعر بالحيوية ويبقى طعمه لذيذاً لأنه طازج بالفعل !

ولاشك أن القرش يأكل بعضاً من السمك لكن ما يأكله نسبة ضئيلة قياسا بما يتم الحفاظ عليه من الكميات الضخمة.

إن ما أصاب السمك من خمول وكسل في الحوض هو ما يصيبنا نحن البشر.

العدد التاسع اليابانيون ، السمك ، التحدي ، عبرة ،

مواضيع ذات صلة