مدونة ميادة نجيب محمد المقطري


العوامل المؤثرة على اكتساب اللغة المستهدفة

د. ميادة نجيب المقطري | Mayada Nageeb Al-Maktary


12/09/2024 القراءات: 297  


تعلم اللغة المستهدفة، سواء كانت لغة ثانية أو أجنبية، يعد قضية معقدة تتأثر بعدد من العوامل المتنوعة. هذه العوامل يمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات رئيسية: العوامل البيولوجية، العوامل النفسية، والعوامل الاجتماعية.

1. العوامل البيولوجية
تتعلق العوامل البيولوجية بالخصائص الفطرية للفرد، مثل العمر والقدرة العقلية. تشير الأبحاث إلى أن العمر يلعب دورًا هامًا في عملية اكتساب اللغة. على سبيل المثال، يمتلك الأطفال قدرة أكبر على تعلم اللغات الجديدة بسبب مرونة أدمغتهم، مما يمكنهم من تعلم النطق وقواعد اللغة بشكل أسرع وأكثر طبيعية من البالغين. و تشير الأبحاث أيضًا إلى أن قدرة الفرد على معالجة المعلومات والذاكرة تلعب دورًا مهمًا في تعلم اللغة، حيث يتمكن الأفراد الذين يمتلكون قدرة قوية على التعلم من إتقان اللغة بشكل أسرع.

2. العوامل النفسية
تتعلق العوامل النفسية بالدوافع والمشاعر التي تؤثر على التعلم. الدافع هو أحد العوامل الأساسية في تعلم اللغة. الأفراد الذين لديهم دوافع قوية، سواء كانت دافعة داخلية مثل حب اللغة أو دافعة خارجية مثل الحاجة إلى العمل أو الدراسة، يميلون إلى تحقيق نتائج أفضل. مثلا، طالب يرغب في الدراسة في الخارج قد يبذل جهدًا أكبر لتعلم اللغة، مقارنة بشخص يتعلمها فقط من أجل التسلية. بينما تلعب الثقة بالنفس دورًا كبيرًا في التعلم، فإن الأفراد الذين يشعرون بالثقة في مهاراتهم اللغوية يكونون أكثر استعدادًا للمشاركة في المحادثات والتفاعل مع الآخرين. هذه الثقة تعزز من قدرتهم على التعبير عن أنفسهم، مما يسهم في تحسين مهاراتهم اللغوية بشكل عام ويزيد من فرصهم في التعلم والتطور.

3. العوامل الاجتماعية
تؤثر العوامل الاجتماعية، مثل البيئة الثقافية والدعم الاجتماعي، في تجربة التعلم. العيش في بلد يتحدث اللغة المستهدفة يتيح فرصًا أكبر للتفاعل واستخدام اللغة بشكل يومي، مما يعزز من مهارات التواصل. بينما يمكن أن يكون الدعم من العائلة والأصدقاء محفزًا هامًا، فإن الأفراد الذين يتلقون تشجيعًا من المحيطين بهم غالبًا ما يشعرون بالراحة في ممارسة اللغة.

يمكننا القول أن فهم هذه العوامل المؤثرة على نمو اللغة المستهدفة يساعد في تفسير التباين بين الأفراد ويعزز من تطوير استراتيجيات تعليمية فعالة. من خلال مراعاة الفروق الفردية، يمكن للمربين تصميم برامج تعليمية تتناسب مع احتياجات المتعلمين المختلفة، مما يسهم في تعزيز فعالية عملية التعلم.


العوامل البيولوجية، العوامل النفسية، والعوامل الاجتماعية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع