عبدالرحمن علي محمدأحمد النجار


القيادة التشاركية والمشكلات الادارية

عبدالرحمن علي محمد أحمدالنجار | ABDELRHMAN ALY MOHAMED AHMED ELNAGGAR


31/10/2023 القراءات: 1985  


ولمدخل القيادة التشاركية أهميته في موقعنا الحاضر وخصوصًا في التعليم الأزهرى لما تعتنقه المعاهد الأزهرية من إدارة تقليدية تعتمد على أساليب قديمة في مواجهة المشكلات الإدارية بما ينبئ عن وقوع أزمات إدارية ناتجة عن عدم مواجهة المشكلات التي تواجه المعهد الأزهرى.
ويأتي النمط التشاركى في الإدارة المدرسية على طرف النقيض من الأنماط السلطوية ، فهذا النمط ينظر إلى العاملين في المدرسة ، من خلال النظر إلى أعمالهم كافة ، وليس مجرد منفذي للعمليات التي تصدر من المستويات العليا بالهرم الإداري في المدرسة أو المؤسسة التعليمية، وإنما كأشخاص قادرين على تحمل مسؤوليات والمشاركة في التصدي إلى المشكلات ووضع الحلول المناسبة لها ، والإسهام في وضع الخطط إذا منحوا الفرصة ، وبالتالي يوفر المناخ المؤسسي الإيجابي ، الذي يدفع في اتجاه تحفيز الطاقات الإبداعية لدى العاملين بالمؤسسة المدرسية (داحلان ،2008 م).
والقيادة التشاركية تكسب المرؤوسين مكانة رفيعة فهي تحرص على الأخذ بآرائهم واحترام شخصيتهم ، وتمنحهم حرية الاختيار ، كما تؤمن بالحوار البناء الهادف ، وبرأي الأغلبية الذي يحقق أهداف المؤسسة وحاجات المرؤوسين في آن واحد ، وهى تنمى الشعور بالمسؤولية ، وروح التعاون والقدرة على الإبداع والابتكار ، وتحفز المرؤوسين على الأداء الجيد ؛فهي قيادة إنسانية ، تؤدى إلى التفاف المرؤوسين حول قائدهم ، وزيادة ولائهم لمؤسساتهم (أبو الكشك،2006م) .
وتركز القيادة التشاركية على فكرة رئيسية،قوامها التأثير على الأفراد داخل المنظمة التعليمية في تقدير أمور العلم ، والأمور التي تهمهم وتمس مصالحهم ، وبما يحقق لديهم الشعور بالمسؤولية ، ويحفزهم على إجادة العمل والتعاون والانسجام ، ومشاركة قائده في عمليات صنع القرار والاتصال وتقويم الأداء ، لتحقيق أهداف المؤسسة التعليمية ، وهذا ما يجعل مهمة القائد التشاركى أكثر سهولة وفاعلية وفى نفس الوقت (الحربي،2008م) .
ويتضح أن القيادة التشاركية تتجلى في أروع صورها ، انطلاقا من وحى العلاقات الإنسانية التعاونية النشطة والفعالة المتبادلة بين شيخ المعهد والعاملين ، ومن وحى العمل كفريق متكامل الأركان ، وعلى مدى ثقافة ووعى شيخ المعهد وتمسكه بمبدأ الشورى والديمقراطية ، من أجل الرقى بالمؤسسة التعليمية والنهوض بها إلى أفضل المستويات .
ولعل هذا التحول في الأدوار إثر المشاركة في صناعة القرار وما يترتب عليه من زيادة في المسئوليات ، والتي يجب أن يصاحبها زيادة في مدى السلطة الممنوحة لهؤلاء المشاركين في صناعة القرارات على صعيد المدرسة ، يمكن أن يقابل بالرضا والقبول كما يمكن أن يقابل بالرفض والمقاومة حيث يتوقف الرفض والقبول والرضا والمقاومة على مدير المدرسة ومقوماته الشخصية وهل هذه المقومات تفرز لنا مديرًا أوتوقراطيًا دكتاتوريًا يرفض أي تجديد أو تغيير حتى وإن كان للأفضل ويقاومه؟ أم ديمقراطيًا تشاركيًا يعمل من خلال الترغيب والحث والاستمالة وضرب المثل فيشجع على المشاركة في صنعة القرارات المدرسية ، ويستثمر مرؤوسيه ويأخذ بآرائهم ويفرض بكثير من سلطانه إليهم معتبرا ذلك وسيلة عملية لتدريبهم وتنمية قدراتهم (العجمي،2007م).
وتشير دراسات عدة إلى أن النمط التشاركى في الإدارة هو الأفضل للمدارس والمؤسسات التعليمية،وذلك لما له من قدرة على خفض المشكلات ومواكبة العصر ،وتفعيل الطاقات البشرية ،وتنمية الولاء ،وتحسين الأداء بصورة عامة .(عسكر، 2012 ).


التشاركية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع