مدوّنة الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب القباطي


أحكام فقهيّة متعلّقة بالأضحية

الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب | Associate Professor Dr. Muneer Ali Abdul Rab


07/06/2024 القراءات: 719  


الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد؛
*موجز في أحكام الأضحية*
🐪🐂🐑🐏
تعتبر الأضحية من شعائر الإسلام العظيمة، نتذكّر فيها توحيد الله ونعمته علينا، وطاعة أبينا إبراهيم لربه، وفيها فضل وثواب، وخير وبركة، لذا لا بدّ للمسلم أن يهتمّ بأمرها ويعظّم شأنها، وفيما يلي ملخّص لأحكامها:

🌴 *تعريف الأضحية*
الأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام (الإبل والبقر والغنم) تقرباً إلى الله تعالى - في البلد الذي يقيم فيه المضحي - من بعد صلاة عيد النحر إلى آخر أيام التشريق (وهو يوم الثالث عشر من ذي الحجة) بنية الأضحية، قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} سورة الكوثر، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ○ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }. سورة الأنعام/ 162،
(ونسكي: أي ذبحي)، وقال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} الحج /34.

🌾 والأضحية سنّة مؤكّدة في قول أكثر أهل العلم، وقال بعض العلماء بوجوبها، والأصل أنّها مطلوبة في وقتها من الحي عن نفسه وأهل بيته، وله أن يُشْرك في ثوابها من شاء من الأحياء والأموات، أمّا الأضحية عن الميّت؛ فإن كان أوصى بها في ثلث ماله أو جعلها في وقف له وجب إنفاذ ذلك، وإن لم يوص أو لم يوقف، وأحبّ الإنسان أن يضحّي عن من شاء من الأموات فهو حسن، ويعتبر هذا من أنواع الصّدقة عن الميّت، ولكنّ السّنّة أن يُشرك الإنسان أهل بيته من الأحياء والأموات في أضحيته، ويقول عند ذبحها: باسم الله، والله أكبر، اللّهمّ هذا عنّي وعن أهل بيتي؛ تأسيًّا بنبيّنا -عليه الصّلاة والسّلام-، لكن لفظ الحديث: (وعمّن لم يضحّ من أمّتي)، خاصّ بالنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- رواه أحمد وغيره، وهو صحيح. ولا يحتاج أن يُفرد لكلّ ميّت أضحية مستقلّة.

📌ولقد اتّفق العلماء على أن ذبح الأضحية والتّصدّق بلحمها أفضل من التّصدّق بقيمتها؛ لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ضحّى، ولا يفعل إلا ما هو أولى وأفضل، وهو مذهب أبي حنيفة والشّافعي وأحمد.

🐑 وتجزئ الشّاة عن الواحد وأهل بيته وعياله؛ لحديث أبي أيّوب: (كان الرّجل في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يضحّي بالشّاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون).رواه ابن ماجة والتّرمذيّ وصحّحه.

🐪🐂🐑🐏 والمنصوص عليه في الأضاحي هي الإبل والبقر والغنم، وقال بعض العلماء: بأنّ أفضل الأضاحي البدنة (الإبل) ثمّ البقرة ثمّ الشّاة ثم شِرْك في بدنة ناقة أو بقرة.
لقوله -صلّى الله عليه وسلّم -في الجمعة: (ومن راح في السّاعة الأولى فكـأنّما قرّب بدنة). متّفق عليه. وبه قال الأئمّة الثّلاثة أبو حنيفة والشّافعي وأحمد. وقال الإمام مالك: "الأفضل الجذع من الضّأن ثمّ البقرة ثمّ البدنة؛ لأن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ضحّى بكبشين، وهو عليه الصّلاة والسّلام لا يفعل إلّا الأفضل". والجواب عن ذلك -كما قال أهل العلم- أنّه صلّى الله عليه وسلّم قد يختار الأولى؛ رفقاً بالأمّة، لأنّهم يتأسّون به، ولا يحبّ أن يشقّ عليهم.

🐪🐂🐄 وتجزئ البدنة والبقرة عن سبعة؛ لما روى جابر -رضي الله عنه- قال: (نحرنا بالحديبيّة مع النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة وفي لفظ: أمرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن نشترك في الإبل والبقر، كلّ سبعة في واحد منها، وفي لفظ فتذبح البقرة عن سبعة نشترك فيها). رواه مسلم.


أحكام، فقهيّة، أضحية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع