مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (268)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


24/01/2025 القراءات: 122  


-كشّافُ مجلة معارف:
مجلة «مَعارف» الأرديّة الصّادرة عن «دار المُصنّفين = أكاديميّة شِبْلي» في أعظمْ گراهْ بالهند مجلة مهمة جدًّا، قال عنها الدكتور محمد حميد الله رحمه الله (1423):
«أظنُّ «معارفَ» أهمَّ مجلّة علميّة في العالَم مِن حيث المُستوى العلميّ...».
وإن مِن أعمال (مؤسّسة المَعارف لإحياء التراث الإسلاميّ في مدينة شيتاغونغ، في بنغلاديش) إعداد كشّاف بأبحاثِ المخطوطات وفهارسِها المنشورة فيها، بإشراف الباحث النابه المحقق محمد تقي بن رحيم الدين -وفقه الله وأسرته-، وهذه مقدمة ذلك "الكشاف" بقلمه: 
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله وسلامٌ على عبادِه الذين اصطفى، وبعد:
فقد كثُر سؤالُ أهلِ العلم والإخوة المَعنيّين بالتراث بخصوص أبحاث المخطوطات المُنْجَزَة في شبهِ القارّة الهنديّة، وأسبابُ ذلك معروفة، وكان مِن دواعي الاهتمامِ بهذا الجانب أيضًا: ما آلتْ إليه حالُ الهند المُعاصرة فكريًّا وسياسيًّا، فالتراثُ المخطوطُ بها بين أخطارٍ مُحدِقة، والجهودُ المبذولة في هذا المجال لا تلقى الاهتمامَ الكافي، وهنا فارقُ اللّغة الذي يبقى حائلًا بينها وبين العالَم العربيّ، وبالجملة لا تصلُ يدُ العناية العربيّة إلى مخطوطاتِ الهند ومكتباتِها إلا بمشقّةٍ كبيرة.
وصارَ مِن الواجبِ الكِفائيّ: المُساهمةُ في هذا المجال كشْفًا وتعريفًا، وتنبيهًا وتنويهًا، ورأينا البَدءَ بمجلّة «مَعارف» وتكشيفِ ما نُشر في أعدادِها من بحوث ومقالات حول المخطوطات ومكتباتِها وفهارسِها، لأنها مِن أَغْنى المجلّات الأرديّة في هذا الصّدد، فالبحوثُ المنشورةُ فيها واضحةُ التميُّز من حيث الكمّ والكيف، وكثيرٌ منها بقلم الأعلام البارزين، وفيها عنايةٌ ظاهرةٌ بالتراث المخطوط في الهند، وهذا بيتُ القصيد.
وقد ألحّ عليّ في هذا الأمر: الأخُ الباحثُ المُفيد المُحسنُ -صاحبُ الأيادي البيضاء على أهل التراث- الشيخ عادل عبد الرّحيم العوضي حفظه الله، حتى استعجلتُ القيامَ بهذا العمل المتواضع بواسطة طالبَيْن باحثَيْن في المؤسّسة، وذلك في إجازة عيد الأضحى المُبارك (1445).
والمقصود إنارةُ الطُّرق وفتْحُ السُّبُل، وبَعْثُ الأمَل واطّراحُ الهوان والكَسَل، والعرفانُ بالجميلِ من الجُهد، وإعانةُ الباحثين على إدراكِ مَرامِهم، والمَعنيّين بإنقاذ التّراثِ على مَهامِّهم، والله تعالى مِن وراء القصْد وهو يَهدي السّبيل.
حول المَجلّة ودار المُصنّفين:
ليس هذا مجال الإطالة في التعريف بهما، وأكتفي بعدّة كلمات تذكيرًا وتيسيرًا:
مجلّة «مَعارف» مِن أقْدم وأبْرز المجلّات العلميّة في الأُرديّة، وتَصدُرُ منذ 1916 إلى اليوم بانتظام، وهي مِن أهمّ إنجازات «دار المُصنّفين أكاديميّة شِبلي» في أعظمْ جراه بالهند، التي أُسّستْ حسبَ خطّة العلامة شِبلي النُّعمانيّ رحمه الله (۱۳۳۲)، العالِم الهنديّ المؤرّخ الأديب المعروف، وتوالى على إدارتِها والعملِ فيها أكابرُ أعلام الهند بعده، والكتاباتُ عنهم وعن الدّار كثيرةٌ في الأرديّة، تبلغُ عشرات المجلّدات، وفي العربيّة أيضًا مادّةٌ على قلّتها.
وطبيعةُ مجلّة «مَعارف» وغَناؤها وعنايتُها بالشؤون التراثيّة معلومة، والأمر الأخير واضحٌ مِن مُلاحظةِ هذا الكشّاف أيضًا.
ملحوظات لا تُغفل:
1.مجلّة «مَعارف» شهريّة، فيصدر في عامٍ: إثنا عشر عددًا، وجعلوا مجلّدَين في عامٍ (؟)، أي مجلّدٌ من العدد (1) إلى (6) في العام، ومجلّدٌ آخر من (7) إلى (12)، وترقيم الصفحات يتبع المجلّد، بمعنى أن العدد الثاني مِن العام لا يبدأ ترقيمُ صفحاتِه من (1)، بل من (61) مثلًا، إذا انتهى العددُ السابقُ في (60).
وأما الملفّ الإلكتروني على تليجرام، فقد أُعْلِم بالشهر والسّنة، وهذا أيضًا إعْلامٌ واضح.
ومراعاةً للأمرين جعلْنا خانتين للإحالة إلى المقال، خانة فيها الشهر والسّنة مراعاةً للملفّ الإلكترونيّ، وخانة فيها رقم المجلّد والعدد والصفحات -إذ الصّفحات تابعةٌ للتجليد لا العدد كما سبق-.
2.قُمْنا بالتكشيف أولًا، أي جمْع العناوين المتعلّقة بالمخطوطات والموضوعات المتعلّقة بها كما يأتي، ثم ترْجَمنا العناوين والموادّ الأخرى، وراعَينا إيضاح الموضوع والتعبير الوافي عن المُحتوى قدرَ الإمكان، فراجَعنا المقال وعدّلنا في العناوين أحيانًا.
3.وأما الكُتّاب ففيهم مَشاهير وأعلام، وحبّذا لو أمْكَنَنا ترجمتُهم باختصار في الهامش، لأن قيمة المكتوب تُقدّر كثيرًا بمَنزلة الكاتب؛ ولكننا أغفلْنا الموضوع اختصارًا، ولكن ينبغي ملاحظةُ هذا الجانب، وهو أن كثيرا من المقالات كاتبُها من الأعلام البارزين.
4.جاء هذا العملُ مِن مُجرّد الاهتمام بالمخطوطات الإسلاميّة، وليس مِن مُنطلق رغبةٍ خاصّة في إدارةٍ خاصّة أو مُنجَزٍ خاصّ، أو مِن مُنطلق الوحدة الفكريّة العامّة.
5.تمّ تصنيفُ العناوين حسبَ الأقسام التالية:
مكتبات المخطوط. الفهارس والإحصاءات. الكتب والمخطوطات. الأعلام. النقد والتوثيق.
هذا، وأرجو مِن القارئ الكريم أن لا يَنسى الدُعاء لنا ولوالدَيْنا وأهلِنا بحُسن الخاتمة، وقَدَمِ صدقٍ في الجنّة... وصلّى الله تعالى على خيرِ خلْقِه محمد وآله وصَحْبه أجمعين".
هذا، وقد اقترحتُ عليه -وفقه الله- إضافة تعريف مختصر بكل مقال من تلك المقالات، وأن لا يُكتفى بذكر العنوان فقط. والعملُ جار في ذلك.
***
-النظر في الأحاديث التي استنكر العلماء متونها:
هناك أحاديث أسانيدُها في حيز القبول، استنكر العلماءُ متونها، وهذه ينبغي أن تُجمع، وتُخرج تخريجًا موسعًا، وتُدرس، وتُبين. ومن ذلك ما يلي:
قال الذهبي معلقًا على حديث علي رضي الله عنه في حفظ القرآن في "تلخيص المستدرك" (1:316): "هذا حديثٌ منكرٌ شاذٌّ، أخاف لا يكون موضوعًا، وقد حيَّرني واللهِ جودةُ سنده".
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (4/ 258) عن حيث الحوت والثور: "في متنه نكارة".
والأمثلة متعددة، وهذا الموضوع تُكتب فيه دراسة.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع