الأثار السلبية لإدمان الألعاب الإلكترونية لدى الأطفال
يوسف يحيى علي جبار | Yousif Yahya Ali Jabbar
23/02/2022 القراءات: 3267
للألعاب الإلكترونية العديد من الجوانب الإيجابية والمتنوعة في التعليم وبخاصة مع الانتشار المذهل لأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، فهي تسهم بتطوير الطفل في اللعب، وتزيد من مهاراته، وتنشيط مجالات تفكيره وإثراء مخيلته وتنشيطها باتجاه أوسع، وتدفع قدراته إلى النمو والادراك الواسع، خاصة تلك الألعاب التي تسهم في تنمية الذكاء والوجدان، حيث توجد العديد من الألعاب التي أثبتت أنها تنمي حس الذكاء والتركيز لدى الطفل، كما أن بعض الألعاب تجعل من الطفل أكثر انضباطا خاصة الالعاب التي تلزم الطفل في تتبع اللفتات والاشارات وغيرها.
إلا إن الأثار السلبية والمشكلات الناتجة عن إدمان الأطفال للألعاب الإلكترونية جمة وكبيرة وهذا ما وضحته وأثبتته العديد من الدراسات النفسية والاجتماعية والنفسية والعقلية والسلوكية وحتى الصحية، من بين تلك الأثار الأضرار الجسدية الإصابة في ضعف البصر وكذا الألم المتكرر للظهر وانحناءه وتضرر العمود الفقري، وأضرار نفسية واجتماعية خاصة الانطواء والعزلة الاجتماعية أوالإنطواء عن أفراد المجتمع والأسرة، وعلى مجمل أنماط ثقافته بشكل عام، بالإضافة إلى ضياع الوقت ومشكلة العنف والتنمر في الوسط الاجتماعي والمدرسي، وتدني مستوى التحصيل الدراسي. وذلك لما تفرزه الكثير من الألعاب الإلكترونية من معطيات سلبية ونتائج خطيرة تستهدف قيم المجتمع وأخلاقه وسلوكيات الأطفال، وتغرس في نفوس الأطفال الحرب الناعمة منذ الطفولة والتي قد تصبح لديهم عادة أو ظاهرة طبيعية في المستقبل، حيث أن نسبة كبيرة من الألعاب تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين وتدمير أملاكهم والاعتداء عليهم بدون وجه حق، وتعلم هذه الألعاب الأطفال أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها وحيلها، وتنمي في عقولهم قدرات سرعة التنمر والعدوانية وكذا ظهور سلوك العنف، وهذه القدرات مكتسبة من خلال الاعتياد على ممارسة تلك الألعاب، إذ أن هذه الألعاب قد تشكل أكثر ضررًا من أفلام العنف التلفزيونية؛ لأنها تتصف بصفة التفاعلية بينها وبين الطفل، وتتطلب منه أن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها ويمارسها.
وتعد الأسرة هي المسئول الأول عن الطفل، ويجب عليها مراقبة أبناءها وتنظيم وقت أبنائها كمنح وقت محدد للعب ووقت للدراسة حتى لا يتعرض الطفل لمثل هذه الأضرار وهذا ما يعرف" بالمرافقة الايجابية للأبناء"، كما يجب على أن الأسرة أن تقوم بدورها في تعزيز قيم الأبناء وأخلاقياتهم، وحمايتهم من مخاطر الألعاب الإلكترونية.
إضافة إلى ما سبق أولت وزارة التربية والتعليم اليمنية هذا الجانب اهتماما كبير، وذلك بوضع خطة عاجلة على تضمين المناهج الدراسية مفاهيم تتعلق بأمن المعلومات الشخصية والتحذير من مخاطر الالعاب الإلكترونية، دعمًا لتنفيذ الإستراتيجية للأمن السيبراني عام 2020م.
وفي الختام يجب على المؤسسات التربوية والتعليمية القيام بدورها في هذا المجال؛ كونها المسئولة عن تربية النشء، ومن واجبها حمايتهم من المخاطر المحدقة بهم.
الأثار السلبية، الإدمان، الألعاب الإلكترونية، الأطفال.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
شكرا على هذا المقال المثمر و اتمنى ان يكون مدخلا و منبرا لارساء فكر يؤسس لنشر فكر واعي بضرورة ترشيد استهلاك تلك الالعاب دون افراط
مواضيع لنفس المؤلف