تناول الدكتور حسن البلداوي المعجم الوسيط بدراسة موسعة نال بها درجة الدكتوراه عام 2003 م من كلية التربية للعلوم الإنسانية ابن رشد في جامعة بغداد، وعرض لكل ما في المعجم الوسيط، ومن جملة ما عرض له ولكن على نحو موجز ومقتضب قضية ضبط البنية ( ينظر: الصفحات : 178 ـ179) وقد رأيت أن ضبط البنية في المعجمات اللغوية من الأمور المهمة جدا، ولاسيما في المعجمات الحديثة كالمعجم الوسيط، لأن قوام المعجم هو معرفة دلالة الكلمة، وقوام معرفة تلك الدلالة هو اتقان ضبطها؛ لأن البنية العربية يتحول معناها بتحول ضبطها وتغيره، فرأيت من المناسب والمهم أن اعرض لهذه القضية بشيء من الدراسة والتحليل والنقد في ضوء استقراء الطرق الضبطية المعتمدة في الدرس اللغوي القديم، والطرق التي نص عليها المعجم الوسيط لضبط مادته، فشرعت في هذا البحث مقسما إياه على تمهيد يوضح أهمية الضبط وطرقه ، ومبحثين، تناولت في الأول : ضبط بنية الأفعال في المعجم الوسيط، وفي الثاني عالجت ضبط بنية الأسماء في المعجم نفسه، مخضعا ذلك لدراسة تتسم بالتتبع الدقيق لما أشكل أو التبس ضبطه، أو لم يوفق المعجم الوسيط في تبيان الضبط الصحيح للمادة اللغوية على النحو الذي ينبغي أن يكون عليه، وبذا أكون قد قدمت ولو شيئا يسيرا من الدرس اللغوي المختص في النقد المعجمي فضلا عما سبقني من دراسات في المعجم الوسيط
د.علي خلف حسين العبيدي | ali khalif hussen | 11505