خروجي و احتكاكي بالعالم الخارجي بات يؤلمني و بشدة لأن الخارج أصبح موحشا ، ليس لأن الطبيعة ليست جميلة ؛ على العكس فالطبيعة هي ملجأ الإنسان قديما و حديثا، دائما و أبدا، إذ لم يجد أول بشري على وجه المعمورة من يقدم له يد العون إلا الطبيعة و أبناءها.
طبيعتنا هي مصدر كل وسيلة نستخدمها ، و كل غذاء تناوله ، و كل شراب نشربه ، و كل لباس نتستر به ، أو باختصار هي مصدر تلبية كل متطلباتنا، إما بإيجاد حاجاتنا مباشرة في هذا العالم اللطيف، أو يتم إشغال العقل قليلا و إخضاعها لمعيار النضج لتصبح قابلة للإستعمال بعد أن كانت خام و مادة أولية.
صحيح أنكم تتساءلون عن الأمر المقلق من كل هذا !!
دعوني أخبركم إذن ؛ هذا ما هو إلا الجانب الإيجابي من الموضوع و الذي يوضح حسن معاملة الطبيعة للبشر الضعفاء و هذا ما يظهر مدى طيبتها.
لكت بالمقابل ماذا فعل البشر لرد الجميل ؟!
اضطهدوها، دمروها، لقد أفقدوها قيمتها الحقيقية...
أوراق ممزقة في الأزقة
أكياس و قمامات في الساحات منتشرات ،
قارورات ، فضلات و سيجارات متعفنات
و المنظر مشوهات، للأمراض مولدات
أما الدخانات فهي كثيرات، من الحرائق و السيارات العاطلات الهواء معكرات.
ماذا عن البحار؟! كادت تفقد زرقتها و ثروة السمكات
ألا يكفيكم هذا ؟! رجاء كفوا عن أذية الطبيعة ، لقد أغضبتموها كثيرا !
إنها تعطيكم إشارات غضبها و لكنكم للأسف غافلون.
ألم ترعبكم هزات الزلازل؟!
ألم تخفكم شهقات الأرواح كل يوم بسبب مخلوق غير مرئي حتى!!
ألم يكفيكم النقص الكبير في المياه و الأمطار ؟! و تقلبات الجو حيث أصبحنا لا نميز بين الشتاء و الصيف!!
بسبب الحرارة الشبه متماثلة بينهما لارتفاعها في كلا الفصلين !.
فكل هذا الغضب على الإنسان بأمر من الخالق ضد المخلوق الذي لا يعي ما يفعل! بتهوره سوف يؤذي نفسه و يؤذي الطبيعة، لأنها مرآة لتصرفاته، و لأنه في قلبها يحيا، يراها ، يمشي عليها ، يشم هواءها...
لذلك فإن حماية الطبيعة لصالحنا و لصالحها و لصالح جميع المخلوقات.
ما أريد قوله ، لنرتقي قليلا و لنعطي أنفسنا القيمة التي تستحق، لنرتقي بسلوكاتنا و تصرفاتنا، حتى ننعم بحياة هنيئة ولا نتسبب في موت أحدهم بشرا كان أو مخلوق آخر .
لنقم بحملات تنظيف المحيط ، لا أقول تنظيف المدينة أو الحي و لكن ليكتفي كل شخص بتنظيف ساحة بيته مثلما وصانا خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم .
كذلك يجب تكثيف حاويات القمامة في الأماكن العمومية و حبذا لو تكون مخصصة ، خاوية خاصة بالزجاج، حاوية أخرى خاصة ببقايا الإلكترونيات المعطلة ، أخرى لبقايا الأكل، أخرى للملابس، و أخرى للاوراق....و لنستعمل هذه الحاويات ولا نتركها فارغة فتجرها الرياح يمينا و شمالا فتحدث ضجيج.
إن الفعل يبدأ من الفكرة ثم الرغبة فالتطبيق ، الفكرة كوجودة أساسا بشكل فطري و لكن دخلت في سبات ، و ها أنا أوقضها ، ما يقع على عاتقي قمت به ، الآن الدور دوركم أهيجوا ضمائركم و تسلحوا بالإرادة الحديدية و الرغبة في التغيير ، و لا تنسوا الحس بالمسؤولية فكل شخص مسؤول على تصرفاته أمام خالقهوولا تنسوا و إياي أن التغيير يبدأ من داخلنا ، من أنفسنا كما قال الله تعالى : " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .